*تحرير الخرطوم.. بقلم الراحل المقيم الشريف زين العابدين الهندى*

 

أنصار الدين هم جمهرة من أتم البيعة لله ورسوله على يد “الامام محمداحمدالمهدى” وبذلوا نفوسهم ونفيسهم واتخذوا الجهاد مبدأ ، والاستشهاد وسيلة ، والقتال اسلوبا لتصحيح مسار الدين وحرية المواطنيين فاثابهم الله فتح الخرطوم واعادة الاستقلال فكانت دعوة الامام المهدى عقيدة ، وحرية ، واستقلال ، مجمع ثالوث المطالب الانسانية ، وطلاب الاستقلال ، فانتصرت بقوة ايمانها هازمة اعتى الجيوش ، وامضى الاسلحة فى ذلك الزمان وتسارع الناس كلهم فى الاستجابة للثورة وطاروا اليها زرافات ووحدانا ، رجالا وعلى كل ضامر يطبقون أفاق السموات والارض بشعار الثورة “الله اكبرولله الحمد” ، ويرددون أهازيج النضال بعصماوات الاناشيد:
الحرب صبر واللقاءثبات**والموت فى شأن الاله حياة

وعند انتصار الدعوة بثورتها ، وبلوغ غايتها ، استشهد باعثها وقائد نصرها ورمزها الامام محمداحمدالمهدى ولم يمضى على الفتح الاستة اشهر.

حيث قامت الدولة المهدية بعده بقيادة الخليفة “عبدالله التعايشى” الذى أدارها ثلاثة عشر عاما رغم تربصات الخارج وردود فعل الداخل .مما يحدق بدولة ناشئه فى اخريات القرن التاسع عشر ، قرن الهياج الاستعمارى وأقتدار القوى المستهينه بضعاف العالم ومتخليفيه.

لم ولن يبعثر التاريخ فى أقدامة مسيرات الأمم التى تتمسك بتراثها ولم يمحو من ذاكراته سيرة الشعوب التى لم تنتشر حلقات تكوينها فى سلسلة الحياة الممتدة من ماض مجيد عبر حاضر دائب نحو مستقبل قشيب جديد.

فالأمم والشعوب والحضارات هى ماضيها بلانسيان وتاريخها بلا انقطاع وخاضرها بلا فصل ومستقبلها المؤسس على قاعدة أرثها النضالى عبر القرون ..

ولن تجد امة تنكبت عراقة طريقها وطوت ذاكرتها النسيان وأضاعت ذكرياتها الا وكانت متخبطة فى دنيا ضياع السنين وتائهة عن ركب الحضارات الممعن المزدخم ولاشية فى قرار الحيرة والضياع بين الأمم .

وما الأمة الا نسيج أرثها وتراثها وهو تاريخها الذى مد لحمتها وسداها بالروح المعنوى الذى يعينها على تحمل مشاق الطريق ويبرد غلتها فى هجير النضال ويظلها فى صحراء الكفاح ويحدو ركبها فى خبب الركبان التى ترتاد آفاق التقدم والرقى والأزدهار..

تاريخها زادها ومنطلقها وحاضرها مضيه وعبوره ومستقبلها هدفه ومبتغاه.

المجد والخلود للاكرم منا جميعا..

مقالات ذات صلة