*حزب الأمة بيان حول رؤية الحزب لتطورات الوضع الإنساني والعسكري وجهود إيقاف الحرب في السودان*

بسم الله الرحمن الرحيم
الله اكبر ولله الحمد
حزب الأمة
بيان حول رؤية الحزب لتطورات الوضع الإنساني والعسكري وجهود إيقاف الحرب في السودان

اصدر وزير الإعلام المكلف بياناً حول اللقاء التشاوري الذي إنعقد في مدينة جدة مع الوفد الأمريكي برئاسة السيد توم بيرييلو المبعوث الأمريكي للسودان بشأن الدعوة للمشاركة في مفاوضات جنيف، تضمن البيان أربع نقاط أسس عليها قرار الامتناع عن المشاركة في المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية في العاصمة السويسرية جنيف.
وإزاء هذا الموقف فان حزب الامة بقيادة السيد مبارك المهدي يؤكد على الاتي:-

اولاً / لقد وقف حزبنا وقيادته ومنذ اللحظات الأولى لاندلاع تمرد مليشيات الدعم السريع موقفاً قويا واضحاً لا لبس فيه مسانداً للقوات المسلحة السودانية في مواجهة الغزو الداخلي والخارجي و سيظل يساندها ويدعمها في مواجهة هذا العدوان، وانطلاقا من قناعته بان الـ قوات المسلحة وقائدها العام الفريق أول عبدالفتاح البرهان يمثلون شرعية الدولة السودانية وفي ايديهم القرار العسكري والسياسي، وازاء تطورات والوضع الإنساني على الأرض،ووفاء لمسؤوليتنا تجاه الشعب السوداني وجماهير حزب الامة وكيان الانصار التي وقع عليها عبء هذه الحرب في دارفور وكردفان والإقليم الأوسط، وجب علينا توضيح رؤيتنا وموقفنا من هذه التطورات،ونقول لاخوتنا في القوات المسلحة قيادة وجنوداً لقد هزمتم مخطط آل دقلو في الاستيلاء علي السلطة في ١٥ أبريل ٢٠٢٣، وهزمتم ببسالة محاولاتهم الفاشلة على مدى أكثر من عام لتدمير قواتنا المسلحة وإحتلال معسكراتها وقدمتم في سبيل ذلك الآلاف من الشهداء مهراً للنصر، نتيجة لانهزام مخططها تحولت هذه المليشيا إلي عصابات إرهابية تهاجم المواطنين في المدن والقري الآمنة تقتل وتسرق وتغتصب،هدفها تهجير المواطنين ووقف الإنتاج، وإننا نرى ان الحرب قد انتهت في صورتها الأولى بانتصار القوات المسلحة الذي منع مليشيا الدعم السريع من تحقيق أهدافها الاستراتيجية في استلام الدولة بكامل مؤسساتها ومحاولة تدمير القوات المسلحة، أن هذا النهج من الارهاب الذي تنتهجه المليشيا لابد ان يواجه بدعم إقليمي ودولي يدينه ويوقف اي إمدادات له ويتدخل لإنفاذ اتفاق جدة وحماية المواطنين،لذلك فالإقبال على التفاوض هو الطريق الأسلم للحفاظ على الوطن وقواتنا المسلحة وإعادة النازحين واللاجئين إلي منازلهم في المدن والقرى وإعادة الحياة الاقتصادية .
ثانياً / ان اتفاق جدة هو الجند الرئيسي في منبر جنيف وفقا لنص الدعوة الأمريكية، كما ان المملكة العربية السعودية الشقيقة التي رعت اتفاق جدة هي الرئيس المناوب لمنبر جنيف، لذلك كان على الوفد السوداني الذهاب لمناقشة الترتيبات الفنية العسكرية والأمنية والاليات المطلوبة لوضع إتفاق جدة موضع التنفيذ خصوصاً أن هناك قوي معتبرة ومهمة مشاركة في مباحثات جنيف على راسها الامم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومصر ، وقطعا سيكون هناك دور كبير لهذه القوي في المباحثات لضمان تنفيذ إتفاق جنيف لأنه معني بوقف الحرب من اجل وقف اعتداءات المليشيا علي المواطنين وتقديم المساعدات الإنسانية وفقا للقانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
