:: بين الحين والآخر نسمع مصطلح (الامتيازات التاريخية)، وهي كلمة حق مراد بها تحقيق مكاسب ذاتية وليس لنصرة المجتمعات المظلومة تاريخياً، وآخر من ردد هذا المصطلح بلا معرفة لمعناه هو زعيم مليشيا الإمارات الإرهابية بالسودان حميدتي، حيث قال في ذات بيان : ( من يستغلون الشعب عبر الامتيازات التاريخية سيُفطمون، وأن زمن التحكم في ثروات السودان انتهى)، قالها هكذا مالك إمتياز جبل عامر و أكبر تجار الذهب والبشر في أفريقيا..!!
:: ولو إلتفت زعيم مليشيا الإمارات يميناً، لوجد في تحالفه الجنجويدي إبراهيم ميرغني الذي جاء به الامتياز التاريخي وزيراً للدولة بالإتصالات والتكنلوجيا في حكومة البشير ..فتى الامتياز التاريخي لم يكن قد بلغ سن الرشد، وأن علاقته بالإتصالات والتكنلوجيا لم تكن قد تجاوز استخدام الجوال، وكان مُنبهراً بالمنصب، ولم ينجز من خلاله شيئاً غير أن يكون ضيف شرف في احتفال تدشين إيميل وزارة الخارجية ..!!
:: ولو إلتفت رعديد مليشيا الإمارات يساراً، لوجد في تحالفه المتمرد السفير عبد الرحمن شرفي، وهذا أمر عجب.. ينحدر من عائلة ذات امتياز تاريخي في احتكار الدبلوماسية السودانية منذ العهد التُركي وحتى عهد البرهان، حيث الطفل في تلك العائلة يُولد سفيراً بالخارج، وإذا نقلوه الى الداخل يتمرد.. عادل شرفي ومحمد شرفي وعبد الرحمن شرفي و منو كدا شرفي ..و..هُم كُثر، وكلهم سفراء، وملزمة حكومات السودانية، العسكرية منها والمدنية، أن تبتعثهم سفراءً إلى الخارج، لكي لايتمردوا ..!!
:: ومن المحن، عندما أصدرت الجنائية الدولية قراراً بتوقيف البشير، رفض الرئيس الفنزويلي شافيز القرار، و ناصر البشير، فكأفأه البشير بسفارة في كراكاس، ثم أرسل إليها عبد الرحمن شرفي سفيراً، وكان يعمل مديراً لمكتب وزير دولة بالخارجية.. تأملوا، لم يكن للسودان مصالح اقتصادية في كاركاس، ولا جالية ذات كثافة عالية، ومع ذلك هرول إليها الانتهازي شرفي ليكون بمثابة هدية البشير لشافيز..!!
:: وبعد أن تشبّع بأموال البعثة الدبلوماسية في كاركاس، غادرها إلى كندا في إجازة سنوية مدتها ( 45 يوماً).. أكمل مدة الاجازة و رفض العودة إلى كاركاس، و اجتهد كثيراً ليبقوه سفيراً في كندا، وعندما فشل مسعاه، تمرد على الدولة وأصبح مناضلاً لحين توظيفه سفيراً في كندا أو إحدى دول الترطيب .. ومن الدناءة، رغم تشبعه بدولار بعثة كركاس، ظل يستلم راتبه لما يُقارب النصف عام في كندا، إلى أن إكتشفوا دناءته وتواطؤ البعض هناك، فحاسبوهم و فصلوهم ..!!
:: عاد شرفي إلى السودان بعد الثورة، فكان يجب أن يُحاسب، إن لم يكن على الهروب فعلى راتب النصف عام بلا عمل..ولكن لأنه من ذوي الامتياز التاريخي، منحوه لقب المناضل ثم عينوه سفيراً بالخارجية .. وبالمناسبة، كان حمدوك قد شكًل لجنة للنظر في طلبات العائدين المفصولين سياسياً وتعسفياً في عهد البشير، فنظرت اللجنة إلى الطلبات وأبعدت طلب عبد الرحمن وعادل شرفي، لأن فصلهما لم يكن سياسياً ولا تعسفياً، بل كان فصلاً قانونياً ومستحقاً.. ورغم أنف قرار لجنة حمدوك، عادا إلى الخارجية وكانت مريم الصادق على سدتها..!!
:: وبعد إعادته إلى الخارجية، لم يمكث عبد الرحمن شرفي فيها كثيراً.. وربما لكي لايتمرد على حكومة حمدوك، أرسلوه إلى الإمارات سفيراً، وكان ذلك بتاريخ سبتمبر 2022 .. مكث بالإمارات عاماً تلو الآخر، وعاصر إجراءات 25 أكتوبر واستقالة حمدوك وإقالة حكومته، ولم يعترض، بل ظل باراً بحكومة البرهان و دولارها..وشهد الحرب سفيراً مدافعاً عن السودان والحكومة والجيش، إلى أن نقلوه – في أكتوبر 2024 – لرئاسة الخارجية ببورتسودان، ورفض التنفيذ..!!
:: وكالعهد به دائماً عندما يُنقل إلى السودان، رفض عبد الرحمن شرفي تنفيذ القرار..وعندما فصلوه للغياب تمرد و أصبح مناضلاً للمرة الثانية، ثم داعماً لنظام أبوظبي ضد بلاده.. شاهدته يمدح ديمقراطية حكومة أبوظبي وما أسماها بأفضالها على بلادنا وشعبنا، وهذا يعني أن المسيّرات التي تٌدمر مرافق الشعب عند هذا الدنئ من الأفضال ..!!