في العام 1919 تحركت الباخرة الملكية البريطانية من مرفأ برؤوت (بورتسودان) على البحر الأحمر إلى لندن وكانت تحمل قيادات السودان الدينية والقبلية والطائفية الآتية أسماؤهم :
• السيد علي الميرغني زعيم الطائفة الختمية
• السيد عبد الرحمن المهدي زعيم طائفة الأنصار
• السيد الشريف يوسف الهندي
• الشيخ علي الطيب هاشم – مفتي السودان
• الشيخ أبو القاسم أحمد هاشم – رئيس هيئة العلماء
• الشيخ إسماعيل الأزهري – قاضي دارفور
• الشيخ عوض الكريم أبو سن – وكيل ناظر الشكرية
• الشيخ إبراهيم موسى – ناظر الهدندوة
• الشيخ علي التوم – ناظر الكبابيش
• الشيخ إبراهيم محمد فرح – ناظر الجعليين
وكان غرض زيارة الوفد تهنئة الملك جورج الخامس بالنصر في الحرب العالمية الأولى ، وفي الطريق كان النقاش حول قضايا السودان وأي زول بيقول رايو لي حل مشاكل البلد لكن “ود أب سن” كان ساكت .. رئيس الوفد السيد علي الميرغني قال ليهو مالك يا شيخ العرب ساكت ؟؟
الشيخ قال ليهو لو دايرين البلد تتصلح .. الباخرة دي تغرق ست بي الفيها ..
وصلت الباخرة بسلام في 28 يوليو عام 1919م وقابل زعماء السودان الملك جورج الخامس في قصر باكنجهام ، وقدم رئيس الوفد السير علي الميرغني خطاباً جاء فيه :
(بالإنابة عن أنفسنا وكل الشعب السوداني نتقدم- وبكل تواضع- إلى جلالتكم بتهانينا القلبية على الانتصار المجيد الذي أحرزته جيوشكم ، إن صلابة وثبات جنود الجيوش المتحالفة في غضون سنوات الحرب الطويلة والرهيبة هو ما أدى إلى هزيمة العدو هزيمة ساحقة وإن انتصار جلالتكم الباهر هو ما انتزع إعجاب أهل السودان وأفعم قلوبهم بالبهجة والسرور ، وقد بذلت الآلاف المؤلفة من جنود الجيوش المتحالفة دماءهم رخيصة من أجل الدفاع عن حقوق الشعوب الصغيرة ولتخليصهم من نير الظلم والاستبداد والعبودية )..
ثم ألقى السيد عبد الرحمن المهدي هذه الكلمة :
(جلالة الملك ، إنني أنتهزُّ هذه السانحة الكريمة لأضع في يدي جلالتكم هذا السيف التأريخي “سيف النصر” الذي كان عند والدي عربوناً حقيقياً للولاء والخضوع لمقام عرشكم السامي وأعدُّ نقل هذا السيف إلى جلالتكم دليلاً قاطعاً ومطلقاً في رغبتي في أن تعدّونني- أنا، وأتباعي- في السودان خداماً مطيعين لكم لقد أظهرت – ولسنوات بعد إعادة احتلال السودان- لرجالكم العاملين في السودان- وبطرق مختلفة- خدماتي وكامل ولائي وهنالك الكثير من أفراد شعبي الذين ينتظرون عودتي عقب مقابلتي جلالتكم ظافراً بكريم عطفكم ويتمنون أن يكونوا من ضمن رعياكم المخلصين وأنا الآن أعرض على جلالتكم خدماتي المخلصة والمتواضعة”..
لكن الملك جوررج أعاد إليه السيف وخاطبه قائلاً: ” أقبل منك هذا السيف وأقدر لكم روح الإخلاص والولاء لنا والتي دفعتكم إلى تقديم هذه الهدية وسأعيد هذا السيف لك ولورثتك ؛ لتحتفظوا به وتستخدموه نيابة عني في حماية عرشي وإمبراطوريتي ودليلاً على قبولي بخضوعكم وإخلاصكم وولائكم أنتم وأتباعكم ، لنا .. )
مرت أكثر من مائة سنة على هذه الواقعة ، لذلك من الضروري أن نعرف ، لماذا كان يجب أن #تغرق_ست ؟؟
يوسف عمارة أبوسن
#حكمة_جدي
منقول