يخاطب العالم في الدورة الثمانين للجمعية العامة..
كامل في الأمم المتحدة.. مأساة السودانيين حاضرة!!
مشاركة إدريس محطة فارقة في الحضور السوداني الدولي..
فتح نافذة مباشرة لشرح حقيقة المشهد الداخلي وجرائم الميليشيا..
الفرصة أكبر للنجاح لأن إدريس الآن يتحرك في ملعبه الطبيعي..
تقرير : محمد جمال قندول
توجه رئيس الوزراء د. كامل إدريس أمس (الاثنين) إلى نيويورك، وذلك للمشاركة في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين.
وينتظر أن يشكل حضور كامل إدريس شكلاً جديدًا للدولة، إذ يترأس إدريس الذي اختير رئيسًا للوزراء في خواتيم مايو الماضي وفد البلاد لأول بالمحفل الأممي الكبير.
دائرة الفعل
ويضم وفد رئيس الوزراء وزير الخارجية والتعاون الدولي السفير محيي الدين سالم، ووزير الثقافة والإعلام والسياحة الأستاذ خالد الأعيسر، هذا بجانب المستشارين.
وعلّق رئيس تحرير موقع الرواية الأولى مجدي عبد العزيز على إطلالة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين وقال: إنها محطة فارقة في الحضور السوداني الدولي. فهي أول مشاركة له منذ تسلّمه مهام رئاسة الوزراء، كرئيس وزراء مدني مستقل – بما يحقق اهم استحقاقات الفترة الانتقالية.
وبحسب مجدي، فإن المشاركة بما تحمل دلالة واضحة على الاعتراف والشرعية، في وقت حاولت فيه بعض القوى التقليل من مكانة الحكومة السودانية أو نفي حقها في التمثيل.
وتابع محدّثي: المغزى الأعمق لتواجد د. كامل يتمثل في أنها تفتح أمام السودان نافذة مباشرة لشرح حقيقة المشهد الداخلي، وكشف ما اقترفته ميليشيا الدعم السريع ومرتزقتها من جرائم وانتهاكات مدعومة إقليمياً، مع تحميل المجتمع الدولي مسؤوليته في مواجهة هذه الفظائع التي ارتُكبت بحق المدنيين العزّل.
وأشار عبد العزيز إلى أن الحضور على رأس وفد رفيع المستوى يتيح للسودان فرصة ثمينة للانخراط في محافل مؤثرة مثل اجتماعات مجموعة الـ77 والصين، ومنظمة التعاون الإسلامي، والتشاور العربي، فضلاً عن اللقاءات الثنائية مع رؤساء الدول والحكومات، وهو ما يعيد موقع السودان إلى دائرة الفعل الإقليمي والدولي.
يختتم الكاتب الصحفي مجدي معرض تعليقه ويرى أن مشاركة د. إدريس في نيويورك لا تقتصر على إلقاء بيان السودان، بل تمثل رسالة سياسية حاسمة بأن السودان يفرض صوته وشرعيته ويعبر عن سيادته المطلقة في المحافل الأممية، وأن قراره الوطني ينبع من إرادة شعبه ومؤسساته، لا من إملاءات الخارج أو ضغوط الكيانات الإقليمية.
وينتظر أن يقدم رئيس الوزراء خطاب السودان والذي قطعًا سيركز على تطورات الأوضاع في السُّودان والانتهاكات الفظيعة التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع المتمردة لحقوق الإنسان في السُّودان بمُشاركة مرتزقة من عددٍ كبيرٍ من الدول بما فيها كولومبيا.
متابعة دقيقة
وينتظر أن يعقد رئيس الوزراء لقاءات مع نظرائه بعدد من الدول العربية والإفريقية والغربية، بجانب لقاءات مع قيادات المنظمات الدولية والإقليمية.
الكاتب السياسي والباحث في الإعلام التنموي د. إبراهيم شقلاوي بدوره، استعرض دلالات المشاركة المرتقبة لرئيس الوزراء د. كامل إدريس في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال شقلاوي إن تكليف الدكتور كامل إدريس برئاسة وفد السودان إلى الأمم المتحدة يحمل دلالات سياسية أبرزها: السعي لإعادة تقديم السودان للعالم من بوابة الشرعية المدنية، بعد شهور من الاضطراب السياسي والعسكري.
ويرى د. إبراهيم أن اختيار شخصية ذات خلفية دولية ووزن قانوني مثل إدريس يُعَدّ محاولة ذكية لإرسال رسالة مفادها أن السودان قادرٌ على الحديث بلغة القانون والدبلوماسية، وليس فقط من منطق القوة والسلاح.
وذكر شقلاوي أن الدكتور إدريس يمتلك رصيداً كبيراً في المؤسسات الدولية، بحكم توليه سابقاً منصب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، ما يجعله في موقع مريح حين يتعلق الأمر بالتعامل مع الأسرة الدولية. وزاد: “صحيح أن زياراته السابقة لمصر والسعودية لم تحقق الاختراق المرجو، وكانت باهتة من حيث النتائج والمخرجات، لكن هذه المرة تبدو الفرصة أكبر للنجاح، لأن إدريس الآن يتحرك في ملعبه الطبيعي: الأمم المتحدة والمنصات الدولية متعددة الأطراف.
وأضاف شقلاوي أن الوفد السوداني يحمل في جعبته ملفات ثقيلة، تتصدرها الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع، ومسؤولية المجتمع الدولي في وقف هذا النزيف المستمر.
ويري محدّثي أن د. كامل إدريس مطالب باستثمار حضوره الشخصي وعلاقاته الواسعة لتسليط الضوء على أبعاد الأزمة السودانية، ليس فقط كصراع داخلي، بل كملف له امتداداته الإقليمية والدولية.
ومن ناحية أخرى، شدد شقلاوي على أن نجاح هذه المشاركة لن يُقاس فقط بالمداخلات أو اللقاءات الثنائية، بل بمدى قدرة إدريس وفريقه على بناء سردية سودانية موحدة، تُقنع العالم بأن السودان ما زال يمتلك قيادة مدنية مسؤولة.
وختم بالقول إن هذه اللحظة قد تكون بداية مسار جديد لإعادة التموضع، لكنها بحاجة إلى استثمار حذر ومتابعة دقيقة لضمان ألا تتحول إلى مجرد مشاركة.