*تحركات مكوكية للسفراء لفضح جرائم ميليشيا آل دقلو الإرهابية.. “الدبلوماسية”.. الوجه الاخر للمعركة*

تحركات مكوكية للسفراء لفضح جرائم ميليشيا آل دقلو الإرهابية..

“الدبلوماسية”.. الوجه الاخر للمعركة

السفير بأذربيجان عقد مؤتمرًا صحفيًا وقدم تنويرًا شاملاً لجرائم الميليشيا..

العاصمة الإريترية “أسمرا” كانت مركزا آخر لفضح التمرد..

سفير السودان بـ”تونس”: الجيش سيستعيد مدينة الفاشر قريبًا..

القائم بالأعمال في إنجمينا طالب المجتمع الدولي بتصنيف الميليشيا “إرهابية”..

مؤتمرات صحفية لسفراء مصر والمغرب وإثيوبيا اليوم وغدًا ..

حراك الخارجية بعد جريمة الفاشر شكّل تحوّلًا نوعيا فى الأداء الدبلوماسي ..

متابعات : محمد جمال قندول

في إطار الحراك الدبلوماسي الكبير المفضي لفضح انتهاكات ميليشيا الدعم السريع وجرائمها غير المسبوقة، كانت هنالك أمس وقفات فى محطات خارجية ساهمت في إزالة التغبيش ورفع الوعي الإقليمي والدولي إزاء ما يحدث من جرائم فى الفاشر نحاول رصدها في المساحة التالية.

استنفار قصوى

واحتضنت باكو عاصمة أذربيجان مؤتمراً صحفياً لسفير السودان أنس الطيب الجيلاني والذي قدم تنويرًا شاملاً عن مجريات الأحداث بالبلاد والجرائم التي اقترفتها ميليشيا الدعم السريع ضد المدنيين العُزل.

السفير أنس ذكر بأن ما جرى يُعد “تطهيراً عرقياً وإبادةً جماعيةً مكتملة الأركان”، مشيرًا إلى أن حاضرة شمال دارفور تواجه أوضاعًا إنسانية في غاية السوء، داعيًا مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى تصنيف ميليشيا الدعم السريع كمنظمة إرهابية ومحاكمة قادتها ومن يدعمهم.

واعتبر السفير أنس الطيب بأن ما جرى في السودان يمثل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي يقف عاجزًا ومتقاعسًا عن أداء مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه حماية المدنيين.

المؤتمر الصحفي الذي عقده السفير أنس أمس السبت، شهد حضورًا إعلاميًا كبيرًا، حيث حضره عدد من ممثلي وكالات الأنباء الأذربيجانية، إلى جانب مجموعة من الصحفيين والإعلاميين المحليين الذين تناولوا تصريحات السفير باهتمامٍ واسع.

الحراك الدبلوماسي لم يقف في باكو فقط، حيث كانت العاصمة الإريترية أسمرا موقعًا آخر لفضح التمرد، وذلك حينما نظمت جمهورية السودان مع الجالية السودانية في أسمرا منتدى حمل عنوان (كلنا الفاشر)، بتشريف مدير عام الشؤون الأفريقية والشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإريترية، وسفير دولة إريتريا بالسودان، ورئيس تحرير صحيفة (إريتريا الحديثة).

السفير أسامة أحمد عبد البارئ سلط الضوء على انتهاكات عصابات آل دقلو بالبلاد منذ بدء الحرب ومرورًا بأحداث فاشر السلطان. وأكد بأن القوات المسلحة ستظل سدًا منيعًا حيال أي مؤامرة تُحاك ضد الوطن.
واورد السفير أسامة حيثيات قوية تعضد اتهام المليشيا بارتكاب جرائم حرب وإبادة وانتهاكات ضد الإنسانية وممارسات تطهير عرقي كانت كافية للفت الأنظار إلى فداحة ما اقترفته المليشيا بحق الانسانية فى الفاشر .

وفي السياق، قال سفير السودان في تونس البخاري غانم إنّ القوات المسلحة السودانية ستستعيد قريبًا مدينة الفاشر، داعيًا المجتمع الدولي لتصنيف ميليشيا قوات الدعم السريع منظمة إرهابية.

فيما شهدت كذلك جنيف تحركات ماكوكية المندوب الدائم السفير حسن حامد حسن والذي قدم
تنويراً بالمفوضية السامية لحقوق الإنسان الي جانب عدد من المنظمات الدولية بشأن فظائع المليشيا الإرهابية في الفاشر وبارا
السفير حسن طاف المنظمات علي الأوضاع بمدينة الفاشر مرحبا ما شهدتها من أحداث مأساوية والتي وصلت لتصفية المدنيين على أساسٍ عرقي .

