*ختام مفاوضات جنيف*

اختتمت في جنيف السويسرية اليوم الجمعة مفاوضات رعتها الولايات المتحدة لوقف الحرب في السودان.
وأكد البيان الختامي لمحادثات جنيف أنه تم الحصول على ضمانات من الجيش السوداني والدعم السريع لتوفير ممر إنساني آمن الانسانية للتخفيف من تداعيات الحرب الدائرة بينهما.
وأكدت دول الوساطة في البيان أنها تحصلت “على ضمانات من طرفي النزاع لتوفير نفاذ آمن ودون عراقيل عبر شريانين رئيسيين، هما الحدود الغربية عبر معبر أدري في إقليم دارفور، وطريق الدبة التي تتيح الوصول إلى الشمال والغرب من بورتسودان”.
وقال البيان إنه لا يمكن استخدام الغذاء والمجاعة سلاحا في الحرب،وشدد الوسطاء في بيانهم على مواصلة “تحقيق تقدم” بغرض فتح ممر آمن ثالث للمساعدات عبر سنّار بجنوب شرق البلاد.
من جانبه قال المبعوث الأميركي للسودان توم بيرييلو “نحاول تطبيق حظر التسليح على أطراف الصراع السوداني والنزاع مستمر ما لم تكن هناك رغبة من الأطراف”.
، واتهم طرفي النزاع بعدم الإلتزام الكافي بتطبيق اتفاق جدة
وقال أنه كان من الممكن التقدم بالمحادثات لو حضر جميع أطراف النزاع السوداني،موضحاً أنهم يحاولون تجسير الخلاقات بينها،وأنهم ظلوا يتشاورون مع الجيش والدعم السريع منذ أشهر لوقف الحرب.
وأكد المبعوث الأمريكي للسودان، توم بريللو، أن المجوعة المشاركة في المفاوضات في جنيف من الدول والمنظمات قررت البقاء في جنيف حتى يوم الأحد القادم لرؤية ما يحدث على الأرض وخصوصا فيما يتعلق بدخول المساعدات عبر معبر أدرى.
وقال الدبلوماسي الأمريكي في مؤتمر صحفي عقد ظهر اليوم الجمعة بمقر بعثة الولايات المتحدة الامريكية في جنيف “أعتقد أننا خلال الأسبوعين، منذ أن كنت هنا أتحدث إليكم، قد تحدينا الصعاب بنهج دبلوماسي يتحدى التعريف لأن لدينا أزمة تتحدى الضمير”.

*الأولوية الإنسانية*
ومضى قائلا قبل أسبوعين فقط كان لديك عشرون مليون شخص داخل السودان يفتقرون إلى إمكانية الوصول إلى المساعدات الإنسانية الأساسية ويواجهون النزوح والجوع الحاد وأكثر من مليون شخص يواجهون المجاعة. هذا العدد يفوق سكان سويسرا ليبيريا وسنغافورة مجتمعين وجميعهم من النازحين بسبب الجوع الحاد. دخلنا المفاوضات بإحساس موحد بالهدف، الذي استند بوضوح شديد، إلى مطالب الشعب السوداني بالسعي إلى مزيد من العمل من المجتمع الدولي.
وأضاف توم بريللو بأن التركيز الأول كان على ثلاثة شرايين وصول إنسانية من شأنها أن تفتح معا طريق إيصال الأدوية والمواد الغذائية والخدمات المنقذة للحياة لعشرين مليون شخص في السودان. أولها هي نقطة الدخول الغربية عن طريق أدري، والثانية من الشمال من بورتسودان عبر الطريق المعروف بطريق الدبة والثالثة طريق الوصول الجنوبي من خلال تقاطع سنار.

*فتح معبري أدري والدبة*
وأشار المبعوث الأمريكي الخاص على حصولهم على موافقة القوات المسلحة وقوات الدعم السريع وآخرون في المنطقة لفتح معبر أدرى. ولأول مرة منذ أربعة أشهر، وتحركت الشاحنات عبر الحدود إلى المناطق التي يواجه فيها خمسمائة ألف امرأة وطفل المجاعة. وحصلنا على موافقة مماثلة من قوات الدعم السريع ومن القوات المسلحة السودانية لفتح معبر الدبة لتوسيع نطاق الوصول. جنبا الي جنب، نواصل مفاوضات نشطة مع الأطراف حول طرق متعددة محتملة عبر سنار والتي من شأنها أن تفتح الطريق لإيصال المساعدات إلى أحد عشر مليون سوداني آخر.

*آلية لتطبيق اتفاق جدة*
وأوضح توم بريللو أن مجال التركيز الرئيسي الثاني، بالنسبة لنا، هو حماية المدنيين وبما يتفق مع الالتزام بإعلان جدة والقانون الإنساني الدولي. نعلم جميعا أننا رأينا الفظائع المروعة للاغتصاب والعبودية الجنسية والتجويع والقصف ما خلق حالة من الرعب اليومي. لقد حصلنا على موافقة قوات الدعم السريع على مدونة سلوك، ستوزع لجنودهم وهي تستوعب الكثير من أساسيات القانون الدولي الإنساني بما في ذلك حماية المرأة والحماية المتعلقة بالزراعة والحصاد. ويتيح ذلك النظر في كيفية مساعدة السودانيين على الخروج من هذا الوضع وليس فقط مواجهة المجاعة الحالية.
وحول تطبيق إعلان جدة الذي تطالب به حكومة بورتسودان، أكد توم بريللو “لقد عملنا بجد عبر مؤسسات متنوعة للغاية للنظر في آلية امتثال يمكن أن تعمل من أجل تطبيق إعلان جدة وقدمناها للأطراف وما زلنا بعيدين عن انجاز هذا الأمر”.

مقالات ذات صلة