هذه القصيدة كاتبها الشريف زين العابدين الهندي رحمه الله يبدوا من تفاصيلها انها منذ فترة طويلة كانت حبيسة للوقت المعلوم فهي النبؤة الصادقة ولكن عجلت المنية ولم تمهله. يبدو كان سيكون هنالك مابعدها ان لم تعجل المنية ولكن هذاماجادت به فطنته
كانت اخر الاوراق التي اعطانيها في ورقه شبه باليه قبيل رحيله الاخير بعد ان انتهرني.. اتاخرتي مالك!!)!!
وكان يبدو عليه القلق الشديد.
وجدتها (امس الاول فقط ) ضمن حزمة اوراق بمكتبتي الصغيرة حقيقة زهلت !!
فهي بمثابة نبوءة كاملة الدسم للشريف زين العابدين طيب الله ثراه بكل تفاصيل ثورتنا المجيدة وما هو ات ايضا.
اهديها لحكام زماننا ليتعظوا وان يحذروا من احتمالية استبدال تمكين بتمكين و السير علي ذات النهج وهي في تقديري تصلح خارطة طريق
———————
*أيخادعون الله أم أنفسهم يخدعون*
ملأوا سماء بلادنا تضليلا
وبأرضها غرسوا لنا تدجيلا.
واستمطروا سحب الضلال
فأنبتت في كل شبر للضلال حقولا.
يتحدثون عن الطهارة والتقى
وهم آبالسة العصور الاولى.
وهم أساتذة الجريمة في الورى
وأخالهم قد علموا قابيلا.
هم قادة الانقاذ آرباب اللحى
جاءوا وقد صحبوا للغراب دليلا.
ركبوا علي السرج الوثير واسرعوا
باسم الشريعة يبتغون وصولا.
وثبوا علي حكم البلاد تجبرا
فأتى الشقاء لنا يجر زيولا.
وعدوا فما اوفوا بكل عهودهم
والوعد كان لشرعهم ممطولا.
ما انقذوا السودان بل دفعوا
به صوب الهلاك وأقعدوه عليلا.
ما قدموه وإنما هبطوا به
تحت الحضيض وأردفوه نزولا.
وضعوا أصابعهم علي آذانهم
واستكبروا واستمرؤا التنكيلا.
ذبحوا السماحة والفضيلة
بيننا والعدل أمسى بينهم مقتولا.
لم نلق بين صفوفهم من عادل
كلا..ولا بين الشهود عدولا.
إتخذوا المصاحف للمصالح حيلة
حتى يكون ضلالهم مقبولا.
ما أصلوا شرع الإله وانما
هم ينشدون لحكمهم تأصيلا.
لعبوا علي أوتار طيبة أهلنا
فالشعب كان مصدقا وبتولا.
قد خدروه بكل قول زائف
كي يستكين مسالما وجهولا.
ويغط في نوم عميق حالم
ويدور في فلك الظلام طويلا.
قد أفرغوا التعليم من مضمونه
وكسوا عقول الدارسين خمولا.
جعلوا مدارسهم صدى لنعاقهم
يا..ويلهم حسبوا النعيق هديلا.
نشروا اناشيد الخرافة بينهم
اتبعوا النشيد وأهملوا التحصيلا.
قتلوا البراءة في عيون صغارنا
فغدت عيونهم البريئة حولا.
أضحى الوباء يدب في اوصالهم
والشر بين ضلوعهم مشتولا.
فلتدركوا أبنائكم يآ..اخوتي
كي لا يكون سويهم مخبولا.
قد أفسدوا أبنائنا وبناتنا
وإستعبدوهم يفعا وكهولا.
دفعوا بهم نحو الجنوب غواية
فتجرعوا كأس الردى معسولا.
ختموا على أبصارهم وقلوبهم
حتى..غدا تفكيرهم مشلولا.
نسبوا الى حرب الجنوب خرافة
لو قالها إبليس لبات خجولا.
زعموا بأن الفيل كان يعينهم
والقرد ظل جهاده مبذولا.
فيفجر الالغام قبل وصولهم
حتى يسهل زحفهم تسهيلا.
وتردد الاشجار رجع هتافهم
وتسير خلف صفوفهم تشكيلا.
وتحلق الاطيار فوق رؤسهم
وكذا الغمام يظلهم تظليلا.
هذي شمائلهم وتلك صفاتهم
هل نرتجي من هؤلاء جميلا.
تالله ما خبروا الجهاد وانما
لبسوا الجهاد أساورا وحجولا.
وفي الساحة الخضراء كان جهادهم
وفي محفل كالظار كان حفيلا.
رقص الكبار مع الصغار تهتكا
نسوا الوقار وعاقروا المرزولا.
حسبوا الجهاد هو النشيد وليتهم
تركوا التغني بالجهاد قليلا.
رفعوا العصاء وهللوا فكأنهم
يستعرضون الجيش والاسطولا.
