الميليشيا تستهدف ثاني أهم محطة للتوليد الحراري في السودان،،
بحري الحرارية.. قصة الحريق والدمار..
بيان من الجيش يستنكر العمل الإجرامي للجنجويد..
خسائر بمئات الملايين من الدولارات، وحزن يخيم على منسوبي المحطة..
جهود مستمرة للوقوف على حجم الدمار، وحصر الأضرار الحقيقية للحريق..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو
تعرضت محطة بحري الحرارية المعروفة بمحطة الشهيد دكتور مهندس “محمود شريف” إلى حريق هائل نفذته ميليشيا الدعم السريع المتمردة ضمن حلقات مسلسل التخريب وتدمير البنية التحتية الذي ظلت تنتهجه منذ أن أشعلت فتيل تمردها على القوات المسلحة في الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م، وارتفعت ألسنة اللهب والنيران في سماء المحطة الواقعة شرق المنطقة الصناعية بحري، حيث التهمت النيران أجزاءً واسعة من الجانب الشرقي للمحطة.
بيان للناس:
وأصدرت القوات المسلحة بياناً تلقت الكرامة نسخة منه، ينتقد مسلك ميليشيا الدعم السريع، بتدميرها محطة بحري الحرارية، ووصف البيان الخطوة بالعمل الإجرامي الذي يضاف إلى الانتهاكات الممنهجة والهمجية والتي ظلت تنتهجها ميليشيا آل دقلو الإرهابية، ونوه بيان القوات المسلحة إلى تصفية أسرى مدينة الفولة، والفيديو المفبرك من قبل الخلايا الإعلامية للميليشيا الإرهابية وأعوانها والذي يُظهر جنوداً مزعومين يقومون بقتل أسرى بعد معاملتهم بشكل لا يتسق بقوانين وأعراف الحرب التي قال البيان إن مثل هذه الممارسات لا يمكن أن تصدر من أفراد القوات المسلحة التي تلتزم طوال تأريخها بالقانون الدولي الإنساني، وعلى النقيض تماماً لما تقوم به ميليشيا آل دقلو الإرهابية التي يشهد العالم كل يوم انتهاكاتها غير المسبوقة في تاريخ الحروب.
أضرار أولية:
وقال مهندس مسؤول بالشركة السودانية للتوليد الحراري فضّل حجب اسمه إن الاضرار الأولية للحريق شملت الأجزاء الشرقية لمحطة بحري الحرارية والتي توجد فيها شركة خطوط النقل والمحولات، بالإضافة إلى المختبر المركزي، وسكن العاملين والموظفين، وأبان في حديثه للكرامة أن كثافة الدخان تحول دون معرفة مدى تأثر المحطة بهذا الحريق الهائل، منوهاً إلى استمرار الجهود للوقوف على حجم الحريق وحصر الأضرار التي أحدثها في محطة بحري الحرارية التي قال إنها ظلت خارج الخدمة منذ الأسبوع الأول لاندلاع الحرب، حيث كانت ميليشيا الدعم السريع ترابط فيها.
مقدّرات بحري الحرارية:
وتتكون محطة بحري الحرارية ” محطة الشهيد مهندس دكتور محمود شريف” من ست وحدات بخارية تم تركيبها على ثلاث مراحل، وقد بدأ العمل في المرحلة الأولى في شهر مارس من العام ١٩٨١م، كمنحة من الحكومة البريطانية ” هيئة التنمية البريطانية لما وراء البحار” حيث تم إنشاء وحدتين بخاريتين سعة الوحدة ٣٠ ميغاواط، وبلغت الكلفة ١٢,٧ مليون جنيه مكوناً محلياً، و٤٧,١ مليون جنيه استرليني مكوناً أجنبياً، وبدأ إنتاج المحطة في العام ١٩٨٥م، وكانت تمثل ٢٠٪ من إجمالي الطاقة في الشبكة القومية وقتذاك، وسرعان ما بدأ تنفيذ المرحلة الثانية من المحطة في العام ١٩٨٨م بتركيب وحدتين بخاريتين بتمويل من البنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي والحكومة اليابانية والفرنسية وبلغت تكلفة المرحلة ١٠٦ مليون دولارا مكوناً أجنبياً و١٦٠ مليون جنيه مكوناً محلياً، وافتتحت في يوليو ١٩٩٤م، فيما بدأ تنفيذ المرحلة الثالثة عام ٢٠٠٦م وشملت وحدتين سعة كل واحدة ١٠٠ ميغاواط بقرض صيني، حيث بلغت تكلفتها ١٧٥ مليون دولار ٩٥ في المائة مكوناً أجنبياً، و دخلت الخدمة في العام ٢٠١١م، وتشمل محطة بحري محطة تنقية مياه تعتبر تكملة للمحطة وتقع على مقربة من المحطة.
