*قمة للنسيان والمريخ يمرض ولا يموت..ملوال دينق جوبا، 20 أكتوبر 2024م*

..

حرمتنا الملاريا من متابعة مباراة القمة مباشرة ليلة أمس والتي جاءت نتيجتها النهائية لتكشف لنا سوء الحال الذي وصل إليه المريخ في الفترة الأخيرة.
كنا نعلم مثل الكثيرين من الصفوة أن المريخ لا يمر بأفضل فتراته من خلال متابعتنا لمشاركة الفريق في مباريات التمهيدي الأول والثاني من دوري أبطال إفريقيا وحتى المباريات الأولى في الدوري الموريتاني، ولكن طوال سنوات تشجيعنا للمريخ كنا نؤمن أن مباريات القمة أمام الند التقليدي لها حسابات خاصة وأن اللاعبين يعطون أهمية كبيرة لهذه المواجهات التي تستمر صداها لأيام وأيام وأن أي 11 لاعب يرتدون شعار الزعيم يستطيعون إلحاق الهزيمة بالخصم وقد حدثت في مرات عديدة في عز تألق الهلال.
بالأمس خدمت الظروف الهلال، فقد واجه فريق يمر بفترة انتقالية وشهد تغيير شبه كامل لجلده ورحل عنه العديد من الأعمدة الأساسية من أصحاب الخبرة والتجربة والموهبة الذين يقودون حالياً رحلة النجاح مع المنتخب السوداني في تصفيات كأس العالم وأمم افريقيا، ثم سهل المهمة طاقم التحكيم الموريتاني الذي لم يرتقي لمستوى حساسية مباريات الديربي بطرد أفضل لاعبي المريخ المهاجم الإيفواري محمد قباني منذ الشوط الأول في لقطة مثيرة للجدل ليلعب الفريق ناقصاً لأكثر من ساعة.
على أي حال، هذه ظروف كرة القدم، وهي قمة للنسيان، وكبوة جواد، وفرصة لمعالجة الكثير من الأخطاء والقصور والعيوب التي تحاصر الفريق من قبل الإدارة، الجهاز الفني واللاعبين، حتى تعود الأمور إلى نصابها ويعود المريخ الذي نعرفه.
هاردلك لجماهير الصفوة وبالتأكيد هم الأكثر حزناً ليس للخسارة أمام الهلال، فمباريات القمة منذ أول لقاء في ثلاثينات القرن الماضي نتيجتها معروفة أما فوز أو خسارة أو تعادل، وما زال المريخ أعلى كعباً من الهلال حتى الآن في السجل التاريخي لمباريات القمة، ولكن مصدر الحزن هو حالة السوء والوضع العام الذي وصل إليه فريق الكرة من الضعف الفني وغياب الروح وهوية الفريق والأجواء المحبطة السائدة.
ولكن في الأخير، (دا المريخ) مصدر فخرنا وسعادتنا، لا نتركه وحيداً في منتصف الطريق، نهواه في كل الظروف، منتصراً وخاسراً ومتعادلاً، وقد يظن البعض أن هذا الشعار الذي يردده الصفوة هو لتبرير الهزائم، ولكن قطعاً ليس صحيحاً فهذا شعار يجسد معاني الولاء والوفاء والوقوف الدائم خلف الكيان، وعشقنا للمريخ ليس مربوطاً بأوقات الانتصارات والبطولات والاحتفالات، إنه عشق ثابت لا يتبدل مع الظروف، فـ”نحن قوم لا يبطرنا نصر ولا تهزنا هزيمة”.

هاردلك للصفوة ومبروك للهلالاب.

مريخابي وأفتخر 🤞🇻🇳

ملوال دينق
جوبا، 20 أكتوبر 2024م

مقالات ذات صلة