حذقوا أفانين الرقيص وسيروا
جيش البلاد مطبلا ضليلا.
لمواكب التهريج أمسى شاديا
وغدا يدق طبوله مشغولا.
ومكبرات الصوت تهدر فوقهم
بالترهات ولا تكف قليلا.
فتصك آذان العباد نكاية
لتزيد فوق عذابهم تخذيلا.
جآئوا بشدو كي يدافع عنهم
وسبدرات كي يدق طبولا.
عجبي لكل مثقف متهالك يسعى
الى حضن الطغاة عجولا.!
يقتات من عرق الضمير ويرتمي
فوق الموائد جائعا وأكولا
أو يرتدي ثوب الخيانة خائرا
أوخائفا متخاذلا وذليلا.
قد أسرفوا في كذبهم وضلالهم
حسبوا الشهور جميعها أبريلا.
جعلوا من الاعلام إفكا صارخا
يستهدف التزييف والتجهيلا.
فالقطن في التلفاز بان مفرهدا
لكنه في الحقل كان ذبولا.
والقمح يبدوا سامقا متألقا
والفول مال يداعب القندولا.
ظلوا يمنون بأبرك موسم فأتى
الحصاد ولم نجد محصولا.!
بدت مصانعنا كأشباح الدجى
وغدت بفضل المفسدين طلولا.
ومصارف التطفيف أضحت موردا
للملتحين وجنة ونخيلا.
لم يشهد السودان مثل فسادهم
أبدا..ولا..رأت البلاد مثيلا!.
بالقمع والتجويع أصبح شعبنا
في المحبسين مكبلا مغلولا.
يقتات من صخب النشيد
ويرتوي كذبا وما أروى النشيد عليلا.
طحن الغلاء لحومنا وعظامنا
ومشى علي أشلائنا تمثيلا.
أما العناء فقد تطاول مرعبا
واجتاز في كبد السماء سهيلا.
زادوا معانات الجياع واجزلوا
للمترفين مصانع وحقولا.
قد خربوا وجه الحياة وخلفوا
في كل دار جائعا وقتيلا.
هضموا حقوق اليائسين تعسفا
ملئوا بيوت البائيسن عويلا.
جعلوا الزكاة غنيمة لكبارهم
ومن الضرائب خنجرا مسلولا.
عبثوا بخيرات البلاد وسخروا
اموالها لفولهم تمويلا.
نشروا كوادرهم لنشر سمومهم
ومنظمات تحذق التطبيلا.
فتحوا البلاد لكل تجار الردى
المارقين شرازما وفلولا.
عاثوا فسادا في البلاد وروعوا
أمن العباد ومارسوا التقتيلا.
لم يسلم الجيران من إرهابهم
وبهم غدا سوداننا معزولا.
يلهون بالبهتان شعبا بائسا
كيما يكون مطاوعا وذلولا.
قالوا البلاء هو إبتلاء من عل
فلتصبروا فالصبر كان جميلا.
ما انزل الله البلاء وانما
قد جاء تحت ردائهم محمولا.
هم من انزلوه ووطدوا اركانه
حتى..تمدد في الديار شمولا.
نهبوا مواردنا فصارت مرتعا
لذوي اللحى وذوي الايادي الطولا.
سرقوا صناديق التكافل جهرة
وبشعبنا كان الإله كفيلا.
جائوا بملهاة التنازل خدعة
لا تنطلي او تستميل عقولا.
فالمخرج الموهوم لم يك حاذقا
وشخوصه لاتحسن التمثيلا.
لجأوا الى التهريج لما أيقنوا
ان الرواية لم تتم فصولا.
زعموا ان الحاكمين تنازلوا
والشعب صار الحاكم المسؤلا.
قالوا هو العهد الجديد
فكبروا متفاخرين ومارسوا التهليلا.
أين الجديد؟! فلاجديد وانما
نسجوا من الثوب القديم بديلا.
مابدلوا شيئا سوى القابهم
فعقولهم لا تعرف التبديلا.
بقي النظام العسكري بغضه
وغضيضه يستشرف المجهولا.
ظل البشير هو الرئيس ومثله
ظل الزبير معاونا وزميلا.
أضحى البشير الفرد فوق رؤسنا
متربعا فوق الرؤس ثقيلا.
جلب الشقاء والتعاسة لشعبنا
وأذاقه سوء العذاب وبيلا.
حشدوا لبيعته المدائن والقرى
مثل الطيور تراوق المهمولا.
رفعوا الاكف مخادعين وأقسموا
ببراءة لاتقبل التأويلا.
انت الموكل بالمكاره كلها
اما المناشط لاتروم وكيلا.
قد بايعوه للرئاسة مثلما
قد بايعوا من قبله المعزولا.
ثم أتحفوه ببيعتين غواية
كيما يكون لصانعيه عميلا.
ظفروا بأيات المنافق كلها
وزادوا عليها اذرعا وذيولا.
كذبا وغدرا والخيانة منهج
ولركبهم كان الفجور خليلا.
