دبي – العربية.نت
“قبل يومين عثر على الحوت الأبيض من نوع بيلوغا واسمه “هفالديمير” (مركب من جزأين هفال ويعني حوت وفلاديمير) نافقاً يطفو جثة هامدة في خليج ريسافيكا جنوب النرويج، ما أثار العديد من التساؤلات حول أسباب نفوقه.
كما أعاد المخاوف والقلق من تدريب الروس للحيتان من أجل التجسس، علماً أن الأمر ليس جديدا على موسكو ولا على واشنطن أيضا.
فقبل سنوات عديددة بدأت روسيا في تدريب الحيوانات البحرية وعلى رأسها الدلافين والحيتان من أجل التجسس على نشاطات الخصوم أو حتى الدول التي تعتبرها مريبة.
دلافين تدافع عن قاعدة روسية
فقد كشف المعهد البحري الأميركي عام 2022، أن الجيش الروسي يستخدم دلافين مدربة خصيصًا للدفاع عن قاعدة بحرية حيوية قبالة شبه جزيرة القرم.
وأوضح حينها محلل الغواصات إتش آي ساتون أن صور الأقمار الصناعية من شركة Maxar Technologies أظهرت مجموعتين من الدلافين عند مدخل ميناء سيفاستوبول، القاعدة البحرية “الأهم” للبحرية الروسية، في البحر الأسود، وفق ما نقلت شبكة NPR
No big deal; just a guy playing fetch with a beluga whale… 😮 pic.twitter.com/PdSNgVABIu
— Steve Stewart-Williams (@SteveStuWill) November 7, 2019
منذ الحرب الباردة
من جهته، كشف أندرو لامبرت، أستاذ التاريخ البحري في كلية كينغز كوليدج في لندن أن البحرية السوفيتية أدارت العديد من برامج تدريب الثدييات البحرية خلال الحرب الباردة، بما في ذلك تدريب الدلافين بالقرب من سيفاستوبول. وأوضح أن هذه الوحدة بالذات انتقلت إلى الجيش الأوكراني عندما انهار الاتحاد السوفيتي، لكن عملها تعثر لاحقاً، ثم عادت روسيا وسيطرت عليها بعدما ضمت شبه جزيرة القرم إلى أراضيها عام 2014، ووسعت البرنامج مرة أخرى.
لكن روسيا ليست الدولة الوحيدة التي تقوم بهذا النوع من التدريب للثدييات البحرية. بل لدى البحرية الأميركية أيضا تاريخ طويل من تدريب الدلافين وكذلك الفقمات لأغراض الدفاع أو التجسس.
@pubity “You dropped this. have it back.” 🤣 What an amazing moment ❤️ #pubity #wholesome ♬ Follow for more – Pubity
فيتنام والعراق أيضا
ففي عام 1959 أنشأت الولايات المتحدة برنامج الثدييات البحرية الذي يهدف إلى تدريب الدلافين وأسود بحر كاليفورنيا على “اكتشاف وتحديد مواقع ووضع علامات واستعادة الأشياء في الموانئ والمناطق الساحلية وفي أعماق البحار المفتوحة”.
وقد استعملت بالفعل تلك الدلافين المدربة خلال حرب فيتنام، حيث تمركزت الدلافين المسماة جارث وجون وسلان وتينكر وتود في خليج “كام رانه” وعملت على منع السباحين الأعداء من مهاجمة رصيف الذخيرة، وفقًا لمجلة MIT Technology Review.
كما أرسلت البحرية الأميركية تسعة دلافين جواً إلى ميناء عراقي على الخليج العربي للتعرف على الألغام، عام 2003.
كذلك عمدت البحرية الملكية البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى، إلى تدريب أسود البحر من أجل العثور على الغواصات، وفق لامبرت.
4 دول
يذكر أن أربع دول لديها برامج تدريب للثدييات البحرية، ألا وهي الولايات المتحدة، وروسيا، وكوريا الشمالية، وإسرائيل، حيث تستخدم الدلافين في المقام الأول، فضلا عن الحيتان البيضاء والفقمات وأسود البحر.
وتعتبر الدلافين مثالية لتلك المهام، لاسيما أنها سريعة وذكية وقوية، حسب ساتون.
دلافين (آيستوك)
دلافين (آيستوك)
إذ يمكن تكليفها بمهاجمة الغواصين في البحر الأسود على سبيل المثال، بهدف منع القوات الأوكرانية الخاصة من التسلل تحت الماء وتخريب السفن الحربية الروسية.
كما تستطيع تلك الثدييات الذكية اكتشاف الألغام الموجودة تحت الماء.