ثاني أهم محطة:
وتعتبر محطة بحري الحرارية ” محطة الشهيد دكتور محمود شريف” ثاني أهم محطة للتوليد الحراري في السودان بعد محطة بري الحرارية العريقة والتي كانت هي الأخرى قد تعرضت لحريق قبل نحو عشرين عاماً، وتفوق القيمة المالية لمحطة بحري الحرارية مئات الملايين من الدولارات، حيث تضم محطة بحري الحرارية في جوفها وحدتين للغاز، ” الغازيات القديمة ” وقد تم تركيب الوحدة الأولى في العام ١٩٩٢م وسعتها ١٠ ميغاواط، فيما تسع الوحدة الغازية الثانية والتي تم تركيبها في العام ٢٠٠١م ٢٥ ميغاواط.
تأثيرات الحريق:
ووقفت الكرامة على حالة الحزن الذي يعتصر كل من حاولت الاتصال أو التواصل معه من المهندسين والعاملين في الشركة السودانية للتوليد الحراري أو في محطة الشهيد دكتور محمود شريف، جراء حادثة الحريق حيث عبروا عن سخطهم وإدانتهم لمسلك ميليشيا الدعم السريع وانتهاجها سياسة تدمير البنية التحتية للبلاد، حيث كانت الميليشيا المتمردة قد سكبت أطناناً من وقود الفيرنس على الأرضيات بعد أن فتحت أنابيب مواعين التخزين ” التنوكة” في عملية تخريبية سابقة قبل عدة أشهر، ونوه المهندسون والعاملون بالشركة السودانية للتوليد الحراري والذين استطلعتهم الكرامة إلى أن أهمية محطة بحري الحرارية تكمن في موقعها الاستراتيجي لقربها من مناطق الاستهلاك بجانب قربها من طرق المواصلات سواءً الطرق البرية أو السكة الحديد الأمر الذي يساهم في سرعة وصول مواد التشغيل، وقربها من أماكن التوزيع والنقل منها وإليها، هذا فضلاً عن قربها من مصادر المياه التي يمثلها النيل الأزرق، وقالوا إن محطة بحري الحرارية جزء من الشبكة القومية وترتبط ارتباطاً مباشراً مع بقية محطات السودان بشبكة قومية واحدة، وتقع بالقرب من الأحمال الكبيرة مما يساعد في استقرار الشبكة، خاصة أن بمحطة بحري الحرارية ست ماكينات حرارية بطاقة تصميمية 380 ميغاواط، وست ماكينات غازية بطاقة تصميمية 150ميغاواط.
على كلٍّ يبدو أن تأثيرات الهزائم التي ظلت تتلقاها ميليشيا الدعم على أيدي القوات المسلحة والقوات المساندة لها من القوات النظامية والقوات المشتركة والمجاهدين والمستنفرين، قد انعكست سلباً على سلوك الميليشيا المتمردة التي عادت إلى استهداف البنيات التحتية ومحاولة تدميرها بشكل ممنهج، وهو أمرٌ يتطلب من القوات المسلحة أن تمضي بقوة على طريق حسم الجنجويد وتنظيف البلاد من دنسهم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.