عقدت مجموعة من السودانيين اجتماعا في جنيف اعتقادامنها أنه الحوار السوداني السوداني الذي سوف يقرب المسافات بينهما، و هي واحدة من الاسباب التي جعلت النخب تفشل في مسعاها.. و هي تعتقد أن الحوارات المغلقة التي تدعوا لها الدول الغربية هي التي سوف تفتح لها الباب الذي منه تلج إلي السلطة القادمة، و الغريب في الأمر أن هؤلاء يتحاشون الذهاب إلي السودان و خاصة مناطق تجمع المواطنين لكي يقنعوهم بأنهم الممثلين الحقيقين لهم دون الأخرين.. هذه الخيلأ السياسية سوف تقعد بهم و لا تجعلهم يتقدموا قيد أنملة.. لأنهم يضلون الطريق الذي يؤسس للديمقراطية الحقة.. فالديمقراطية تؤسس الكتل الاجتماعية الواعية التي تشرك الجماهير معها في كل خطواتها، و تعتقد أن الوعي السياسي ينمو و يزدهر في المجتمع من خلال الحوارات المفتوحة و ليست في الغرف المغلقة التي تتخير فيها الدول الغربية من الذي تحتاجه لخدمة أجندتها و ليست الأجندة الوطنية..
قال أحد المشاركين في اجتماع جنيف، و الذي تسلق على سلم والده في العملية السياسية و ليست قدراته الذاتية، التي أثبتت ضعفها و تواضعها، أنه جاء إلي جنيف لكي يبحث عن الوطن و الوطنية.. في الوقت الذي يتأمر فيه الغرب على الوطن، و وظف العديد من دول جوار السودان لكي تمد الميليشيا بالمرتزقة الذين جاءت بهم منظماته من كل فج عميق لكي تحقق له مقصده في تقسيم البلاد و الاستحواز على ثرواتها.. و نفس هذا الغرب أن كان في جنيف و غيرها هو الذي يدافع عن الأمارات التي ترسل كل الأسلحة الفتاكة التي تضرب بها الميليشيا المواطنين.. أن الوطن الذي يتحدث عنه هذا الناشط السياسي يتضور شعبه جوعا و مسغبة و تشريدا و نزوحا و مرضا و انتهاكات لعرضه و مصادرة لممتلكاته و بيوته، هذا الناشط السياسي لم يكلف نفسه أن يذهب لزيارة الأقاليم لكي يتفقدها و يقوي من عزيمتها، لكنه يذهب لجنيف و غيرها بحثا عن رفاهية مؤقته.. السياسة ليست فيها درجات محفوظة لمجموعات بعينها أنما يتدرج فيها الشخص بقدراته و معارفه و ثقافته و تقدم وعيه.. أما السياسية التي يصعد لها على سلم النسب و الولاء و العشيرة لا تؤدي إلا للفشل، و هي التي في حضنها تظهر كل الأمراض الأجتماعية من المتملقين و الانتهازيين..
ذكرت كثيرا أن الذين يكثرون من رفع الشعارات إذا كانوا أحزابا أو أفرادا أو مجموعات تحالفية يثبتون أنهم فاقدي الأهلية التي تجعلهم أن يساهموا في علاج الأزمة، ناهيك عندور لهم في وقف الحرب التي لا يملكون فيها قرارا.. أن أزمة البلاد هي أزمة نخبة و أزمة فكر، لذلك لا تجدهم يغادروا مقولة ” الكيزان و الفلول” لأنهم يمتلكون عقلا متكلسا، عقلا فطم على الهتافات التي يرددونها و لا يدركون مقصدها، و يعتقدون أن الذي يحافظ على ترديد ثقافة فترة الحرب الباردة تجعل الآخرين ينظرون إليهم بقدسية.. الحقيقة هي أن كل القوى السياسي في السودان تعيش أضعف حالاتها، و قدمت أضعف القيادات السياسية في تاريخ العمل السياسي في السودان منذ الاستقلال.. و أصبحت السياسية مغنما للذين تقعد بهم مؤهلاتهم العلمية و خبراتهم لذلك يبحثون عنها في الأحزاب لكي يصبحوا أدوات تستخدم في كل شيء، و يعتقدون أن الخارج يوفر لهم مواقع دون الآخرين.. نسأل الله حسن البصيرة..