* الشريف زين العابدين الهندي يكتب*

أن السودان قبل استقلاله وفي عهوده الغابرة السحيقة عمر هذه المساحة من الأرض بحدودها الحالية مأوى لوافديها وسأكنيها الذين اختلطت دماؤهم وأعراقهم وتمازجوا شيئاً فشيئاً حيث تكون من أمشاجهم هذا النسيج المنسجم من أوشاج الظهور والأرحام ، وعندما أمهر الاستقلال الثالث “بعد السلطة السنارية والثورة المهدية ” استقلال 1956م وجوده المعروف دولياً وإقليميا …. وربط بين ماضيه ومستقبله إلى الأبد …ووأد بذلك أي افتعال ناشئ عن عصبية أو انفعال خاص بعنصرية وعلق هموم الوطن كوحدة متماسكة وارتفعت مشاكل المواطن إلى تنمية عادلة واستقرار شامل …..
هناك توائم سبقت الاستقلال السوداني في الميلاد وعندما رأى النور في بداية النصف الثاني من القرن العشرين كانت التوائم تدرج في الساحة السودانية تشب عن الطوق . وتتخذ لها موقفاً يجعل الاستقلال في موقف المدافع عن نفسه ، الساعي لإثبات وجوده وأحقيته وأهليته للحرية والاستقلال ،موقف صعب وامتحان عسير تعين فيه على الوليد الجديد أن يخرج من رحمه شاهراً سلاحه متزراً بدرعه …. ومنخرطاً لتوه في ميدان حرب مفاجئة لم يعد نفسه لخوضها ولم يسعفه الوقت للإعداد لها ومزاولتها فضلاً عن معرفة منشأها وصانعيها وعندما انتصر عليها بمعجزة خارقة تخضب بنزيف دموي صار وشاحاً له. كلها استنفاذ لقدراته … واستهلاك لفتونه وشبابه مع توائم الانقلاب العسكرية، التي استعملت كقواطع فاصلة للمسيرة الديمقراطية خلقت منها ثلاث جزر منعزلة لازال وصلها واتصالها يشكل عنتاً وإرهاقا للأجيال الشابة ويضاعف من حجم المسئوليات المنوطة بها الآن وهي تباشر آخر الحلقات والأطواق
الشريف زين العابدين الهندي

مقالات ذات صلة