:: بولاية ألاباما الأمريكية، فشلت سلطات سجن هولمان تنفيذ حكم الإعدام – بالحُقنة المُميتة – على المدان ميلر، وذلك بعجزها عن الوصول إلى وريد ميلر..وخزوه كثيراً ولم يجدوا وريده، ففكروا في تنفيذ الحُكم بوسيلة أخرى، ولكن رفض محامي ميلر التنفيذ بأي وسيلة غير الحُقن..ولم يكتف بالرفض، بل رفع دعوى ضد سلطات السجن زاعماً تعرُض موكّله للتعذيب وخزاً بالإبر، رغم أنه كان مستعداً للموت..!!
:: ولو كل محكوم بالإعدام رفع دعوى ضد سلطات بلادنا، لعجزها عن تنفيذ الحُكم، وتعذيبه بالسجن لحين الهروب، لتجاوز حجم الدعاوى ضد السلطات حجم المخالفات المرورية .. فالشاهد في بلادنا، منذ ديسمبر 2019، وحتى يومنا هذا، يوليو 2025، يتم الحُكم على المدانين بالاعدام، ليبقوا في السجن لحين الهروب إلى دول الجوار أو الالتحاق بجنجويد الإمارات ..!!
:: وناهيكم عن المنتظرين تنفيذ الحُكم منذ عهد البشير، وهم الذين كانوا في إنتظار المراحل النهائية لمُراجعة الأحكام، بل حتى المحكوم عليهم في الست سنوات الأخيرة – في الحق العام و الحق الخاص – ليسوا بقليل، وكلهم هربوا ..واليوم صارت أمنية كل مدان أن تحكم عليه المحكمة بالاعدام، لينتظر قليلاً ثم يهرب لدول الجوار، أو يصبح (لواء ) مثل علي رزق الله الشهير بسافنا ..!!
:: وليس سافنا وحده، بل هناك الآلاف،وفيهم محكوم عليهم بالإعدام، أخرجتهم مليشيا آل دقلو من السجون، ليلتحقوا بها..منهم من هُلك، ومنهم من هرب لدول الجوار، ومنهم من يقاتل مع سافنا ..هذا غير النُزلاء الذين أطلقت سراحهم عائشة موسى عضو المجلس السيادي في عهد النكبة، إستجابة لمبادرة شتراء أطلقها زميلنا عثمان ميرغني، وكانت مسماة بمبادرة تصفير السجون..!!
:: فالكثير من خريجي مبادرة تصفير السجون إلتحقوا قبل الحرب بوظيفة ( 9 طويلة)، وبعد الحرب بجنجويد الإمارات ضباطاً .. فالتصفير كان بلا ضوابط.. ولإطلاق سراح السجناء ضوابط، بحيث يتم تصنيفهم، ثم دراسة سلوكهم وحالاتهم الاجتماعية، وسُبل مراقبتهم و.. و..لكن تم إطلاق سراحهم – 4217 نزيلاً – كالقطيع، وكان فيهم حتى المُدانين بجرائم تجارة المخدرات وإغتصاب الأطفال، وهذا العبث لا يحدث إلا في السودان..!!
:: و مع النهج السُلحفائي الراهن، سوف يتواصل تغييب المحكمة الدستورية، بحيث لا تكتمل مراجعة الأحكام القضائية، بما فيها أحكام الاعدام، وتغييب المجلس التشريعي، بحيث لاتُخضع أجهزة الدولة للمراقبة والمحاسبة، سوف يتواصل التغييب ..فالشاهد، بالنهج السُلحفائي،أكمل رئيس الوزراء شهراً، ويكاد أن يُكمل الشهر الثاني، ولم يُكمّل أعضاء حكومته بعد.. !!
:: ( 40 يوماً)، مقابل ثلاثة وزراء مدنيين فقط لاغير، وكأنها معاينات لرواد فضاء مطالبين بتأسيس سُبل الحياة في المريخ.. وبهذا النهج السُلحفائي، سوف يظل المجلس التشريعي، المجلس الأعلى للقضاء، المجلس الأعلى للنيابة والمحكمة الدستورية، من أحلام اليقظة..فالمعنى الحقيقي لعودة الحياة هي عودة أركان العدالة للدولة، وليست عودة ستات الشاي للشوارع ..!!