وظلت اغنيات عوض احمد خليفة تتدفق عطرا، اشواقا ولهفة عبر شرايين الاثير، في ليالي الافراح واوقات الانس والمنادمة والجلسات
الاخوانية، في قلوب العشاق، المحبين، يتغنى بها كل الطبقات
وكل يجد فيها ليلاه ، هي طيف الاغاني التي تخلع القلب، تتعلق
على جدار الذاكرة، لوحة عالية
النقاء نابضة بالحياة٠
كل اغنيات (الجنرال)،لها وقع مهيب،
غير ان اغنية واحدة كانت واسطة
العقد، كانت الايقونة ، تسمع اليها
فيعتريك شيء من اللوعة والفرح،(الم لذيذ، او لذة مؤلمة)، كما ورد
في ادبيات عميد الادب العربي، طه حسين،٠٠(غاية الامال)٠٠يبدا النص
حارا ، يشوبه رجاء، استجداء وضراعة، النص مملوء بالبكائية،
تطرح فيه لواعج الشوق ، ولهفة
العاشق المدنف، ثم تمضي الاغنية
في استعطاف ،( تبخل علي بلقاك)
ثم يسجل الشاعر اقرارا، موثقا في
سجلات العشق، ولا ينسى ان يرسم لنا صورة زاهية، لفتاة الامس:
عارفك وديع ورزين
اجمل ملاك في الكون
وعارف عفافك فطرة
لكن حنانك وين
ثم يحدثنا( الجنرال) الشاعر عن
الحبيبة، تلكم الايام الخوالي،والهوى
سر مصون، وهمس الاحاسيس والعواطف اسير كتمان:
وريني ليه بتخاف
تكتم عواطفك ليه
عبداللطيف خضر، المستكشف الحاذق لدراري الالحان المتوهجة ، كان رهينا، حبيسا لهذا
النص الغريب، ما استطاع الهرب، الافلات من وقعه، ظل يلاحقه ،
يشعل وميض نار، حتى اذا بلغ
منسوب العذاب مداه، جلس امام
نافذة تلكم الدار المعمورة بالفن،
وكان اللحن٠٠وكان ابراهيم عوض ( ابو خليل) هو الملاح الذي ابحر
بهذا الزورق المسحور عبورا لشرفات
القلوب٠٠٠
ان لم يسعفك ظرف زمان بسماع هذا العمل الخالد، فقد فاتك الكثير، الكثير٠ لكن لا باس، افعل الان٠٠الان٠