استعرض آخر تطورات المشهد بالبلاد وبالتزامن مع انتصارات الجيش..
البرهان في الأمم المتحدة.. رسائل فى بريد العالم !!
الرئيس استعرض الأزمة بشكل شامل ولغة مباشرة اتسمت بالوضوح..
البرهان انتقد ازدواجية معايير الأمم المتحدة وطالب بإصلاح مجلس الأمن..
الاهتمام الواسع بكلمة السودان سببه الانتصارات الكبيرة للجيش بالعاصمة
تقرير_ محمــد جمال قنـــدول
في السابعة من مساء أمس، اعتلى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة، منصة الخطابة، في كلمة السودان أمام اجتماعات الأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين، مرسلًا رسائل متعددة، ومقدمًا خطابًا استثنائيا مباشرًا ومختصرًا، مقدما تشريحًا دقيقًا لأزمة البلاد وتداعيات الحرب وجرائم الميليشيا.
وجاء حديث البرهان، بعد ساعاتٍ قليلة من شن القوات المسلحة لعملياتٍ بريةٍ ناجحة في محاور مختلفة من العاصمة الخرطوم بأضلعها الثلاثة، محققًا تقدمًا كبيرا، يُعد الأول من نوعه منذ عدة أشهرٍ.
جماعة إرهابية
وأكد رئيس مجلس السيادة، حرصهم على هزيمة ودحر التمرد مهما وجدوا من دعمٍ ومساندة، مطالبًا المنظمة الأممية بوصف ميليشيا الدعم السريع وصفًا حقيقيًا بأنها: قوةٌ مسلحةٌ تمردت على الدولة وارتكبت جرائم ترقى لتصنيفها كجماعةٍ إرهابية.
البرهان جدد التزام القوات المسلحة بعملية التحول الديمقراطي، وحق الشعب السوداني في اختيار من يحكمه، وقال: (لذلك هي حريصةٌ على الوفاء بالتزامها الأول الذي ضربته بعد ثورة ديسمبر المجيدة في 2019، بتسليمها السلطة لأي حكومة توافقية، أو منتخبة، ولن تسمح بعودة النظام السابق الذي رفضه الشعب إلى سدة الحكم، وتؤكد التزامها بالمساهمة الإيجابية في تسهيل عملية الانتقال إلى الحكم المدني).
واستعرض الرئيس، حجم المؤامرة والتآمر الذي ظلت تتعرض له البلاد، وذلك بدعمٍ سياسيٍ ولوجستي محليٍ وإقليمي، في تحدٍ صارخ للقانون والإرادة الدولية، فيما تساءل البرهان قائلًا: (لماذا لم تتخذ المنظومة الدولية إجراءً حاسمًا ورادعًا حيال هذه المجموعة ومن يقف خلفها؟ وارتكابها لجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، بينما ترفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن والمنظمات الإقليمية)؟!
كما جدد الفريق أول ركن عبد الفتاح عزم الحكومة وحرصها على تسهيل العمل الإنساني وحماية القوافل والطواقم الإنسانية والطبية.
ازدواجية المعايير
وأكد رئيس مجلس السيادة، أنّ إرادة الشعب السوداني ستنتصر في هذه الحرب التي شنتها الميليشيا الإرهابية المتمردة بتعاون ودعم دولي، مشيرًا إلى أنّ خارطة إنهاء الحرب في السودان واضحة المعالم وتتمثل في إنهاء العمليات القتالية، وانسحاب الميليشيا من المناطق التي احتلتها وشّردت أهلها، وتجريدهم من السلاح، ليتمكن المواطنين من العودة إلى مناطقهم.
ويقول أستاذ العلاقات الدولية د. محمد العجب للكرامة إنّ خطاب الرئيس استعرض مكان الأزمة وتناول شواغل الداخل والخارج، ووجه رسائل واضحة للمجتمع الدولي بأنّ الحكومة السودانية ليست ضد السلام، وأنّ الطرف المتعنت هو التمرد الرافض لتنفيذ مخرجات الاتفاق السابق بجدة، علاوةً على تماديه بالجرائم ضد المدنيين واحتلال مساكن المواطنين.
وأضاف محدّثي د. محمد العجب بأنّ حديث البرهان صوب على ازدواجية المعايير في المؤسسة الدولية، مطالبًا بإصلاح مجلس الأمن الدولي، وذلك يعود للتعاطي السالب مع قضية البلاد وتعطيل بريطانيا-حاملة القلم- إجراءات شكوى السودان ضد الإمارات، مشيرًا إلى انّ الخطاب تناول أيضًا أحد أهم القضايا بالمنطقة العربية، وأكد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وإيقاف الاعتداءات الإسرائيلية.
سلام جوبا
وكان البرهان قد جدد التزام الحكومة بالبحث عن السلام مع كل المجموعات التي لا زالت تحمل السلاح، مع التزامها بإكمال اتفاق سلام جوبا الموقع في 2020.
ويرى مراقبون، أنّ خطاب البرهان اتسم بالرصانة والموضوعية مستعرضًا الأزمة بشكل شامل وعبر لغة مباشرة، اتسمت بالوضوح، فضلًا عن الترتيب الجيد لمحاور الخطاب.
وحُظيت كلمة السودان باهتمامٍ واسعٍ داخليًا وإقليميًا ودوليًا، وما أكسبها بُعدًا كبيرًا هو أنّها تأتي على وقع انتصاراتٍ كبيرةٍ للقوات المسلحة بمحاور عديدة في العاصمة الخرطوم.