بسم الله الرحمن الرحيم
مركز بحوث ودراسات دول حوض البحر الأحمر – السودان
(نحو شراكة إقليمية مستقبلية مستدامة)
من كتاب:
*علي عثمان محمد صالح*
حفريات ونقوش على جدار الذاكرة السودانية
*البروفيسور علي عثمان محمد صالح رئيس الهيئة الاستشارية بالمركز وأستاذ علم الآثار بجامعة الخرطوم والخبير بعدد من الجامعات السودانية والعالمية.
*الكتاب من إصدار دار آريثيريا للنشر والتوزيع
*شارك في اعداده مجموعة من المختصين والباحثين وعارفي فضل البروفيسور علي عثمان محمد صالح (عم علي)
سيرة النهر النوبي ( 1 )
البروفسير علي عثمان محمد صالح
عالم ومفكر الآثار السوداني
سيرة البروفسير علي عثمان محمد صالح هي سيرة النهر المتدفق في الحضارة السودانية والثروة القومية الكامنه التي تحتاج الكشف والتنقيب العلمي والمعرفي من أجل توثيق ذاكرة الزمان السوداني عن الشخوص قبل المعالم والانسانية قبل المواقع والاثار الشاخصة ، وذلك من استدعاء الأعمال العلمية والمعرفية والكشفية في التاريخ السوداني وتجلية الذواكر المجتمعية في ظل التقانه والحفظ التكنولوجي للمعرفه والاستنطاق والكتابه عن الشواهد المعرفية الحية لكي تعرف قدرها ومقدارها في حياتها لا الشكر الذي تحمله نواعي الموتى في السودان حسب العادات والتقاليد الصدئه ومن هنا كانت التعبير عن العلماء وهم شهود بيننا .
والكتابة عن العلماء والمفكرين من طينة بن حوقل والرازي والادريسي والفارابي وبن خلدون وارسطو وسقراط وماجلان وادم اسمث بتعدد العلوم والازمان والتاريخ ترتيب فكر وضمان علمي وحقوق ملكية وتحقق تطبيقي وميداني في اعطاء الحقوق لاهلها والعوده الى الجذور من احياء ثقافة الشكر والاحسان الانساني السوداني وتغيير فتنة الاجنبي والخرق العلمي والابداع المزيف ( من واقع زامر الحي الحي لايطرب ) وتناقلت الالسن والكتابات علم افلاطون منذ الاف السنين وحجبت العلوم تغطية فكر المفكرين المعاصرين الذين مازالوا يرفدون المسيرة العلمية بالعديد من النظريات والرويات التاريخية من خلال الواقع والتجربة الفكرية الرشيدة .
نشأ فتى الشمال النوبي في بساتين النخيل وحقول القمح في الشمال السوداني من سلالة جدة للأم تحفظ القرآن بسبع رويات رغم الامية السائدة في ذلك الزمان مع مرافقة اللهجات المحلية لللغه العربية في تلك البيئات الجغرافية ، وتقع الشخصية ( عم علي ) كما يحلو لناطقيها بين التاريخ النوبي المتجذر في معرفته وآدابه وقيمه ، اذا كان في التاريخ المسيحي او في الاسلام وكذلك في اسلام الطبقات الذي يمثل الروحانية السودانية في أسمى معانيها ، والشعب النوبي هو البوابه الحقيقيه للمد الاسلامي عب الحوار والتفاوض بعد توثيق ( رماة الحدق ) لبسالة المداخل والمعابر التاريخية في السودان عبر اتفاقية البقط بين المسلمين والمجتمع النوبي .
ونجد صاحب الكتابة جالس النوبه وراطنهم وآنس العروبه فسايدهم بخبرة الآثاري والتاريخي والمنظر في الشأن السوداني وبحر المعرفة الحضارية والترجمه التي ضلت البحث العلمي والمعرفي ؟، وساهمت نظريات التاريخ النوبي الكشفية في تجلية أغوار وعمق الأصول من المعرفة الرصينه في السودان يعود ذلك للمكانه العظيمه بين الأمم والحضارات المتأصله في عبق التاريخ العالمي ، فوجد الرسومات والنقوش والجداريات والأدوات والآلات والمدن المطمورة في كثبان الرمال والجزر المعزولة والصحارى القاحلة الجرداء وهجير الشمس الحارقة وغربة الراعي في الغياهب المظلمه في المعالم السودانية المندثرة والمتسترة بغطاء الارث المجتمعي المستدام في جذور التقافة العالمية لربطها بالحاضر المعاصر لرسم المستقبل التنموي المتعثر وتحريك العجلة والتروس استدامه النمو الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والبيئي والثقافي والحضاري في السودان وربط المركز السوداني مع حضارة سبأ وعيزانا وأكسوم وبابل وحضارة بلاد النيل النهر العظيم وكوش ومروي وامتداد الاثر النوبي الى زنجبار ونهر السنغال والحوض المويتاني وتخطيه للبحر الأحمر والمتوسط وبلاد الرافدين ، ويظهر ذلك جلياً في القاموس السواحيلي وغيرها من اللغات واللهجات المحلية الافريقية .
