شق علينا نباء رحيل
الأستاذه الدرامية نعمات حماد
كالصاعقه وهي تعتبر
من رائدات المسرح السوداني في عصره الذهبي
مع بنات جيلها
آسيا عبدالماجد ، نفيسه محمد محمود ، فتحية محمد احمد ، تحية زروق وغيرهن
لها تاريخ حافل
وعطاء عامر في دنيا المسرح والفنون
قدمت خلالها مئات من الأعمال الخالده التي شكلت وجدان الشعب السوداني،
الراحله نعمات حماد من
آخر الجيل النضيد الذين عاصروا ملوك الفن الأصيل في تاريخ المسرح السوداني فتشبعت وارتوت من نيل ابداعهم الصادق الخصب ونالت إعجاب السواد الأعظم من أبناء هذا الشعب
شيبا وشبابا ،
فمازال الجميع يتذكرونها ،
ومن اوائل الفتيات اللائي ظهرن علي تلفزيون السودان في ستينيات القرن الماضي مع
بداية بثه و بعد خروجها من التلفزيون كانت تجد كثير من العربات مصطفه تنتظرها
لتري من هذه الفتاة
وتحدت كل المتاعب
والمصاعب التي
واجهتها من قبل المجتمع السوداني لتثبيت للمرأة
مكانتها وكينونتها
وبأنها قادرة وموجوده
ولها صوت عالي ومسموع
فاصبحت حديث الناس
لقد كان نشاطها أكبر من
عمرها
ومحط إعجاب الكثيرين المستنيرين ،
فبدأت في الإذاعة مع فوزية يوسف ، سكينه عربي ، منيرة عبدالماجد ،
قدمها الراحلين حسن عبدالمجيد والفكي عبدالرحمن وشاركت وطافت كل أقاليم السودان المختلفع
مع الأستاذ الفاضل سعيد
ومثلت في رائعة
حمدنالله عبدالقادر
( كشك ناصية) بالإذاعة
وعدد من التمثيليات والبرامج وقدمت للمسرح أعمال تاريخية مثل (تاجوج) (بامسيكا )
(لعنة المحلق)
و(عروس حسب الظروف)
كتبت وأخرجت وأجرت لقاءات تلفزيونية
مع شخصيات عظيمة
وعملت كصحفية متعاونة في مجلة (الصباح الجديد ) (الناس)
الاذاعة والتلفزيون( هناء أمدرمان) وفي عام 1967 تزوجت من الفنان
الكبير الطيب عبدالله
عن طريق شيخ النقاد الراحل ميرغني البكري الذي عرفها بنعمات حماد حيث لعب دورا كبيرا في تلك العلاقه وأحبها الطيب عبدالله بإخلاص
فبأدلته الحب بحب اكبر
فتزوجها وأنجبا الأطباء طارق والهام الذين كانوا سندا لها في هجرتها الطويلة ببريطانيا..
ترجع علاقتي بالراحله نعمات حماد منذ زمن طويل وبنفس القدر بالطيب عبدالله
حيث كان يجورنا في السكن بالثورة
وعند زيارتها للسودان كانت تتصل بي وتسأل عن حالي واحوالي وازورها احيانا بمنزلها بحي بانت الأمدرماني ،
كما تتمتع الراحلة نعمات حماد بصفات حميدة وأخلاق عالية وثقافه وبساطه ومعاملة راقية وأدب رفيع ، وأذكر أنني أجريت معها حوارا مطولا اثار ردود فعل عنيفه وضجه كبرى في ذلك الحين بعد زيارتها الأولي للسودان حكت فيه لأول مره عن قصة ارتباطها بالطيب عبدالله وأعجابها بشخصته
كإنسان فنان وبمهنته كمعلم وشاعريته المتدفقه والملئيه بالرقه والشجن والعاطفة ،
سألتها عن أسباب انفصالها
من الفنان الطيب عبدالله
فقالت لى اكتب بالحرف
الواحد علي لساني ،
انا (نادمة ) ثم( نادمة)
علي ذلك لأنني أحببته بصدق واعترف بانني قصرت في حقه
ودفعت جراء ذلك الانفصال
ثمنا غاليا،
وهذه الصورة في آخر لقاء
جمع بيننا في منتصف
تسعينيات القرن الماضي
بردهات التلفزيون القومي ويظهر معي في الصورة
الأستاذ الجنرال حسن فضل المولي مدير البرامج
بالتلفزيون القومي
وقناة النيل الأزرق السابق،
إلا رحم الله فقيدة المسرح والثقافة والأدب والفن
نعمات حماد
بقدر ماقدمت وأعطت لهذا الوطن من فن راق وأصيل .