هوس ومسخ وشائن متشعوذ
وحديث إفك جاوز المعقولا.
لا..قسط لهم ولا..شورى لهم
عشقوا الحرام وزيفوا التحليلا.
سيان عندهم إذا ما بسملوا
أو..رتلوا القران والانجيلا.
او..سيروا في كل يوم موكبا
او..مارسوا التكبير والتهليلا!.
لايبتغون الله في مرضاته
بل ينشدون لحكمهم تأصيلا.
خرجوا علي الدين الحنيف واصبحوا
مثل الخوارج بل أضل سبيلا.
وقد فارقوا درب الشريعة بعدما
حللوا الحديث وحرفوا التنزيلا.
تركوا كتاب الله خلف ظهورهم
وتدافعوا يستحدثون بديلا.
تبعوا المظاهر والقشور تعمدا
ونسوا من الدين الحنيف وصولا.
أيخادعون الله في عليائه
أم..يخدعون رسوله جبريلا
في كل يوم يخرجون ببدعة
والشعب يرقب افكهم مذهولا
فرضوا وصايتهم علي اسلامنا وكانهم
جائوا به عبر الحدود دخيلا.!
نادوا بتعظيم الصلاة كأنها
لم تلق عند المسلمين قبولا.
فمتى استهنا بالشعيرة اخوتي
حتى نعيد لامرها تبجيلا.
وكاننا كنا مجوس قبلهم
او..عابدين مع الهنود عجولا.
لم نعرف الاسلام قبل مجيئهم
كلا..ولا بعث الاله رسولا!.
فالله يحفظ دينه من كيدهم
دوما..وما كان الاله غفولا.
طمسوا ينابيع الحقيقة بيننا
وبغيهم ارخى الظلام سدولا.
زعموا بأنهم دعاة حضارة
وهم البناة لصرحها تفعيلا.
أمن الحضارة ان نبيت علي الطوى
عطشى ومرضى بكرة واصيلا؟.
هل دولة الاسلام كانت مرتعا
للمفسدين ومغنما ومقيلا؟
قد مزقوا فى كل ولاية اوصالها
لتكون حكرا للولاة ظليلا
ماقسمت أبدأ لصالح شعبنا
بل..فصلت لذئابهم تفصيلا.
ماقلصوا ظل الادارة
انما..قد افسحوا للطامعين سبيلا.
هي قسمة ضيزى ليصبح نهبها سهلا
ويمسى ضلعها ماكولا.
فقيادة الانقاذ نبت وافد
لاينتمون الى البلاد فصيلا
اتخذوا الترابي شيخهم وامامهم
وكانه فاق المشايخ طولا.
وضعوا عليه عباءة فضفاضة
ليعيد مجد المسلمين صقيلا.
فسعوا مسبحين اليه بحمده
وجثوا علي اقدامه تقبيلا.
وتشبهوا بالمفلحين فالغموا حجرا
وكان سلاحهم مغلولا.
زعموا بانهم حماة تراثنا
اتخذوا من المهدي الامام دليلا.
نسبوا مهازلهم الى راياته
وتشبهوا بجهاده تضليلا.
كذبوا فما تبعوا الامام وانما
تبعوا..الهوى والبغي والتخييلا.
فامامنا المهدي كان مجاهدا
في الله حق جهاده واصيلا.
تالله لو بعث الامام مجددا فينا
لاشرع سيفه مصقولا.
حتى..يبدد جورهم وفجورهم
ويزيلهم كالغابرين افولا.
انسوا تطاولهم علي محرابه
يوم استباحوا صرحه المسهولا.
وتدافعوا نحو الضريح سفاهة
ليشوهو تاريخنا الموصولا.
وقفوا كأبرهة علي ابوابه
متربصين ويبتغون دخولا.
*سيجيئ يوما يدفعون حسابه
*رجما كما رجم الاله الفيلا*
يا..قبة المهدي رمز فخارنا
سنعيد فوق جبينك الاكليلا.
يا..قبة الاحرار يا..ام القرى
سنضيء في غسق الدجى القنديلا
يا..معشرالانصار اهل التقى سيروا
علي نهج الامام عديلا.
من غيركم نصر الاله مجاهدا
من غيركم ملأ البطاح صهيلا.
لاتستجيبوا للطغاة فانهم
يسعون بين صفوفكم تعطيلا.
هبوا مع الشعب الجريح جماعة
كي نسترد من الطغاة النيلا
اين القيادة يامصابيح الدجى
هبوا لنشعل للنضال فتيلا.
فالشعب مامل النضال ولا انحنى
وماكان يوما بالعطاء بخيلا.
فامدد يمينك يا اخي متوثبا
حتى نشد الساعد المفتولا.
*ولن يسلم السودان من انقاذهم*
*الا اذا جرت الدماء سيولا*
فغدا نرد الظلم عن ساحاتنا
وغدا نري وجه الحياة جميلا
*مريم الهندي*
19/10/2020