:: إبان زخم الثوة، ما كان يُقال عن حزب المؤتمر السوداني، انك إذا اردت منه حديثاً ثورياً؛ فاستمع الى خالد عمر..واذا أردت حديثاً موضوعياً؛ فاستمع الى عمر الدقير .. أما اذا اردت ( كلام ساكت)؛فاستمع الى ابراهيم الشيخ ..!!
:: أما الآن فإن إبراهيم آثر الصمت ولم يعد مذكوراً، و غادر خالد محطة الثورة وأصبح منافساً لجلحة و قُجة في هوى مليشيا آل دقلو، ولم يعد الدقير هو ذاك السياسي الذي يبهرك برزانته وموضوعيته ..!!
:: و على سبيل المثال، اقرأ التصريح التالي : ( أنا شخصياً على استعداد للذهاب إلى بورتسودان و مقابلة البرهان اذا أراد الحديث عن السلام ووقف الحرب)..مثل هذا الكلام- الساكت – يليق بابراهيم الشيخ، وليس الدقير ..!!
:: فالبرهان لايتحدث عن السلام، بل يسعى إليه، وفي سبيل ذلك وقّع اتفاقاً مع مليشيا آل دقلو في جدة كأولى خُطى السلام، وينتظر تنفيذه ليمضي نحو الخطى التالية، فاين رد فعل الدقير على رفض آل دقلو لتنفيذ الاتفاق ..؟؟
:: لم يستنكر الدقير عدم تنفيذ آل دقلو لاتفاق جدة، ولا يكتفي بالصمت كما يفعل ابراهيم الشيخ، بل ركب قطار جنيف ويطالب البرهان بالركوب أيضاً، دون أن يعرف وجهة القطار.. !!
:: (تركب بس)، هكذا لسان حال الدقير، وليس مهماً معرفة وجهة قطار جنيف، أي كما حال الذين هتفوا سابقاً ( تسقط بس)، أي دون خُطة او تحسب لمخاطر لمرحلة ما بعد السقوط ..!!
:: ثم أن ذهاب مسؤول سياسي بقامة الدقير إلى بورتسودان لمقابلة البرهان و مناقشته في شؤون البلد، بما فيها قضية الحرب و السلام، ليس بحاجة إلى ( كرت دعوة)، بقدر ما هو بحاجة إلى إرادة حُرة و شجاعة ..!!
:: و لعلكم تذكرون بأن إمرأة بالشمالية كانت قد خاطبت البرهان في زيارة الاسبوع الفائت، و شكت له قسوة الحرب وطالبته بالسلام .. الدقير معجب بهذه المرأة و وثّق اعجابه في تغريدة رائعة ..!!
:: فالمرأة لم تخرق الأرض و لم تبلغ الجبال طولاً، وبقليل ارادة وشجاعة فان الدقير أيضا يستطيع ان يفعل ذات الفعل، أي يقابل البرهان بشموخ وحزن و رجاء، او هكذا وصف حال تلك المرأة..!!
:: وبالمناسبة، فان الدكتورة بخيتة أمين كانت أكثر وضوحاً و شجاعة وشموخاً من تلك المرأة عند لقاء البرهان بالوفد الاعلامي السوداني المصري، اذ لم تكتف بخيتة بالكلام، بل أدمعت مقلتيها أيضاً..!!
:: قالت انها تتحدث بلسان امهات السودان، وأنهن يردن السلام والعودة إلى الديار، و يرفضن الموت والدمار، و أن الحرب انهكتهن و أذلتهن و..و.. ثم ادمعت وعجزت عن عرض ما تبقى من الحال ..!!
:: انتظرها البرهان حتى سكتت، و سألها ( ترجعي و هم قاعدين في بيتك؟)، فقالت (لا طبعأ)، فسألها : ( طيب ترجعي وهم قاعدين في شوارعكم ومدارسكم و مستشفياتكم؟)، فقالت (لا طبعاً)، فقال ( اذن يطلعوا أو نطلّعهم)، ثم أردف قائلاً ( و ح نطلّعهم ) ..!!
:: بخيتة أمين لاترأس حزباً مثل الدقير، ولكنها – مثل تلك المرأة- حُرة وشجاعة و تمتلك قرارها، أي لاتستأذن آل دقلو و لا آل زايد.. وعليه، لو توفرت الإرادة الحُرة والشجاعة، فإن بورتسودان ليست بعيدة عن رئيس حزب المؤتمر السوداني…!!