إن القوة الرادعة هي التي تحمي الشعوب والأوطان من العدوان.. (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل، ترهبون بها عدو الله وعدوكم).اي تردعون بها الأعداء المتربصين، وليس اذلال الشعوب واخضاعها.
ولما كانت المنطقة تحتضن جيوشاً ذات منعة تؤشر لمراقي عالية ليس علي المدي البعيد، وإنما هي في تطور مضطرد.
اذ بالمنطقة أربعة جيوش قوية [ التركي، والمصري، والجزائري، والسوداني]، فإذا كان الجيش التركي يتفوق علي الجيش الإسرائيلي المَرعِي من اقوي دول العالم مالياً وعسكرياً حتي لُقِّب ب[الجيش الذي لا يُقهَر] ، وكذا الجيش المصري الذي يليه في المرتبة،،،كما أن الجيش الجزائري يحتل المرتبة الثانية بعد المصري أفريقيا وعربياً،،، والجيش السوداني الصاعد يمثل بأرقة امل.
و الجيوش الأربعة الاقوي عالمياً وبالترتيب هي {امريكا، وروسيا، والصين، والهند}، وكأن آسيا تزحف نحو الصدارة عسكرياً واقتصادياً،
فهل لعرب آسيا الذين يمتلكون المال، ان يجتذبوا هذا المارد بعبقرية تجنبهم المزالق والمهالك؟
ويستوعبون في ذات الوقت عرب أفريقيا الذين يمتلكون القوة العسكرية، ليحتلوا بها مراكز معتبرة في هذا الماراثون العالمي الذي يمور بالمتغيرات السريعة، قبل أن تسود ثورة الذكاء الاصطناعي فتقلب كل الموازين وتغير أنماط الحياة جملة وتفصيلا.
تركيا تتوسط ما بين آسيا وأوروبا، والبسفور يفصلها.
وهي تنهض وتسايس بخيط رفيع رغم كل هذه المتناقضات بدبلوماسية تموجية مداً وجزراً، ارتفاعاً وهبوطاً، بشدة ومرونة غاية في الدقة فهل لاشقائنا ان يأخذوا منها نقلة وعبرة؟.
رغم ان منطقتنا ازدحمت بالدول والأنظمة الفاشلة التي خلفتها ثورات الربيع العربي وفوضاها الخلاقة وفق ما خططوا لها ويخططون، إلا أن الأمل معقود في أن تتحول المحن الي منح، وتستجيب الشعوب وتستفيق بالسرعة اللازمة من اجل النهوض واللحاق بالركب الميمون الذي تلوح بشائره شيئاً شيئاً، رغم ان الأعداء يقلبون دفاترهم ليستعيدوا رسم الخطط والاستراتيجيات، بما يتناسب مع اعادة الكَرّة والهيمنة والمحافظة عليها .
إن تحالف الجيوش الأربعة آنفة الذكر، رغم إختلاف انظمتها السياسية يعتبر ضرورة ملحة وعاجلة لارباك العدو المتربص، والمنقِّب عن الثغرات ليخترق، وعن مكامن القوة ليضرب ويفتت.
التنسيق الشبكي لأنظمة التخابر المعلوماتية يشكل اسناداً قوياً لهذه المنظومة العسكرية للمحافظة علي سر قوتها، وعناصر نهضة شعوبها {استعينوا علي إنجاح حوائجكم بالكتمان}، فالغموض الاستراتيجي منهج اخّاذ في ظل الظروف والتحديات الماثلة.
الحديد الناصر للفكرة، والحامي لأصحابها لهو أعظم رادع لخصومها واعدائها الطامعين فيما خص الله به منطقتنا من ثروات. فالفكرة والثروة لا سيادة لهما ولا استمتاع بهما الا بالقوة القاهرة المرعبة.
(لقد أرسلنا رسلنا بالبينات، وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس)
فبالكتاب نهدي، وبالحديد نحمي.