،
بدايةً، نود أن نعبر لكم عن خالص مشاعر الأخوة والمودة التي تربط بين شعبينا، والتي تمتد عبر التاريخ والجغرافيا والقيم المشتركة. إن ما يربطنا أكثر من مجرد حدود، فهو إرث من النضال المشترك والتعايش الذي طالما كان مصدر فخر لنا جميعًا.
في هذا السياق، نعرب عن استنكارنا العميق لما حدث في الجزيرة من بعض العناصر الداعمة للجيش، كما ندين بشدة الأحداث المؤسفة التي وقعت في مدينتي ملكال و واو بجنوب السودان من قبل عناصر متفلتة. إن مثل هذه الأفعال لا تمثل سوى الأفراد الذين يرتكبونها، ولا تعكس بأي حال من الأحوال العلاقة الحقيقية بين شعبينا التي تقوم على المحبة والاحترام المتبادل.
ندعو إخوتنا مواطنيي السودان في جنوب السودان إلى توخي الحذر والحيطة، خصوصًا في هذا الظرف الحساس. إن الحفاظ على الأرواح والممتلكات هو مسؤولية الجميع، ونأمل أن تبقى وحدة النسيج الاجتماعي أقوى من كل محاولات الفتنة والانقسام.
وفي هذا الصدد، نناشد حكومة جنوب السودان الشقيقة بإصدار بيان عاجل يوضح موقف حكومة السودان الرسمي، ويعمل على تهدئة النفوس ويدعو الجميع إلى الاحتكام إلى صوت العقل والحكمة. كما نشدد على ضرورة حماية مواطني السودان المقيمين في دولة جنوب السودان وضمان سلامتهم وكرامتهم.
إننا على ثقة بأن الحكمة ستنتصر، وأن قياداتنا وشعبينا قادرون على تجاوز هذه التحديات بروح التعاون والأخوة التي لطالما ميزتنا. فلنعمل معًا على بناء مستقبل يسوده السلام والازدهار لنا جميعًا.
دمتم ودامت الأخوة بيننا،
نزار خيري
اخوتكم من السودان
١٧ يناير ٢٠٢٥
