في اليوم العالمي للقلب، يقف مجتمع القلب في السودان إجلالاً وتقديراً لقامة علمية وأكاديمية شامخة، البروفيسور صلاح محمد إبراهيم الباشا ، مدير المركز القومي للقلب، الذي كرّس حياته المهنية والعلمية لخدمة إنسان السودان وإرساء دعائم تخصص القلب في بلادنا. فمنذ تخرجه في كلية الطب بجامعة الجزيرة، مروراً بزمالاته من الكلية الملكية البريطانية في لندن والكلية الملكية الإيرلندية في دبلن، وحصوله على شهادة التخصص العليا الأوروبية، ظل البروفيسور الباشا مثالاً للطبيب العالم الذي جمع بين التميز الأكاديمي والريادة العلمية.
لقد وضع بروفيسور الباشا بصماته في مسيرة خدمات الطب القلبي بالسودان عبر أدواره القيادية رئيساً لقسم القلب بمستشفى الشعب التعليمي ثم مديراً للمركز القومي للقلب منذ العام 2013 وحتى اليوم، حيث كان البروف هو المؤسس لمظلة العلاج المجاني للقسطرة القلبية منذ ابريل من العام 2018م، ثم سعى بجهد متواصل حتي تم إدخال جراحة القلب المفتوح للأطفال وأستقطب البروف دعم الدولة لبرنامج جراحة القلب كبار.* وعزز ذلك ببناء قاعدة بيانات وطنية لبرامج القلب المجانية، كما عمل على توسعة خدمات القلب بإنشاء مراكز متخصصة في عدد من الولايات.
كان للبروفيسور دور محوري في تطوير التعليم الطبي؛ إذ أسس تخصص القلب بالمجلس القومي للتخصصات الطبية، وترأس مجلس القلب منذ العام 2013 ، تتلمذ على يديه أكثر من ثلاثة وأربعين اختصاصي قلب.
عمل البروف كأستاذ للباطنية والقلب بعدد من الجامعات السودانية كجامعة الخرطوم ،الجامعة الوطنية، جامعة النيلين ،وجامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا، لبروفيسور الباشا رصيد علمي معتبر يتمثل في مشاركته في المؤتمرات الإقليمية و الدولية وأبحاثه المنشورة التي تجاوزت الواحد وعشرون بحثاً في مجلات علمية مرموقة، وقد تُوج عطاؤه العلمي والمهني بنيله مؤخراً جائزة بروفيسور بشري بن عوف للتميز الأكاديمي والمهني، تقديراً لريادته وإسهاماته البارزة في خدمة انسان السودان .
إن ما قدمه بروفيسور صلاح الباشا من عطاء علمي ومهني وإنساني، وما أحدثه من أثر عميق في مسيرة خدمات القلب بالسودان، جعل تكريمه اليوم واجباً ُتمليه قيمة إنجازاته وريادته، واعترافاً بفضل رجل حمل همّ وطنه ومرضاه، وأثبت أن القلب الذي يخدم الناس لا يتوقف عن النبض.