*الرياضة وتعزيز الروابط الإنسانية بين السودان وجنوب السودان كرة السلة نموذجا محمد ضياء الدين*

الرياضة وتعزيز الروابط الإنسانية بين السودان وجنوب السودان

كرة السلة نموذجا

محمد ضياء الدين

الرياضة، بوصفها لغة عالمية، تلعب دوراً مهماً في تعزيز العلاقات بين الأمم والشعوب. في حالة السودان وجنوب السودان، أظهرت الرياضة قوة في تمتين الأواصر بين الشعبين رغم التحديات . فقد ساهمت الفعاليات الرياضية في تعزيز التفاهم والتعاون بين الرياضيين من الشمال والجنوب، كما كان واضحاً في كرة السلة، حيث تجلت الروح الرياضية من خلال اتحاد الخرطوم الذي لم يعتبر لاعبي جنوب السودان أجانب حتى بعد الاستقلال، ساهم الرياضيون من كلا الطرفين في تجاوز الآثار السلبية للأحداث التي شهدتها البلاد، مثل أحداث الراحل جون قرنق. كان ملعب السلة بمجمع اللواء طلعت فريد شاهداً على تجمع الأخوة من الجنوب، مما شكل نقطة تحول في تعزيز العلاقات بين أبناء البلدين. مثل هذه المبادرات الرياضية وغيرها فى العديد من المناشط الرياضية أسهمت في خلق بيئة من التعاون المشترك وفتح الأبواب للتفاهم بين اللاعبين من الجانبين.
إستمر التعاون الرياضي بين البلدين، حيث كان الرياضيون من الشمال يلتقون بأشقائهم في الجنوب لإقامة تمارين مشتركة خاصة في كرة السلة، مما يعكس روح التعاون والتفاهم. علاوة على ذلك، كان الدعم المعنوي الذي قدمه أبناء الشمال لمنتخب جنوب السودان في المحافل الإقليمية والدولية واضحاً، مما عزز من قوة العلاقة بين البلدين.
أخيرا وبعد الحرب في السودان جاء اختيار ناديي الهلال والمريخ للعب في مدينة جوبا معبرا عن رغبة قوية في تعزيز العلاقات بين الشعبين من خلال الرياضة، وهو إشارة إلى الأهمية الكبيرة التي توليها الرياضة في بناء الروابط بين الدولتين. كما تبرز الرياضة كوسيلة قوية لإظهار الوحدة بين الشعبين، حيث تؤكد أن الشعب السوداني، رغم الانقسام إلى دولتين، يظل متحداً بروابط عميقة وقوية.
يمكن القول إن الرياضة لعبت وما تزال تلعب دوراً مقدرا في تعزيز أواصر العلاقة بين السودان وجنوب السودان، من خلال خلق منصات للتفاهم والتعاون بين الرياضيين من البلدين. على الرغم من التحديات السياسية والاجتماعية، تظل الرياضة رمزاً للوحدة والتعاون بين الشعبين، مما يعكس أن الروابط الإنسانية يمكن أن تتجاوز الحدود السياسية.

مقالات ذات صلة