ويمكن القول أن صاحب السفر الطويل والنفيس ( عم علي ) الذي جمع بين علماء ومفكري الآثار السودانيين الذين خبرنا علمهم وتجربتهم ومعرفتهم بين طلابهم والحقول الميدانية للتنقيب والكشف عن بواطن الحضارة الغامضه والمجتمعات غير الناطقة والتي تحتاج الاستنطاق البشري لفك الطلاسم والورد والوارد ، و علي عثمان محمد صالح تغور في ردهات الحضارة السودانية بكل سماحتها من العصور الحجرية مروراً بكوش الخالدة ومروي الأفق المفتوح على افريقيا والعالم من رهبانية النصارى وحتى اشراق الاسلام الحق ، فهو رجل ممتلئ ومسكون بروحانية الطبقات التي تمثل عين وروح السودان هذا الوطن العربي الافريقي الاصيل ذو المعجون المتفرد من المجتمعات المعاصرة إنه ابن هذا الشعب الاكسير ذي الكيمياء المتفاعلة فهو التربال والعلامه والبساطه الى درجة مجالسة الجزئيات قبل الكليات والبسطاء قبل العلماء والطلاب قبل المفكرين فزاحم في آفاق ومدارات المعارف العالية فجمع وحصد ونفذ الى الخلاصات فصار على حد قول بدوي الجبل : ( نقل برشد )
وأوجز في قارورة العطر روضة
واوجز في قوارير الرحيق المختوم
أذهل كاتبنا الخواجات وأثنى عليه الرواد والاوائل من آدامز وخلفه تشيني واحترمه شارلس بونيه وتنبأ له أستاذه هيكول بمستقبل رائع ووضعته كامبردج في سجلها التوثيقي الذي يحوي 2000 عالم أثري في القرن الحادي والعشرين ، جمع بين طاقية الشريف الخاتم والاتحادي المطبوع وكاب تشيني في محبة لا تعرف الفوارق بين المعاني الانسانية ، وهكذا تكون عظمة النثر المعرفي بتلفحه لثوب الاثاري وأوابد الحضارات القديمه بين الأسلاف كما كان الشخ محمد محجوب الدوكالي الولي الكبير وهو عارف كبير وهو متمكن من صناعة الاحداث يحيل النحاس زهداً في الدنيا وستراً وهو من طينة قوم نسميهم المحس النوبة وخزرج العروبه والافريانية والحضارة في اسمى معانيها .
ومنسوب هذه المعاني لايستطيع اليراع أن يعطيه حقه ولا توفيه الكلمات علمه لكن واجب التغييرات في الفكر المكتوب في السودان تحتم استنطاق ثقافة وأدب التوثيق للشخصية السودانية من خلال السيرة العطرة والزاخرة في القيم السياسية والارث الثقافي والحضاري الذي تشوبه الضبابية في الشخوص والمعالم والمصادر والمنابع والأصول والكشف الحقيقي في مدرجات العلماء والمنظرين السودانيين وهم بيننا رغم الاعاقة المجتمعية في حفظ وحماية الارث الانساني وتكريم الانسان الذي كرمه ربه خالقه فكيف تدفن الشواخص والمعالم والشواهد البشرية لهذا لابد من تواصل المسيرة الكشفية في النظرية التاريخية من بوابة العودة الى جذور بن خلود منظر التاريخ الاجتماعي البشري في العالم لإضاءة هؤلاء العلماء والمراصد العلمية لي يشهدوا احسانهم بأنفسهم من بوابة رد الجميل الادبي والاحسان بدل الاحسان وإزالة قيم ثقافة الشكر بعد الممات .