وفي السياق قال السفير السوداني البخاري في حوار خاص مع وكالة تونس أفريقيا للأنباء ، إنّ الجيش السوداني في “حالة استنفار قصوى وسترد بقوة على ميليشيا قوات الرد السريع، لمحاسبتها على جرائمها الفظيعة التي طالت آلاف المدنيين”، مشيرًا إلى أن أكثر من 400 مدنيًا مريضًا بأحد مستشفيات الفاشر كانوا قد تعرضوا لعملية تصفية جسدية خلال يوم واحد فقط على أيدي مرتزقة قوات الدعم السريع، دون أي ذنب.

القوة الدبلوماسية

وطالب القائم بالأعمال في السفارة السودانية بإنجمينا السفير عبد الله أبكر المجتمع الدولي بتصنيف ميليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية ومحاسبة الإمارات العربية المتحدة على جرائمها في السودان.

وكان القائم بالأعمال السفير عبد الله قد خاطب القائم بالأعمال الخارجية التشادية وكافة السفارات والمنظمات الدولية المعتمدة في تشاد بمذكرات باللغتين العربية والفرنسية، مستعرضًا الجرائم غير المسبوقة لميليشيا الدعم السريع.

هذا وينتظر أن يعقد سفراء مصر والمغرب وإثيوبيا مؤتمرات صحفية اليوم وغدًا لمواصلة كشف ما تقوم به عصابات آل دقلو الإرهابية من انتهاكات وجرائم إبادة جماعية.

الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي د. عمار العركي ذكر بأن الحراك الدبلوماسي الذي أعقب جريمة الفاشر لم يكن مجرّد ردّة فعل عاطفية، بل شكّل تحوّلًا نوعيًّا في أداء الدبلوماسية السودانية التي انتقلت من موقع الدفاع إلى موقع الفعل والمبادرة، بعد أن وضعت المجتمع الدولي أمام مسؤوليته الأخلاقية والقانونية تجاه ما جرى.

وأضاف العركي لـ”الكرامة” أنه منذ اللحظات الأولى لوقوع المأساة، تحرّكت وزارة الخارجية السودانية عبر بيانات حاسمة واتصالات مكثفة مع العواصم الإقليمية والمنظمات الدولية، مطالبةً بتصنيف ميليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية، ومحمّلةً الإمارات المسؤولية الكاملة عن دعمها بالمال والسلاح والمرتزقة.

وفي الوقت نفسه، نشطت السفارات السودانية في الخارج عبر مؤتمرات صحفية ولقاءات مع وسائل الإعلام وممثلي الدول، لتوضيح الحقائق الميدانية بالصوت والصورة، مقدّمة أدلةً دامغة على الجرائم التي ارتكبتها الميليشيا في الفاشر ودارفور.

وتابع بأن مدن مثل لاهاي، وبرلين، وأنقرة، وأديس أبابا، أصدرت بيانات متزامنة من البعثات السودانية تؤكد الموقف الرسمي، وتدعو لاتخاذ خطوات عملية لوقف الدعم الخارجي للمتمردين، بينما قدّم الوفد السوداني في نيويورك مذكرة رسمية إلى مجلس الأمن تطالب بتصنيف قوات الدعم السريع كـ«ميليشيا إرهابية» ومحاكمة قادتها على جرائم الحرب والإبادة.

وأشار العركي إلى أن الحراك أعاد للدبلوماسية السودانية حيويتها ومركزها القيادي في معركة الوعي الدولي، بعد شهور من محاولات التعتيم والتشويش الإعلامي التي قادتها أطراف داعمة للميليشيا.

وزاد: لعل أهم ما يميّز هذه المرحلة هو أن الخطاب السوداني أصبح أكثر صراحةً وحزمًا، فلم يعد يتردد في تسمية الجهات المتورطة أو التلويح بإجراءات مقابلة ضد الدول التي تغض الطرف عن الجرائم.

ويضيف د. عمار بأن الخطاب الأممي والغربي لا زال يدور في دائرة “القلق العميق” و”الدعوة إلى ضبط النفس”، كانت فيما خاضت الخرطوم معركتها الدبلوماسية بعزمٍ واضح، تنقل المعركة من الميدان إلى المنابر، وتُعيد رسم السردية الحقيقية للصراع أمام الرأي العام الدولي.

واختتم العركي إفادته بأن النشاط الدبلوماسي السوداني اليوم هو المحكّ والمحرك الأساس في معركة الوعي والموقف، وهو الذي يفتح الطريق أمام السودان ليكسب معركة الشرعية والعدالة معًا — لا بالبيانات وحدها، بل بتفعيل أدوات القوة الدبلوماسية والسياسية والإعلامية، لتكون الفاشر منطلقًا لتحرك سوداني جديد أكثر ثقةً وتأثيرًا في ساحات القرار الدولي.

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole