الجمرة بتحرق الواطيها
والبكاء (بيحرروه) اهله
===============
بقلم: محمد أبوزيد مصطفى
……………………………….
السودان البلد الشاسع الذي كان أكبر الدول الأفريقية أصبح من بعد انفصال جنوبه عنه ثالث دولة من حيث المساحة ، واقليم دارفور وحده تكبر مساحته مساحة دولة فرنسا، ومحمية الدندر تعتبر أكبر محمية برية في أفريقيا والشرق الاوسط..
انه قطرٌ ملئٌ بالخيرات ظاهراً وباطناً، براً وبحراً وجواً، اك يمتلك في اليابسة أكبر مساحة صالحة للزراعة في القارة،
ويكاد يحتكر زراعة وتصدير الصمغ العربي،
وبه مشروع الجزيرة الذي يعد أكبر مشروع زراعي في أفريقيا والشرق الأوسط ايضاً.
وتحتل الثروة الحيوانية بالسودان المرتبة الأولى على المستوى العربي والإفريقي، والسادسة على مستوى العالم.
وفي باطن الأرض يحتوي على أعظم مخزون من المياه الجوفية، وفي اطار المياه السطحية يوجد به احد عشر نهراً، مضافاً إليها اعداداً وافرة من الأودية والخيران.
واجواؤه الملايينية الكيلومترات والتي تمور فيها خطوط الطيران واساطيلها من الاتجاهات الأربعة عبوراً لها باعتبار الموقع الجغرافي الذي يعتبر مركز العالم هي الأخري تمثل مورداً هاماً وضخماً.
ومن المعادن تختزن أرضه كميات مهولة من البترول والذهب واليورانيوم والحديد والنحاس وغيرها.
والسودان يقطنه انسان صاحب قيم قل ان توجد في دولة أو شعب واحد، وله ثقافة واسعة، وبه ثلة من العلماء المتخصصين في مختلف العلوم والمعارف، ومنهم نوابغ متفوقون عالمياً في كثير من التخصصات النادرة التي اهلتهم لان يضطلعوا ببناء تأسيسي لبعض الدول، ومساهمين في نهضة دول أخري وشعوب كثيرة ، ، ،
إلا أن بعض جهاته لا تزال ترزح تحت نير العنصرية والجهوية والتمييز العرقي والجهوي، والميل نحو الاستقلال الذي يطغى علي المطاوعة الجمعية التي تصهر الكل في وحدة وطنية جامعة..مما تسبب في نزاعات مسلحة غذتها دول طامعة شريرة عبر تاريخ ما بعد الدولة السنارية والتي كانت بحق عنواناً ورمزاً للدولة الوطنية المستقرة رغم طول مدة حكمها (317 سنة).
ولأن يعود للوطن استقراره وامنه وازدهاره، يتطلب الامر (إعادة فرمطة) إنسانه ليعيد بناء وطن آمن مستقر ومزدهر، ومن أجل ان يتحقق ذلك اقترح ما يلي:
٠ احتكار السلطة مؤقتاً لدي المحررين للوطن من العدوان والاحتلال، وتربية الجيل علي الاجتهاد العلمي الشعبوي والمتخصص مستقلاً عن التقليد الأعمى المتعصب،وبعيداً عن الغلو والتطرف، ممزوجاً بالتهذيب والأدب علي غرار ما فعلته الدولة السنارية إبان عهدها الذي حققت به الاستقرار.
٠ منح قدر وافر من الحرية المنضبطة قانوناً، وإتاحة الفرصة لبناء كيانات سياسية وطنية تتجاوز أمراض الممارسة السياسية الفاشلة التي تسببت في كل هذا الخراب المتعاقب، واجراء اختبارات لها بين الحين والآخر الي أن يستوي عودها ويطمئن الشعب علي نزاهتها وصدق وطنيتها وانها تمثله حقيقة لا مجازاً.
٠ تعميم التدريب الكشفي شبه العسكري في مرحلة التعليم العام، وفرض التجنيد الإجباري علي من هم في سن البلوغ، لخلق مجتمع منضبط ومصطف ومطواع، ممتلئ بالوطنية والفداء، من أجل الدفاع عن الوطن وحماية خيراته وموارده المستهدَفة اصلاً والتي سببت له المآسي والحروب والغزوات والاحتلال الأجنبي المتتالي، وحبك المؤامرات تلو المؤامرات والتي لا تزال وسوف تظل .
٠ تشجيع ودعم الدراسات والبحوث العلمية ومؤسساتها في شتي المجالات من أجل الابتكار والابداع للمساهمة الفاعلة دفعاً ومفاعلة مع النهضة العلمية العالمية.
٠ إعادة بناء وتطوير ما دمرته الحرب، وتحقيق الأحلام التي تحطمت قبلها واثناءها، والاستعانة بالأيدي العاملة الماهرة من كل البلاد حسب الميزات النسبية لكل شعب أو دولة. والاستعانة بمخططي المدن الوطنيين منهم والاجنبيين.
٠ تخريط الاقتصاد الوطني لتحقيق تنمية متوازنة وعادلة، وإنشاء المشروعات التنموية الكبري التي تُغلّب التشغيل والتوظيف وتوفير العمالة الماهرة، وتكافح التبطل،وتحسّن المستوي المعيشي للمواطن، وتحقق له الرفاه.
٠ محاربة الفساد الإداري والمحسوبية، والتهرب الضريبي، وانفاذ القوانين بحزم وقوة ليمضي العدل الي حيث وجهته .
٠ هذه المرحلة تتطلب عملاً مخابراتياً بعيون الزرقاء غاية في الدقة، مصحوباً بقوات تدخل سريع عالية التدريب والتسليح، من أجل التخلية والتنقية من العملاء والجواسيس وتحقيق التحليةالمرتجاة[الأمن والاستقرار] .
٠ تصميم رسم بياني مُهندَس لعلاقات خارجية تحكم حدود الشراكة والالتزام القانوني الدولي مع الاقطار والمؤسسات الدولية والتعامل بصرامة تزينها مرونة منضبطة تمسح العفوية السودانية التي استُغلّت سابقاً فجرّت علي أهلنا العذابات والمحن.
ولأن الايام دول فإن ما اصاب بلادنا من دمار قطعاً سيكون درساً تُستعاد به الذاكرة ويُقوّم به المسير، ولسوف تخرج بلادنا من كبوتها معززة مكرمة بعون الله وتوفيقه.
الجمرة بتحرق الواطيه
والبكاء (بيحرروه) اهله
===============