متابعات _ محمد جمال قندول
أطلّ رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان مساء أمس الاثنين في خطاب مهم تحدث فيه مخاطبًا الشعب عن التطورات العسكرية التي حدثت بفاشر السلطان.
البرهان جدد تأكيداته بالمضي قدمًا في تطهير كل الأرض من ميليشيات آل دقلو الإرهابية. وأكد بأن النصر سيكون حليفا للشعب السوداني وقواته المسلحة.
محطة
وقال رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إنّ الجميع تابع ما حدث في الفاشر، كاشفًا بأن القيادة الموجودة هنالك بما فيها لجنة الأمن قدروا تقديرات بمغادرة المدينة نسبة لما تعرضت له من تدمير ممنهج وقتل ممنهج للمدنيين.
وتابع بأنهم وافقوا على أن يغادروا المدينة ويذهبوا إلى مكان آمن حتى يجنبوا بقية المواطنين وبقية المدينة الدمار.
وأضاف قائد الجيش بأن ما حدث محطة من محطات العمليات العسكرية التي فرضت علينا كشعب سوداني، مؤكدًا ثقته بأن الشعب السوداني سينتصر والقوات المسلحة السودانية ستنتصر لأنها مسنودة بالشعب ويقاتل معها كل أبناء الشعب السوداني بدءًا بالقوات المشتركة، وقوات خشن، والمستنفرين، وجميع من يقاتل في صف القوات المسلحة. وأضاف: “ونحن نقول إنّ هذا الشعب سينتصر وأن هذه المعركة ستحسم لصالح الشعب السوداني”.
ويأتي خطاب رئيس مجلس السيادة في أعقاب التطورات العسكرية التي حدثت بمدينة الفاشر خلال اليومين الماضيين بالهجمات الغادرة لميليشيات الدعم السريع والمرتزقة الذين يقاتلون في جانبهم.
النصر
البرهان أضاف بأن عهدهم مع الشعب السوداني قائم أن القوات المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية والقوات الأخرى قادرين على تحقيق النصر تلو النصر، مشيرًا إلى أنهم يستطيعون قلب الطاولة في كل مرة واستعادة كل أرض دنسها هؤلاء الخونة إلى حضن الوطن.
وأكد قائد الجيش عزمهم وقدرتهم على المضي قُدُمًا في تطهير هذه الأرض من كل دنس ومن كل رجس والقضاء على هؤلاء المرتزقة القتلة المأجورين.
البرهان قدم التحايا خلال خطابه للشعب وكل شرفاء السودان، كما ترحم على أرواح الشهداء في كل مكان، وخص بالذكر شهداء مدينة فاشر الصمود التي قدمت وقدم أبناؤها جميعاً دروسًا في الوطنية ودروسًا في الشجاعة في نكران الذات.
وجدد رئيس مجلس السيادة تأكيداته بأنهم عازمون على الاقتصاص لكل الشهداء، وتابع: سنقتص لما حدث لأهلنا في الفاشر، الجرائم التي ارتكبت الآن في الفاشر وارتكبت قبل ذلك في كل بقاع السودان على مرأى ومسمع من العالم، مخالفات قرارات مجلس الأمن، كل الأعراف الدولية الآن يتم انتهاكها ولا أحد يتحدث عن ذلك ولا أحد يحاسب.
وأكد البرهان قائلاً: “نحن كشعب سوداني سنحاسب هؤلاء المجرمين، نحن كسودانيين سنقتص لأهلنا الذين لحق بهم الظلم ولحقتهم هذه اليد الغادرة، اليد العدائية، اليد التي لا تنتمي لهذا الشعب السوداني”.
مشروع وطني
وعلّق الخبير العسكري العميد جمال الشهيد على فحوى خطاب رئيس مجلس السيادة وقال إنّ توقيته بمثابة رسالة ثقة وطمأنينة للشعب السوداني، ورسالة تحدٍّ للميليشيا وداعميها بأنّ زمن التهاون قد انتهى، وأن السودان بجيشه وشعبه ماضٍ نحو النصر الحتمي واستعادة سيادته الكاملة على ترابه الوطني.
الشهيد في معرض تفكيك ظهور قائد الجيش أمس ذهب إلى أن حديث البرهان حمل مؤشرات استراتيجية واضحة على أن القيادة العسكرية دخلت مرحلة جديدة من الحسم الميداني.
زاد محدّثي بأن ملامح الغضب التي اعترت البرهان وهو يتحدث لم يكن انفعالاً عابراً، بل تعبيراً عن قرار إرادة وطنية حازمة بإنهاء هذه الحرب وفق شروط الدولة وليس تحت ضغوط الخارج.
ويضيف العميد جمال بأنّ ما ورد في خطاب رئيس مجلس السيادة اتسم بوضوح غير مسبوق في لهجته العسكرية والسياسية، وبعث برسائل قوية في ثلاث اتجاهات: إلى الشعب، وإلى الجيش، وإلى المتمردين ومن يقف خلفهم.
ويرى الشهيد بأن استهلالية خطاب قائد الجيش بتحية جماهير الشعب السوداني التي ظلت تسند قواتها المسلحة في كل ميادين الشرف، وترحمه على شهداء معارك الأمس في الفاشر، الذين سطروا بدمائهم ملحمة وطنية جديدة في وجه العدوان الغادر الذي استهدف المدنيين والأحياء السكنية ومقرات الجيش لم تكن مجرد كلمات عاطفية، بل جاءت لتؤكد أن المعركة لم تعد بين جيش وميليشيا، بل بين مشروع وطني أصيل ومخطط خارجي يسعى لتمزيق السودان عبر وكلاء مرتزقة من تشاد، وليبيا، وكولومبيا، وجنوب السودان.




