قدموا أرتالاً من الشهداء، أبرزهم اللواء أيوب، وآخرهم العقيد أبو شنب..
التحموا مع أبطال القيادة العامة إيذاناً ببدء المرحلة الثالثة لتطهير العاصمة..
نبيل: الخطوة تفتح الطريق بين القوات المرابطة في العاصمة المثلثة..
قائد المدرعات: أفشلنا مخطط العدو، وضربنا القوة الصلبة للميليشيا..
إعلان الخرطوم خالية من التمرد مساءلة وقت ليس إلا..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
التحم أشاوس الدروع التابعة لسلاح المدرعات بالشجرة مع أبطال القيادة العامة في منطقة وسط الخرطوم بعد تنظيف وتطهير مستشفى الشعب التعليمي من دنس أوباش ميليشيا الدعم السريع، وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد نبيل عبد الله في إفادته للكرامة أن التحام أشاوس الدروع مع أبطال القيادة العامة سيفتح الطريق بين القوات المرابطة في أم درمان ووادي سيدنا، مع القوات المرابطة في الخرطوم بحري والخرطوم والشجرة، ومن هنا فإن الخطوة تكتسب أهميتها القصوى لما تمثله من دفعة معنوية تؤكد أن خطة إعلان الخرطوم خاليةً من التمرد تمضي على قدم وساق، حيث تمتلك القوات المسلحة زمام المبادرة، وتعتصم بحبل القدرة على الانفتاح والانتشار في مختلف محاور وجبهات القتال على مستوى العاصمة الخرطوم والتقدم بثبات لتنظيف بعض الجيوب التي تختبئ فيها ميليشيا الدعم السريع، وخاصة في مناطق جنوب الخرطوم التي انتقلت إليها ميليشيا آل دقلو بعد تلقيها هزائم ساحقة ومتلاحقة في شرق النيل، وبحري، وتمثل منطقة الخرطوم جنوب ملعباً خصباً لسلاح المدرعات بالشجرة، وما أدراك ما سلاح المدرعات…
بشريات نهاية التمرد:
وكان قائد سلاح المدرعات اللواء دكتور نصر الدين عبد الفتاح محمد سليم، بشَّر الشعب السوداني عبر شاشة قناة العربية بإعلان الخرطوم خالية من التمرد قبل نهاية شهر رمضان المعظم، بعد أن أفشلوا مخططها وضربوا قوتها الصلبة، كاشفاً عن دخول المرحلة الثالثة من العمليات العسكرية التي تركز على التحرير الكامل للعاصمة الخرطوم وتنظيفها من دنس متمردي ميليشيا آل دقلو، اعتماداً على العقيدة القتالية الصلبة والراسخة للجندي السوداني المستمدة أصولها من قيم وخبرات متراكمة تقوم على مبادئ الصبر والثبات والتضحية والفداء وبذل الأرواح والأنفس رخيصة في سبيل الوطن الحب الذي يتغلغل في وجدان أشاوس وأبطال القوات المسلحة الذين استطاعوا بوطنية مفعمة بحب جارف، أن يقدموا ملاحم بطولية أرّختها حرب الكرامة الوطنية، وشهد بها الأعداء قبل الأصدقاء.
قيمة معنوية:
ويعتبر سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة واحداً من أهم الوحدات المنضوية تحت لواء المؤسسة العسكرية السودانية، وتكمن أهمية المدرعات لما تمثله من قيمة معنوية للشعب السوداني تستند على تأريخ حافل، ومواقف كانت لها دلالات وتأثيرات واضحة في مسار الحياة السياسية والاجتماعية، ذلك أن سلاح المدرعات، ظل مصنعاً للرجال، وعريناً للأبطال، تنبض تفاصيله بفصول من القوة والجسارة، والهيبة والبشارة، والتضحية والتفاني، والفداء والمعاني، لذلك لم يكن مستغرباً أن يكون هدفاً استراتيجياً لميليشيا الدعم السريع لاستهدافه ومحاولة الاستيلاء عليه، فشنُّت في سبيل ذلك أكثر من 120 موجة من الهجمات المتكررة منذ اندلاع تمردها في الخامس عشر من أبريل 2023م، ولكن جميع هذه الهجمات قد فشلت في دخول سلاح المدرعات الذي سطَّر أبطاله ملاحم بطولية سيخلدها التأريخ وتذكرها الأجيال جيلاً بعد جيل، فقد سقط أكثر من 100 ألف من متمردي ميليشيا الدعم السريع ومرتزقتهم على تخوم وأسوار سلاح المدرعات وتناثرت جثثهم وأشلاءهم حتى ضاقت بها أرض المدرعات الشاسعة ما رحبت، هذا فضلاً عن الغنائم من المعدات والأسلحة والمجنزرات والآليات الحربية التي تركها المتمردون وولوا هاربين من أرض النزال دون أن يكثروا لموتاهم وجثثهم.
