*تهريب الدقيق من حلفا الجديدة للمليشيا* ✍️ *عبد الماجد عبد الحميد*

 

هل يتم توفير الوقود والمواد التموينية لمليشيات التمرد بمناطق شرق النيل من منطقة حلفا الجديدة ؟!
البحث عن خيط الإجابة علي هذا التساؤل يبدأ من الواقعة التي حدثت صباح اليوم بحلفا الجديدة حيث تم التحفظ علي 20 عربة جامبو تحمل أكثر من 12 ألف جوال دقيق ومواد أخري كانت في طريقها إلي عمق البطانة ومنها إلي المناطق المحاذية لأم ضواً بان وود أب صالح بشرق النيل وهي مناطق مفتوحة لسيطرة مليشيات التمرد السريع علي مفاصل الحياة هناك ..
دون إبداء أي أسباب واضحة تم إطلاق سراح العربات المذكورة .. وقبل أيام فقط أصدرت المحكمة المختصة بحلفا الجديدة حكماً بمصادرة حمولة دقيق علي عربتين كان في طريقه إلي خارج المدينة بمخالفة واضحة للإشتراطات والمحاذير الأمنية لترحيل المواد التموينية إلي خارج حلفا .. والعربات ال20 التي تم التحفظ عليها اليوم كان مصدقاً لها بحمولة 4800 جوال دقيق لكنها فعلياً كانت تحمل 11800 جوال دقيق ..
المفارقة المحزنة أن محلية حلفا الجديدة عانت خلال الأسبوع الماضي أزمة طاحنة في دقيق الخبز حيث قفز الجوال من 20 ألف جنيه إلي 36 ألف جنيه ..
المدهش أيضاً أن العربات التي تنقل المواد التموينية وخاصة الدقيق تقول أوراق التصديق الرسمية أن هذه المواد تذهب للمواطنين في قري شرق الجزيرة الذين نزح أغلبهم إلي ولايتي القضارف وكسلا التي تأوي النازحين في أكثر من 45 مدرسة داخل كسلا وما حولها !!
أما تهريب الوقود من محلية حلفا الجديدة إلي المناطق المتاخمة لقري سيطرة المليشيا .. فيتم عبر طرق وفنون ظاهرها قانوني وباطنها فيه العذاب الأليم !!
لماذا لا تبحث الأجهزة الأمنية المختصة داخل ولاية كسلا مع صورة لأجهزة الإستخبارات المركزية .. لماذا لا تبحث في الأسرار والكواليس التي قفز بسببها الإيراد الشهري للإدارة العامة للبترول بكسلا من 30 مليار قبل شهرين إلي 170 مليار خلال الشهر الماضي وهو رقم قابل للزيادة خلال الشهر الجاري !!
هنالك تصاديق وقود من الإستخبارات العسكرية والأجهزة الأمنية الأخري تكون وجهتها مناجم الذهب في عمق البطانة .. المثير للدهشة والفجيعة أن مليشيات التمرد في مناطق وطرق عبور العربات وناقلات هذا الوقود تقوم بحراسة العربات والناقلات ذهاباً وإياباً !!
العربات والناقلات هذه ابتدع أصحابها وسيلة جديدة لزيادة حمولتهم من الوقود الذي تتم تعبئته بتصاديق رسمية يتم الحصول علي كثير منها عن طريق السمسرة حيث يتفاوت سعر التصديق بين 500 إلي 1000000جنيه سوداني .. وعلي عينك يا تاجر !!
العربات المذكورة تقوم بتركيب ( تنوكة ) إضافية ولاغرابة أن تجد عربة دفار جازولين لديها ( تنك) إضافي للبنزين .. وهكذا !!
إن شعبنا الصابر وأجهزته العسكرية والأمنية تخوض حرباً علي جبهتين .. جبهة القتال في محاور المواجهة المختلفة .. وجبهة ملاحقة ومطاردة ضعاف النفوس من تجار الحروب وسماسرة الأزمات ..
أدركوا مايحدث في سوق الوقود والمواد التموينية بمحلية وادي حلفا ..
فمن مأمنه يُؤتي الحَذِر

مقالات ذات صلة