ثالثاً/ يرى حزب الأمة أن وجود دولة الإمارات العربية المتحدة بصفة مراقب في مفاوضات جنيف مهم لنجاح المفاوضات وتنفيذ اتفاق جدة باعتبار أن لها نفوذاً واضحاً على الدعم السريع وهي الدولة الداعمة له،واهمية وجودها تكمن في مناقشة وقف الامداد للمليشيا والضغط علىها لتنفيذ إتفاق جدة، كما و ان الحكومة والجيش قبلت سابقا أدواراً لدولة الامارات ، حيث شاركت في مباحثات غير معلنة تمت قبل عدة أشهر في العاصمة البحرينية المنامة وفي مشاورات اخرى في العاصمة العمانية مسقط بين وفد الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع .
رابعاً / النقطة الثالثة التي ذكرها بيان وزير الإعلام السوداني المكلف أن الوفد الأمريكي لم يقدم ما يبرر إنشاء منبر جديد، أن الإجابة علي هذا السؤال تكمن في ان منبر جدة كان مبادرة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وأمريكا وقرار ترفيع المباحثات إلي جنيف قرار مشترك من اصحاب مبادرة جدة والمملكة العربية السعودية تشارك أمريكا كرئيس مناوب في منبر جنيف فيصبح هذا التساؤل نفسه بغير معني خصوصاً وأن بيان وزير الخارجية الأمريكي المتعلق بالدعوة لمفاوضات جنيف أشار صراحة انها مبنية على إتفاق جدة لحماية المدنيين،ان انتقال المنبر من جدة إلى جنيف هو ترفيع دولي لمستوي الاهتمام بالحرب في السودان،واثرها علي الوضع الإنساني بعد ان توسعت رقعة الحرب وازدادت انتهاكات المليشيا علي المواطنين ونزوح ملايين المواطنين من ولايات دارفور وكردفان والجزيرة وولاية سنار وتوقف النشاط الزراعي الذي تسبب في غلاء ونقص الغذاء ،لذلك جاء اجتماع جيبوتي بدعوة من الجامعة العربية والامم المتحدة للأطراف الإقليمية والدولية لتنسيق مبادرات السلام ووقف العدوان على الشعب السوداني،واصدر بيانه الختامي موقفاً داعماً لمفاوضات جنيف.
خامساً / ظللنا ننبه لضعف العمل الدبلوماسي المؤسس على تكتيكات كسب المعركة فى الخارج قبل حسمها بالداخل ، وجاءت النقطة الرابعة في بيان الحكومة “اعتماد أمريكا علي معلومات خاطئة في تقييم الموقف في السودان” لتكشف تقصير منذ بداية الحرب ، ونرى ان منبر جنيف يمثل سانحة جيدة للجيش لتصويب المعلومات الخاطئة من خلال إستراتيجية تفاوضية مكتملة،ترتكز على اتفاق جدة وتسعى لتنفيذه من خلال المشاركة في منبر دولي حتى لا يصبح شيكا بلا رصيد.
سادساً / ان الخلط بين مباحثات وقف الحرب والاعتراف بالحكومة الحالية التي تتكون من منسوبي إتفاق جوبا ووكلاء الوزرات و جاءت في أعقاب انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ خطا كبير الخاسر منه الشعب السوداني، لان السيد رئيس مجلس السيادة القائد العام الفريق البرهان و بحر إرادته ارسل وفداً عسكرياً لمنبر جدة في العام الماضي،وقع اتفاقاً لحماية المدنية واصبح الجيش الجهة الوحيدة المخول التفاوض حول اتفاق جدة.
ان القرار السياسي والعسكري في السودان الان لدى الجيش وقيادته وعليه ان يدير شؤون البلاد الي انتهاء هذه الحرب اللعينة ثم يقل السلطة إلي القوي المدنية، كما ان مسؤولية الجيش إنقاذ الشعب السوداني من النزوح واللجوء لدول الجوار ومن شظف العيش واعتداءات مليشيا الدعم السريع الارهابية.
ختاماً يؤكد حزب الامة ان مهمته الحفاظ على الوطن وشعبه ولا يتأتي هذا إلا بالحفاظ على قواتنا المسلحة وتطويرها وتحقيق وحدة الصف الوطني وهذا ما سنمضي عليه بكل جهدنا.
نسأل الله أن يرفع البلاء عن أهل السودان وأن يجعل لنا مخرجا آمنا وفرجا قريبا انه سميع مجيب

إبراهيم شلعي هباني
رئيس المكتب السياسي لحزب الامة
١٤ / اغسطس ٢٠٢٤

مقالات ذات صلة