هزيمة حميدتي نفسياً:
لقد ارتبطت محاولات ميليشيا الدعم السريع إسقاط سلاح المدرعات، وإخضاعه لسطوتها، بدلالات عاطفية ونفسية تخصُّ قائدها الهلاك محمد حمدان دقلو حميدتي الذي رفضت قيادة سلاح المدرعات، منذ بواكيـر ثورة ديسمبر 2018م، وجوداً لقواته داخل أسوار سلاح المدرعات، حيث كانت ميليشيا الدعم السريع، تتوزع وتنتشر داخل المؤسسات والوحدات العسكرية، بل رفضت قيادة سلاح المدرعات حتى أن يزورها أو يتفقدها قائد الدعم السريع، كما كان يفعل في الوحدات العسكرية الأخرى، وهي مواقف أسرَّها “حميدتي” في نفسه، وحاول مع اندلاع التمرد وإشعاله فتيل الحرب، أن يشفي غليل صدره المبوء بأمراض الحقد والغيظ من خلال محاولة الاستيلاء على سلاح المدرعات، وإخراج لسانه في وجه المؤسسة العسكرية، ولكنه لم يكن يدرك طبيعة الجندي المدرع الفدائي الذي يرفض الخنوع والذلة ويبذل في سبيل وطنه وكرامته روحها رخيصة.
مسؤولية مجتمعية:
ورغم الحصار الخانق الذي مارست ميليشيا الدعم السريع ومرتزقتها على سلاح المدرعات لقرابة عامين إلا أن ذلك لم يمنع الدروع من الاضطلاع بمسؤولياتهم المجتمعية والوطنية تجاه المواطنين، فتحركت إلى الفضاءات المجاروة لها من الاحياء السكنية، وقامت باحتواء المواطنين المتأثرين بالحرب وإيوائهم وتقديم الخدمات الضرورية، وتوفير احتياجاتهم الأساسية، ولم يغفل أشاوس الدروع المواطنين الأجانب الذين كانت تحتجزهم مليشيا الدعم السريع، فقامت بمداهمات واسعة بالتنسيق والتعاون مع القوات المساندة من الشرطة والأمن والمستنفرين، بمداهمة أوكار الميليشيا التي كانت مسرحاً لمختلف أنواع الجرائم، من المخدرات ومقتنيات المواطنين المنهوبة، فاستطاع أشاوس الدروع إجلاء العشرات من المواطنين الأجانب من مختلف الجنسيات والذين كانوا عالقين في الأحياء المجاورة لسلاح المدرعات، بما فيهم مصريون، وأثيوبيون، وأريتريون، ومواطنون من سيرلانكا، وتايلاند، وغيرها، حيث تم ترحيلهم جميعاً إلى أماكن آمنة قبل تسليم للسطات المختصة ليتم تفويجهم إلى أوطانهم.
عطاء وشهداء:
ولم يقتصر وجود قوات الدروع داخل منطقة الشجرة العسكرية، بل امتدت مجاهداتهم لتشمل العديد من محاور وجبهات القتال التي توزعت وانتشرت فيها دبابات سلاح المدرعات تقاتل جنباً إلى جنب الوحدات العسكرية المختلفة، وقد أبلت الدروع بلاءً حسناً في كل المواقع التي شاركت فيها، وقدمت أرتالاً من جواهر ونواضر الشهداء كان آخرهم الشهيد العقيد عوض الكريم أب شنب أحد أبرز قادة الدروع الشجعان الأكفاء الذي سلم روحه الطاهرة إلى الله سبحانه وتعالى أمس الاثنين السابع عشر من رمضان في ذكرى معركة بدر الكبرى، وما أعظمها من ذكرى ومن يوم خالد، وما أعظمه من شهيد لحق بزمرة الشهداء الذين قدمهم سلاح المدرعات وفي مقدمتهم اللواء أيوب عبد القادر محمد، وصحبه من الغُّر الميامين الذين سِيقوا إلى الجنة زمراً ليخلدوا فيها جزاءً بما قدموا في سبيل الله، وفي سبيل أن يعيش السودان خالياً من الجنجويد الأجناس المناكيد.
خاتمة مهمة:
وهكذا فإن ما سطره سلاح المدرعات من صمود وصبر وثبات على مكاره الميليشيا على مدار سنتين كاملتين يحكي روح الصلابة والبسالة والشجاعة التي تميز أشاوس وأبطال سلاح المدرعات الذين انبروا لميليشيا آل دقلوا وقاتلوها رغم فوارق الإمكانيات في بواكير الحرب، فهزموها شرَّ هزيمة، وإن يكن منكم مائة صابرة، يغلبوا مئتين، وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله، هكذا كانت عقيدة الدروع الذين قاتلوا الميليشيا المتمردة بصبرهم وإيمانهم قبل أسلحتهم وسنانهم، فبلورا حقيقة:
أنَّ المـدرَّع جُندُه متفـــاني ،،،،، قـد هزّه شــــــــوقٌ وهزّ كيـــاني
طربوا إذا سمعوا الرصاص مغنياً ،،، رقصوا مع الجنزير للألحانِ