*حسين خوجلي يكتب: برقية إلى نخب الرزيقات والمسيرية (الصامتون) صمت القبور في أزمنة النصيحة والافصاح*

هذه رسالتنا إلى نخب الرزيقات والمسيرية وبعض القبائل الدارفورية التي تماهت مع العصابة والجريمة نقول صارخين وهاتفين في شفقة تماثل الحزن والأسف، إن لم تحرككم وتهزكم:

** عاصفة الموت المجاني لشبابكم لصالح المؤامرة والأجنبي موت جعل فرقانكم مترعة بالأيامى واليتامى والأرامل والشيوخ والعذابات المادية والمعنوية التي ملأت الصحارى قفراً على قفرها والحواكير بؤسا على بؤسها.

** إن لم تحرككم هذه المجازر التي طالت كل بقاع السودان وبيوت الغبش الآمنين في الحواضر والقرى قتلاً واغتصابا ونهباً وأنتم تنظرون في بلاهة وغباء تاريخي.

** وإن لم تحرككم وتهز مشاعركم الميتة كل الذي جرى في البنية الأساسية لبلادنا للمشافي التي تداويتم فيها، والمدارس التي فكت عنكم أسر الجهالة، والجامعات التي قدمتكم للمجتمعات للداخل والخارج وزراء وتكنوقراط ورجال أعمال وحكام. نسيتم كل ذلك وحطمتم بايديدكم كل ذلك ليس في الوسط وحده، بل حتى في دياركم وما الذي حدث في الجنينة ونيالا وزالنجي والضعين ببعيد.

** إن لم تحرككم هذه المجازر التي تنفذ بحرفية عالية على يد العصابات من ابنائكم والمرتزقة من وراء الحدود، تلك المجازر التي طالت كل برئ ليس له علاقة بالحرب أو بالثروة أو بالحكم والحاكمية. حدث هذا وأنتم تحدقون بلا مبالاة بمجازر اهلكم في مخيم زمزم وأبو شوك ومخيم عطبرة ومجزرة الأمس بالصالحة التي قال قاتلها المجرم جار النبي على كل الاذاعات والقنوات والميديا ( نعم ساذبحكم بسكيني ولن أخير فيكم طلقة واحدة)
لم تحرككم كل هذه المجازر التي جعلت الأرض جرداء والقلوب والحاضر والمستقبل.

** لم تحرككم هذه الدعاوى البائسة التي تدين دولة ٥٦ التي كنتم نوابها ووزراءها ورؤسائها واحزابها، لم تحرككم الشتيمة والبذاءات التي تطال الاباء المؤسسيين من المدنيين والعسكريين الذين صنعوا بذكاء الاستقلال من داخل البرلمان دون أن يسكبوا قطرة دم واحدة، وانتم تعلمون أن عواصم مجاورة سكبت أنهرا من الدماء في سبيل حق تقرير المصير والاستقلال.

** لم يحرككم هذا العنف اللفظي اليومي الذي يوجه للنخبة والقبائل النيلية تلك التي آختكم وعلمتكم الاعتدال والوسطية واحترام القانون، واصبحتم جزءا اصيلا من سياستها واجتماعها وثقافتها وفنونها.

** لم تحرككم كل هذه المرافعات المكتوبة بالدم والدموع والأنين كأنما قُدِدتم من صخر وصنعتم من نار كما خلق الشيطان.
لقد آثرتم المنافي والمرافئ والمال الحرام والصمت المريب عن الحق والحقيقة صمت الجبناء المنحازين للجريمة والعصابة والأجنبي والكراهية والعدمية في سبيل حفنة من الدولارات ووعد كاذب بالدولة المستحيلة والسلطة القابضة والاستوزار الهباء.

هنيئاً لكم بهذا الرزق الرخيص وهذه الاستكانة المشهودة وهذا التولي عن كل القيم التي كان الشعب يظن أنكم انتبهتم لها نظرا وتطبيقا. إنكم تأكدون بهذا السقوط التاريخي المخزي بأنكم تنتمون لأصول ومعتقدات لا علاقة لها بالوطنية ولا بالدين ولا بالانسانية، ولكن عليكم أن تقلبوا صفحات التاريخ تدبرا فمتى انتصرت عصابة على شعب ومتى سمقت همجية فوق حضارة ومتى كتبت القيادة لعملاء ومرتزقة وخونة وابقين؟

وقد صدق رب العزة في كتابه وهو أصدق القائلين بآيات كأنها نزلت في حقكم اليوم اليوم وسار بها الدعاة والكادحين والصابرين (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106)

مقالات ذات صلة