رسالة في بريد الجيش الابيض
إلى: د. إبراهيم خاطر (الفاشر) ..د. جمال الطيب (النو ) …..د. مدثر (طوكر)
لكل واحد قصته التي سطرها بمداد الوطنية و المهنية و صدق الالتزام تجاه الشعب السوداني .
الحرب ابتلاء و تمحيص و اختبار
فكما لفظت الخبث و كشفت عواره كذلك برهنت معادن الوطنيين الصادقين و بان بريق اعمالهم تطبيبا و تضميدا لجراح أمة مكلومة.
ابراهيم و جمال و مدثر ليسوا مجرد ثلاثة أطباء بل كل واحد منهم يجسد مدرسة فريدة تدرس للاجيال …مدرسة فيها بلسم المريض و مداواة الجريح …مدرسة فيها للاجيال ابهى صور اتقان العمل وللمرضى تخفيف الالم و للسودان فتح باب الأمل .
جسدوا صورة للسودان الذي نريد في غربه وشرقه وشماله و كل اجزائه.
فخاطر في الفاشر نراه مديرا عام للصحة و متابعا للمستشفيات التي تدونها المليشيا بالراجمات علي مدار الساعة. المستشفى العام تلاه الجنوبي تلاه السعودي و الأطفال والكلى كلها تعرضت للقصف و خرجت عن الخدمة….ما وهنوا و لا ضعفوا بل كان قائدا يحثهم علي المواصلة و إنقاذ الأرواح. يستقبل الإمداد اسقاطا عبر الطائرات و فتح غرف العمليات خنادق تحت الأرض.
اما دكتور/مستر جمال الطيب فقد جعل من مستشفي النو ملاذا لكل جريح و مأوي لكل مكلوم.كان يمكن لجراح متميز مثله ان يكون في أكبر المراكز المتخصصة و في أكبر الدول و يتمتع بالمال و الراحة و لكن اثر. ان تكون راحته في مداواة النساء و الأطفال و الجرحي.
كان المستشفى يتهاوى و يتأرجح فجاء جماله.
بعد تكليف جمال بادارته فجعل منه مستشفى الطوارئ الاول علي مستوى البلاد.
بحكمته و هدوئه (لا تراه الا هادئا مبتسما رغم ما يحمل قلبه من هموم تنوء بحملها الجبال) استطاع ان يكسب ثقة ودعم الولاية و الاتحادية و الشركاء جميعا.
المستشفى تم تدوينه و استهدافه عشرات المرات و لكن كان لثبات قيادة المستشفى ممثلة في المستر جمال و من خلفه من كوادر دور في استمرارية المستشفى في تقديم دوره و رسالته بحمد الله و توفيقه.
اما مدثر فكلنا قد رايناه…و صار فيديو سباحته(ترند) يحكي قصة طبيب مهتم لمرضاه لم يلتفت للاعذار و لعن الحياة من حوله.
عنده مهنته رسالة و إنقاذ المرضي واجب و عبادة.
لم يطلب منه احد ذلك و لكنه الدافع الذاتي و الرقابة الذاتية التي تفجر الطاقات و توقد شمعة الأمل لهذه الأمة وسط كومات القهر و الظلم والألم.
خاطر و جمال و مدثر
نجوم تلألأت فعرفناها بأعمالها. وأقمار سطعت فبارك الله جهودها….. غيرهم من الجيش الابيض كثر لهم أعمال لا نعلمها و لكن الله يعلمها…منهم الطبيب و منهم الممرض و منهم الإداري …و منهم القابلة…و منهم عامل الصحة..و منهم سائق الاسعاف…جميعا جمعهم حب الوطن و خدمة شعبه.
خاطر …. جمال …… مدثر
لكم الشكر و التقدير و الاحترام
و الشكر عبركم لكل الجيش الابيض من أبناء و بنات بلادي الغالية
قريبا قريبا سنكون جميعا بإذن الله معاول للاعمار والبناء و التنمية و السلام
د هيثم محمد إبراهيم
وزير الصحة