*محمد مراد عاش إنسانًا رفيعاً ورحل مؤمناً بان الشعب لا غالب له .. ياسر عرمان*

ترجل بالأمس في مدينة براغ عزيزنا الدكتور محمد مراد بعد سنوات عامرة في السودان ومدينة براغ أمضاها في خدمة الناس وعاش إنساناً مؤمناً بان الشعب لا غالب له.
المرة الأولى التي سمعت فيها باسم الدكتور محمد مراد كانت عند مطالعتي لجريدة الميدان في سنوات العمل السري ضد نظام نميري، وقد ورد اسمه مراراً وتكراراً ضمن قائمة المعتقلين.
بعد انتفاضة أبريل ١٩٨٥ التقيته للمرة الأولى في اجتماع لقيادات الطلاب في الجامعات بمدينة بحري وكان بصحبة الأستاذ والقائد محمد ابراهيم نقد، ثم التقيته مرة أخرى في محاضرة من محاضرات التعليم الحزبي وتعرفت به أكثر، وقد كانت زميلتنا الاستاذة سلوى مدني تحدثنا عنه دائماً باحترام ومحبة وهي تمت اليه بصلة قرابة لصيقة.
بعد سنوات التقيته في الخرطوم وزوجته الوفية المناضلة الأستاذة خديجة الرفاعي، وتواصلنا لسنوات عديدة عبر الهاتف مع مراد وخديجة والراحل الدكتور عبدالماجد بوب، وأكثر ما شغل ذهن دكتور محمد مراد في السنوات الماضية قبل ثورة ديسمبر وبعدها هو وحدة القوى الوطنية والديمقراطية وتمتين الصلة بين قوى الثورة والتغيير.
كان مراد إنساناً مخلصاً ومهذباً ومتواضعاً، وعاش سنوات عديدة في براغ ولكن قلبه وعقله لايزالان في السودان. تحاورت معه وخديجة الرفاعي لسنوات عديدة عبر الهاتف عن السياسة والثقافة وعن النيل والأرض والناس وعن الفقراء والحروب، وعن أناس كبار التقيناهم وتركوا عالمنا في وحشة الطريق منهم الراحلين يوسف حسين وعبدالحميد علي، وقد تشاركنا في محبتهم.
يالخسارة رحيل محمد مراد، التعازي الحارة للأستاذة خديجة الرفاعي وابنته رفقة ولسلوى ومعتز مدني ابناء شقيقته ولأهله اجمعين وزملائه وعارفي فضله ولمدينة ود مدني الشامخة.
رحم الله الدكتور محمد مراد وأنا لله وانا اليه راجعون.

١٦ مايو ٢٠٢٥

مقالات ذات صلة