*تبنَّى هجوم المُسيَّـرات الذي نفَّذته الميليشيا على الخرطوم،،*
*”بيان تأسيس”،، “فرقعة إعلامية”..*
*محاولة استثمار المُسيّرات في عمليات نوعية، لتعويض الخسائر الميدانية..*
*مؤشر خطير يضع ” تحالف تأسيس” في خانة “التنظيمات الإرهابية”..*
*تاور: “تأسيس” لا تعرف شيئاً عن الهجوم، ولا حتى مكان انطلاق المُسيـَّرات..*
*هجوم المُسيـرات يأتي بعد سلسلة من الهزائم التي تكبدتها الميليشيا..*
*تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..*
تبنَّى تحالف السودان التأسيسي ” تأسيس” تنفيذ هجوم المُسيـَّرات الذي قامت به ميليشيا الدعم السريع فجر أمس الثلاثاء، واستهدف عدة مواقع بالعاصمة الخرطوم، وقال الناطق الرسمي باسم التحالف علاء الدين نقد في بيان إن الضربات جاءت رداً مباشراً على الاستهداف الذي وصفه بالإجرامي للمستشفيات والمنشآت المدنية في دارفور وكردفان بما في ذلك مدينة نيالا، مؤكداً أن هذه العمليات النوعية استهدفت مواقع عسكرية ولوجستية، قاطعاً بأن جميع الخيارات ستظل مفتوحة للرد على الاعتداءات المتكررة.
*تطور لافت:*
ووفقاً لمراقبين فإن تبني تحالف السودان التأسيسي ” تأسيس” الهجوم الذي نفذته ميليشيا الدعم السريع باستخدام المُسيـَّرات على بعض المناطق بالعاصمة الخرطوم، يعكس تطوراً لافتاً باعتبار أنها المرة الأولى التي يتبنَّى فيها ” تحالف تأسيس” هجوماً عسكرياً تنفذه ميليشيا الدعم السريع، مما يعني تغييراً في استراتيجية الدعاية، إذ يحاول ” تحالف تأسيس” استثمار العمليات النوعية بالطائرات المُسيّرة لتعويض الخسائر الميدانية، وتصوير نفسه كقوة قادرة على تحقيق ضربات حتى في قلب العاصمة الخرطوم، مما يعني أن حكومة تأسيس ” المزعومة” باتت تعتبر الحرب وسيلة مشروعة لتحقيق مشروعها المعلن ضد دولة 1956م، وهو ما يعد مؤشراً خطيراً يضع ” تحالف تأسيس” في خانة “التنظيمات الإرهابية” لتبنيه عمليات عسكرية ضد عاصمة دولة ذات سيادة، مما يفتح الباب أمام المجتمع الإقليمي والدولي ليفرض على حكومة تأسيس ” المزعومة “عزلة سياسية وقانونية.
*توقيت حساس:*
وبإجماع متابعين لتطورات المشهد السياسي والعسكري في السودان، فإن تبني ” تحالف تأسيس” لهذه الهجمات المفاجئة التي نفذتها ميليشيا الدعم السريع على بعض المناطق في العاصمة الخرطوم باستخدام المُسيـَّرات، يأتي في توقيت حساس بعد سلسلة من الانكسارات القاسية والهزائم الميدانية التي تكبدتها وما زالت تتكبدها ميليشيا آل دقلو في محور كردفان، حيث تفرض القوات المسلحة سيطرتها الميدانية مدعومةً بالقوة المشتركة، والقوات المساندة لها، من المستنفرين والمقاومة الشعبية، وكتائب المجاهدين، وبالتالي فإن الهجوم على العاصمة ليس سوى محاولة لإحداث ضجيج إعلامي وسياسي يخفف من وقع الخسائر الميدانية، أكثر من كونه تحولاً نوعياً في موازين القوى، كما يعكس هذا الهجوم حالة من التخبط والارتباك داخل قيادة الميليشيا، التي تجد نفسها مضطرة لاستخدام سلاح المسيّرات كملاذ أخير بعدما فشلت في المواجهات المباشرة.
*بلا قيمة أو وزن:*
ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي الفريق شرطة دكتور جلال تاور، إن الهجوم الذي نفذته ميليشيا الدعم السريع على العاصمة الخرطوم ليس سوى محاولة يائسة من قبل الميليشيا لصرف الأنظار عن الهزائم الساحقة والمتلاحقة التي تتلقاها في محور كردفان على يد القوات المسلحة والقوات المساندة لها، وقال الفريق تاور في إفادته للكرامة إن ميليشيا الدعم السريع فقدت في محور كردفان أبرز قيادتها الميدانية بقيادة ماكن الصادق، وحتى نائبه الذي تسلم المهمة بعده، ولم يتبقى من قيادات الميليشيا في كردفان سوى المتمرد برشم الذي فرَّ إلى حاضنته في غرب كردفان، فيما هربت معظم قوات الميليشيا غرباً إلى مدينة الضعين بشرق دارفور، وهناك من تجاوزها إلى الحدود التشادية وما بعدها، مثل أبو جود المسيري، وأنور كوشيب والذين أوقفتهم السلطات التشادية، وقلل الخبير الاستراتيجي الفريق شرطة دكتور جلال تاور من بيان ” تحالف تأسيس” الذي تبنت فيه الهجوم على الخرطوم، وقال إنه بيان لا قيمة له أو وزن ولا يمثل سوى فرقعة إعلامية، ومحاولة للاصطياد في المياه العكرة، مبيناً أنه لا وجود لحكومة تأسيس على الأرض، وزاد: “هم ظهروا فقط في أداء القسم ثم اختفوا”، وتسأل الفريق تاور أين مكان هذه الحكومة على الأرض؟، مؤكداً أن تأسيس لا تعرف شيئاً عن هذا الهجوم، وتجهل حتى المكان الذي انطلقت منه هذه المُسيـَّرات.
*خاتمة مهمة:*
ومهما يكن من أمر يبقى البيان الذي تبنىَّ فيه ” تحالف تأسيس” وحكومته المزعومة، الهجوم على بعض المناطق في العاصمة الخرطوم ليس سوى فرفة مذبوح ومحاولة بائسة لتقديم الحرب باعتبارها مشروعاً سياسياً وعسكرياً متكاملاً، وهي خطوة تفضحها الهزائم المستمرة التي تتلقاها ميليشيا الدعم السريع في محور كردفان، والتي تعكس تراجع الميليشيا وفقدانها زمام المبادرة أكثر مما تعكس قوةً أو نفوذاً.