كرمته الكثير من المؤسسات العلمية والرسمية في الداخل والخارج منها وزارة الثقافة في اطار البرنام المصاحب لمعرض الخرطوم الدولي للكتاب فهو صوفي في محراب الحضارة السودانية ، فقدم جهود علمية في محاضراته وسمناراته العامه والخاصة عن
( رحلتي بين القبيلة الى المواطنه ) وقد شارك في منصة أريدtd Arid Scientific L
وهي مؤسسة غير ربحية مسجلة في بريطانيا يمكن التسجيل فيها مجاناً لتحقيق أهداف علمية متعدده الأوجه ، وقد تم إنشاؤها من قبل عدد من الباحثين والخبراء المهتمين بشؤون تطوير قدرات وطاقات وإمكانات البحث العلمي وتوسيع فرص واستثمار ميزاته بموقع
Info @arid –my London – UK – ECIV@X 2022
وفي أحد لقاءاته العلمية مخاطباً الشباب بأن هذه الأرض هي جزء من الحضارت العالمية ويقول دوماً يتعلق الانسان بماضيه
والحنين الىه حيث يمثل نقطة الاستنارة ومصدر القوة والتخطيط والثروة إذا أحسن الاستغلال للتنمية المستدامه لذلك لابد من أن لا نتخلى عنه حسب قوله ، ويجب أن يدرك كافة الفئات خاصة الشباب أنه هو صاحب ذلك الارث الاثري وحارسه الامين فمن واجبه حمايته وصونه والمحافظه عليه من أجل الآخرين ، خاصة أن ذلك يمثل ذاكرة الأمه لا تكون على اتصال حي بماضيها تكون شجرة فصلت عن جذورها وموتها السريع ، وفي الىونه الأخيرة تغيرت كثيراً كافة الأمكنه .
ثم دلف إلى قراءاته في علم الآثار غير التقليدية والمفاهيم الحديثه لاصول علم الآثار ونظرياته وتعريفاته وتفسيراته وكشوفاته وأهميته وأصل الحضارة السودانيه ، فهو على حد قوله علم ميداني يفسر الانتماء الى كل ماهو جميل وكل ماهو حديث وقديم سحيق القدم بالانتماء الى الذات والانتماء الى الآخر ونفس الوقت يحتاج الى خيال واسع يجعل الملتقى لهذا العلم لديه القدرة على الرجوع لازمان سحيقه ويتخيل تركيبة المجتمعات ورغباتهم الشخصية والفردية وعلاقة الانسان ويحيط به من الارض والنبات والحيوان والجمادات وغيرها من البيئات المحيطه بالانسان .
ويكون لديه من الخيال مايستطيع أن يركب حياة متكاملة الفصول دون الدخول في كل زخم التطور التقني والمدني والسياسي الذي يؤدي الى الحروب والنزاعات وهضم الحقوق الانسانية والعسكراتية التي تحكم المجتمعات المعاصرة بقوانينها ومدى تدخلها وتحكمها والضغوط المفروضه أكثر من الرغبة الوجدانية في التعرف على القوى الأعلى ،وفي قوله لكل علم شروط أو صفات يجب أن يتحلى بها أهل الاختصاص فما هي الصفات التي لابد أن يتصف بها الآثاري :
في بادئ الأمر علم الآثار علم اجتماعي يعيش في الميدان ويجب أن يكون كئن حي اجتماعي بامتياز قادر على أن يعيش مع الآخرين ويتكيف مع صفات الآخرين ، وهو سريع البديهه وخفيف الظل بحيث أن استمرارية العمل الميداني يؤدي الى السام والملل وتكون أفراد الفرق العلمية مهتمون بأمر جلب الفرح فيما بينهم وتزداد أواصر الصدق والود وروح الفريق بينهم والامتزاج العلمي والصهر المعرفي الحقيقي ويعني ذلك بذل الشحنات الوجدانية دون انتظار الثمن والايمان بالرث الثقافي والحضاري ، وعالم الآثار على حسب قول ( عم علي ) بيده الأمانه العلمية القاسيه كما الطبيب الجراح الذي يجرح الأزمان والمكان ولأن مايقوله عالم الآثار ستتناقله الأجيال وتبني عليها النظريات العلمية والأعمال والمشاريع على حد القول في علم الآثار ومواصفات مرتاديه .
وتكمن أهمية علم الآثار في حديث عالمنا ( مثلما الأهل عز والآثار عز ) وهي مازالت الى الآن المصدر الحقيق للمعلومه لأي مواطن في أي مكان من الأهمية القومية من أجل توضيح الهويه السودانية والاهمية الاقتصادية التي تتمثل في الحفاظ عليها لتحقيق التنمية السياحية المستدامهSustainable Development Tourism وكذلك الأهمية التاريخية والمتمثله في الوعي بأنها لاتعمل على تشكيل تاريخ الأمه اضافة الى الدور الثقافي للعلم والمؤسس للثقافه المادية والمعنوية ، ويضيف الدور الاجتماعي للآثار لتوصيح أصول المجتمعات القديمه .
