رحلة الوفد الإفريقي تأتي في ظل المتغيرات الكبيرة فى معركة الكرامة
(الاتحاد) جمد عضوية السودان لأسبابٍ واهية وهذا خطأ استراتيجي.
تأثير كبير للامارات على (المنظمة).. ودور سلبي لإثيوبيا فى حرب السودان
تقرير_ محمــد جمال قنـــدول
متغيرات المشهد السوداني وتطوراته السريعة، ينتظر أن تجعل من بورتسودان قبلةً للوفود الإقليمية والدولية.
ويزور مدينة بورتسودان اليوم، وفدٌ رفيعٌ من مجلس الأمن والسلم الإفريقي.
الزيارة المرتقبة، ينتظر أن تبحث فرص إحلال السلام وآخر تطورات الحرب بالبلاد.
عضوية الاتحاد
وينتظر أن يلتقي الوفد الإفريقي خلال زيارته التي تستمر ليومٍ واحدٍ، رئيس مجلس السيادة، وأعضاء المجلس وعددًا من المسؤولين.
الزيارة تعد الأولى لمجلس السلم والأمن، وذلك بعد انتقال رئاسة المجلس إلى جمهورية مصر العربية خلال الشهر الحالي.
وينتظر أن تطوف الاجتماعات مع الوفد الزائر على آخر تطورات حرب الكرامة، هذا فضلًا عن بحث ملف عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي، والتي تم تعليقها بعد إجراءات 25 أكتوبر 2021.
وتأتي رحلة أعضاء مجلس السلم، والأوضاع تتجه صوب الأفضل، خاصةً بعد الانتصارات الساحقة التي حققها الجيش، فضلًا عن حالة الانفتاح الكبير بملف العلاقات الخارجية بعد مشاركةٍ ناجحة لرئيس مجلس السيادة في المنتدى (الصيني – الإفريقي)، وكذلك ترؤسه لوفد البلاد في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
الخطوات الكبيرة
ويبدو واضحًا بأنّ نظرة الاتحاد الإفريقي للبلاد وأزمته تطورت، بل إنّ رؤية الاتحاد في حل الكارثة التي حلت بالسودان متطورة، وذلك لجهة أنّ أطروحاتها تستند على شمولية الحل وليس سياسة الانتقاء والإقصاء، كما أنّ الاتحاد يعرف أنّه إذا ما تفاقمت الأوضاع وزادت سوءًا بأرض النيلين، فإنّ استقرار المنطقة بأكملها مهددٌ بالانهيار.
ويقول الخبير والمحلل السياسي د. الكباشي البكري إنّ رحلة الوفد الإفريقي تأتي في ظل واقع دولي وإقليمي يتشكل وتتجدد فيه المواقف، بعد أن مرت مياهٌ كثيرة تحت جسر الأزمة السودانية والتمرد على الدولة السودانية، والخطوات الكبيرة الميدانية والتحولات العظيمة في معركة الكرامة، وتدافع والتحام الشعب مع الجيش، وكذلك الهزائم التي تلقاها الجناح السياسي للميليشيا في الترويج الإقليمي والدولي للميليشيا، ومحاولات تغبيش الحقائق في ما تقوم به من انتهاكاتٍ كبيرة على الشعب السوداني، كما أنّ الزيارة أيضًا تتزامن مع رئاسة مصر لمجلس السلم والأمن الإفريقي، وهو ما قد يسهم في تصحيح الكثير من المواقف السابقة، والإسهام الإيجابي في الاضطلاع بأدوارٍ حقيقية ومنتظرة، وتعمل على إعادة الثقة في هذا المجلس المهم والمنظمة الإفريقية.
وتوقع البكري بأن يجري تداول موضوعات تعزيز الحوار حول القضايا السياسية والأمنية في السودان، وعكس التزام الاتحاد الإفريقي بدعم استقرار المنطقة، كما تأتي الزيارة في إطار انتقال رئاسة المجلس إلى جمهورية مصر العربية الشهر الحالي خلال الزيارة التي ستكون اليوم.
تراجع الدور الخارجي
بدوره، يقول أستاذ العلاقات السياسية الخبير والمحلل السياسي د. الرشيد محمد إبراهيم إنّ زيارة وفد المجلس تأتي بعد تراجع فرص الاتحاد الإفريقي في لعب دور مؤثر في الأزمة، وذلك لخطأ استراتيجي تم اتخاذه، حيث أنّ الاتحاد جمد عضوية السودان بأسبابٍ واهية ومدفوعة، وهذا ما جعل من فرص عمل اختراقٍ ليست كبيرة بالقدر الكافي.
وأضاف د. الرشيد في معرض الطرح بأنّ الاتحاد الإفريقي صار مثله ومثل كثيرٍ من المنظمات التي أصبحت ساحةً للتنافس ولا تعبر بالضرورة عن المصلحة الإفريقية، والتي رفعت شعارًا ثابتًا هو (إسكات صوت البنادق)، وبالتالي يبقى تأثير الإمارات كبيرًا على هذه المنظمة، ولا ننسى دور إثيوبيا السلبي بحرب السودان، واسترسل: صحيح بأنّ قيادة مصر للوفد يمكن أن تحدث اختراق، ولكن يبقى أنّ رفع اسم السودان من التجميد مدخلًا مهمًا جدا لأية تفاهماتٍ تحدث في المستقبل.
وتوقع محدّثي تراجع أي أدوارٍ خارجية بالأزمة السودانية في مقبل الأيام، خاصةً وأنّ الجيش يطبق (مخرجات جدة) والقانون الدولي الإنساني، وبالتالي، ما عاد الدور الخارجي محفزًا ومحددًا.