:: كنت رافضاً لسئ الذكر الذي تسبب في هذه الحرب اللعينة،كما أقر بذلك زعيم مليشيا آل دقلو الارهابية،و هو المسمى بالاتفاق الإطاري .. ومع ذلك بتاريخ يونيو ٢٠٢٢، عندما هدد الناظر ترك بإغلاق الموانئ بالمتاريس رفضاً للاتفاق الإطاري، كتبت رافضاً التهديد وناشدت الناظر بالكف عن هذا التعبير غير المشروع..!!
:: وقبل تهديد الناظر ترك، ومنذ أن كان نشطاء تلك المرحلة يهتفون بغير وعي : (المجدللمتاريس، المجد للساتيك)، ويغلقون الشوارع بعد تكسيرها ، كتبت ما يزيد عن عشرين زاوية، رافضاً التعبير عن الرأي بتكسير الأعمدة و الإنترلوك وإغلاق الشوارع، لأن هذا الاغلاق نوع من العنف غير المشروع ضد المجتمع، وليس الحكومة ..!!
:: فالحمد لله، مبدئيون في مواقف الحياة..ولسنا نشطاء متناقضين، بحيث نهتف للمتاريس إن كانت (لنا) ونهتف ضدها إن كانت (علينا) ..فالمتاريس هي المتاريس، وسيلة تعبير خاطئة، وهذا ما وثقناه قبل خطاب رئيس مجلس السيادة الأخير بسنوات، أي عندما كان لصوص الثورة على سدة السلطة هائجون ..!!
:: وكثيراً ما كتبت ناصحاً لحكومة نشطاء تلك المرحلة و عملاء الامارات حالياً بأن المواكِب والمسيرات من التعابير السياسية المشروعة في عالم السياسة، بل هي تعني الوعي و التحضر، ولكن بشرط ألا تكون مصدر توجُّس للمجتمع أو سبباً لتعطيل حياة الناس ومهدداً لحياتهم، مع عدم الانحراف نحو العنف.. كثيراً،،كثيراً..!!
:: ومع ذلك، فالنشطاء لم يستبينوا النصح إلا وهم مرفوعين على ظهر تاتشرات عبد الرحيم دقلو هرباً من مواجهة الحرب.. وسائل التعبير في تلك المرحلة كانت تتنافى مع قيم الديمقراطية،ومنها ظاهرة إشعال النار في النفايات والإطارات وإغلاق الشوارع وتكسيرها ..ناشدتهم بالتخلص من هذه الظاهرة بالتوعية والقانون، لكنهم كانوا في ضلال السلطة ..!!
:: المهم ..المجد ليس للبندقية إلا عندما تكون مصوبة نحو العدو، كما الآن ، كذلك المجد ليس للعبث والفوضى والتخريب باسم الثورة، فالثورة من علامات الوعي، ولذلك فان المجد كان ولا يزال و سيظل للوعي ..فليكن شعارنا (المجد للوعي )، بحيث لانغلق الشواع ونخرّب بلادنا، وبحيث لانتخذ البندقية وسيلة للحٌكم ..!!
:: وطالبنا – ولانزال وسنظل – نطالب الشرطة والأحزاب بحماية المسيرات، بحيث تكون منظمة، وتحدد الشرطة مساراتها وتوقيتها بالتنسيق مع القائمين أمر المسيرات، وهذا ما يسمى بإحترام الحقوق.. وبالمناسبة، لماذا لم تضع حكومة الملقب بالمؤسس آنذاك قوانين و لوائح تُنظم المسيرات؟، كما الحال في دول العالم المتحضر..!!
:: فالمؤسس الخادم في بلاط الكفيل حالياً، كان يعمل في المنظمات سابقاً، ويعلم بأن للمواكب قوانين تنظمها، أي هي ليست فوضى، بحيث من يغلق من يشاء من الطرق ما يشاء..ولو كان الأمر كذلك، لأغلقت الجالية السودانية بلندن وجنيف كل الشوارع المؤدية إلى الفنادق التي يرتادها عميل الامارات بالندوات والمؤتمرات و الإقامات..!!
:: صحيح، الديمقراطية لا تعني أن يبقى الشعب قابعاً كالأنعام في (حظيرة الوطن)، ولا الحرية تعني أن يكون المواطن في حالتي السكون والجمود وعاجزاً عن الرفض، وكل هذا لا يعني التخلي عن (السلمية) في أفعالنا وأقوالنا..فالتعبير السلمي يعني نضج الدولة المدنية، ويجب ترسيخه في المجتمع، ولم يكن سلماً تحطيم لوحات الاعلانات لإغلاق الشوارع ..!!
:: على كل، فلنأمل – ونعمل – ألا يعود سودان ما قبل الحرب بذات التفاصيل التي أشعلت الحرب ..فليعد السودان حُراً، ديمقراطياً، قوياً، خالياً من البنادق غير بنادق الجيش، وخالياً من العُملاء غير عُملاء البنوك.. أما للحبيب عُمر دقير، إن لم يكن قد إتعظ من دروس الفوضى، فليس لي من قول غير قول محمود درويش مع التعديل :
وإن أعادوا لك اللساتيك، فمن يُعيد لك خالد عجوبا .؟