وتجول عالمنا ونتجول به في السيرة العطرة في رؤيته حول دور العلم في المناهج الدراسيه التعليميه في مدى الوعي وغرس القيم والثقافه وبالتاكيد كما هو في الولايات المتحده تم تكوين فريق مهمته يمر على مدارس الأطفال بمراحله المختلفه لإستطلاعهم بطرح سؤال ماذا تريد عندما تكبر ؟ فكانت الاجابه لأحدهم بمرحلة الاساس ان يكون عالم آثار ، وطفله اخرى تريد أن تكون كاتبه وللأهمية لابد من وجود علم الآثار في المناهج التعليميه الاولية وتصبح احد المواد المشكلة للشهاده السودانية ، وعن كيف يكون للشباب دور في العناية بالآثار السودانية لهذا يحثهم كاتبنا على أن يكونوا مبدعين في كافة المجالات مثل التشكيل والتمثيل والمسرح والنكات والطرفه والموسيقى وغيرها من مجالات الدفع الثقافي للأمم والقدرة على تحويل الضيق والمآسي الى ابداع ومثال ذلك صعوبة خروج الفرق البحثيه السودانيه من حادثة العالم الشاب ( أمجد بشير علي خالد *) الذي وافته المنيه أثر حادث حركه أليم أثناء أداءه لواجب الوطني في التنقيب عن البحث العلمي لحضارة الأمه السوانيه وبفقده تلفحت الآثار السودانية بثوب السواد عن العمل الميداني والعزله البحثيه لأنه من الشباب والأبناء الذين تربوا في كنف الحقول العلمية الميدانيه مابين جامعةشندي والخرطوم والتطواف الحقلي في المواقع الأثريه السودانيه وهو في مهد وريعان عمره العلمي والمعرفي وهو المكتشف لبواطن الحضارة السوادانيه في مقتبل حياته معطون بأصول التربية والقيم من مجتمعه في ضواحي شمال بحري بمنطقة ودرملي المنكوبه من بعده من الوجود النيلي وقرى الضفاف ( هبة وعرس النيل الخالد 2019م ) والتي كان يحمل همها وحزنها ومستقبلها ورعاية خدماتها وكيفية تنميتها وإصلاح حالها كإحدى القرى الحالمه على النهر الخالد .
وبحديثه عن ملتقى النيلين في الخرطوم ووجه الاستثمار السياحي في السودان لانه وطن تراثه وثقافته وعاداته وتقاليده وإنسانه بقد خمسين ألف عام من التاريخ الانساني ، وغذا نظرت الى كل الوطان في العالم لن تجد له مثيل وهو يحس بالكثير من الحزن على السخط الذي يجده الوطن من الشباب بسبب حالة البؤس والشقاء التي تطغي على الساحه ، وهو في رؤيته السخط على السياسه والحكومات لا يلازم السخط على الأوطان ويرى لابد من حمد الاوطان والشكر على النعم الكامنه بها .
وفي رؤيته أن علم الآثار تملكه الشعراء والقريحه الادبية بالقصائد والنثر والادب والأشعار ، وهو علم يبحث أعماق الارض وعمق البشريه وهو العلم الذي اذا حذقه الانسان علمه كيف يكون انسان كامل الانسانيه واضح المقصد بين الاسلوب وقوة الاداء والرقه كالنسيم وهو مسؤويه انسانية من خلال التعرف على الحياة الغابره للامم والاعتبار ومتبعة تسلسل البناء الوطني والحدة الوطنية المعتمدة القيم الراسخه والارث التليد .
رسخ عالمنا الجليل الكثي من الفكر الكشفي للحضارة السودانية بنظرة متقده لا تبني الدراسة الافتراضية التقليدية ولا الروايات الخياليه والعلم الحتمي لكن تدثر بالامكانية الانسانية في التحقق من الوقائع والاحداث والمقتنيات والمعالم الشاخصه وكيفية الاستفاده منها في بناء المستقبل الحضاري السوداني ولاعلاء قيم الانتماء الي الأصول من رفد الوحده الوطنية وحماية الارث التاريخي وتعميق ثقافة الجذور الراسخه في العمق مابين الأرض والحضارة والذاكرة الحية المنقوله عبر الأجيال والأزمنه والاحداث المتكررة والمتسلسله والمتجدده في كل الجالات الحياتيه السوداني اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وثقافياً وبيئياً لتدعيم المخططات التنموية المبدعه في هذا الوطن المعطون بالنماء والزاخر بشخوصه وذاكرته الحية وهذا قليل من كثير وقطرة من نهر جاري وومضة من نور ساري وحفنة من تراب وعبق الأمه .( عم على ) .
د جعفر محمد مصطفى أبوزيد
جامعة الزعيم الأزهري
10/ ابريل 2022م