اختتم مشاركته في المنتدى “الصيني – الإفريقي”
البرهان فى بكين.. زيارة المكاسب الاستراتيجية..
زيارة الجنرال لبكين محط اهتمام الداخل والخارج..
البرهان يؤكد التزامه بتسهيل الاستثمار الصينية..
اللجان المشتركة بين البلدين ستعكف على معالجة العقبات بصورة مرضية.
المشاركة في المنتدى “الصيني – الإفريقي” تعد اختراقًا كبيرًا في العلاقات الخارجية
تقرير _ محمد جمال قندول
انهى رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة مشاركته في المنتدى “الصيني – الإفريقي”،
وشهدت رحلة البرهان للصين نشاطًا كبيرًا، حيث أُبرمت العديد من الاتفاقيات بين البلدين بحضوره، بجانب لقائه مع الرئيس الصيني الذي تخللته مباحثات ثنائية ناجحة، وقد كانت زيارة الجنرال لبكين محط اهتمام الداخل والخارج، فيما يعول السودانيون بضرورة متابعة وإنفاذ ما تم من اتفاقيات على أرض الواقع.
شراكة استراتيجية
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد استقبل رئيس مجلس السيادة أمس (الجمعة) بقاعة الشعب الكبرى ببكين، وذلك على هامش المنتدى “الصيني – الإفريقي” الذي اختتم فعالياته، بينما تقدم البرهان بالشكر للصين على دعمها الأمني والعسكري للسودان، مشيدًا كذلك بمستوى الترتيب والتنظيم لمنتدى التعاون “الصيني – الإفريقي”، مؤكدًا أنّ السودان يتطلع للعمل سويًا مع الصين من أجل بناء شراكة استراتيجية تعود بالفائدة على شعبي البلدين.
وجدد رئيس مجلس السيادة التزامهم بتسهيل عمليات الاستثمار الصينية، مبينًا أنّ اللجان المشتركة بين البلدين ستعكف على معالجة العقبات بصورة مرضية.
وأكد رئيس مجلس السيادة عزمهم على المضي قدمًا نحو إنهاء التمرد، وقال إنّ ما يتعرض له السودان هو مخططٌ كبير تقف وراءه دولًا ومنظمات إقليمية وعالمية معادية لأمنه واستقراره.
من جانبه، قال الرئيس شي جين بينغ إنّهم واثقون في رئيس مجلس السيادة وقدرته على تجاوز هذه الأزمة وطي صفحة الحرب، مؤكدًا استعداد بلاده لدعم السودان ومساندته حتى ينهض وينعم بالسلام، معلنًا رفضه للتدخلات الخارجية في الشأن السوداني، ودعا المجتمع الدولي للعب دور إيجابي تجاه قضايا السودان.
جين بينغ : واثقون في قدرة البرهان على تجاوز ازمة الحرب، فى السودان..
اتفاقيات جديدة
وشهد رئيس مجلس السيادة أمس الجمعة التوقيع على اتفاقيات في مجال التوليد الكهربائي وذلك بحضور وزير الطاقة والنفط المهندس محي الدين نعيم ووزير المالية والتخطيط الاقتصادي د. جبريل إبراهيم وسفير السودان لدى الصين السفير عمر صديق.
وقال وزير الطاقة والنفط في تصريحات صحفية إنّ هناك حاجة ماسة لتطوير قطاع الكهرباء في السودان وذلك بعد الأضرار التي لحقت به بسبب الحرب، مشيدًا بالخبرة الواسعة للشركة الصينية في مجال الطاقة الشمسية، مبينًا أنّ هناك مساعٍ لتشغيل محطة “أم دباكر” عن طريق الغاز أو الطاقة الشمسية الأمر الذي يساعد في ديمومة الإمداد الكهربائي.
وسجل البرهان زيارةً لمقر السفارة السودانية ببكين أمس، حيث رافقه وزراء المالية والتخطيط الاقتصادي، والطاقة والنفط والخارجية، والوفد المرافق له.
وأشاد رئيس مجلس السيادة بدور السفارة في تطوير وترقية العلاقات الثنائية بين البلدين، ورعايتها لمصالح السودان، ومتابعة قضايا السودانيين في الصين ومعالجة مشاكلهم.
متابعة التنفيذ
بالمقابل، يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي د. حسن محمد صالح أنّ زيارة الرئيس البرهان للصين ومشاركته في المنتدى “الصيني – الإفريقي” يعد اختراقًا كبيرًا في علاقات السودان الخارجية واستعادة للعلاقات مع بكين بعد أن شهدت فتورًا خلال السنوات الماضية وتأثرت بالثورة المصنوعة وبسياسة الانحياز للغرب والولايات المتحدة الأمريكية من قبل حكومة حمدوك التي تجاهلت وتنكرت للصين كدولة صديقة رغم ما قدمته للسودان من استخراج البترول وتصديره ودور المؤسسات الصينية في بناء البلاد عبر البنيات التحتية وغيرها.
ويشير حسن إلى أنّ المطلوب من القيادة السودانية ترجمة الاتفاقيات التي أُنجزت خلال الزيارة ومتابعة تنفيذها على أرض الواقع خاصة تلك الموقعة بين البلدين بمجالات الطاقة والزراعة والأمن والدفاع، مع ضرورة الاهتمام بالدور الصيني كعضو فاعل في مجلس الأمن حمايةً للسودان من القرارات الجائرة التي تستهدف الجيش والشعب.
ودعا د. حسن لضرورة التحالف مع الصين والاتجاه شرقًا نحو إيران وروسيا، وذلك لما أبدته هذه الدول من صدق في التعامل مع بلادنا عبر تجارب حقيقية كانت ناجحة، مشيرًا إلى أنّ الغرب متورط في حرب السودان وداعم لميليشيا الدعم السريع ويريد أن يشكل الأوضاع بالبلاد حسب مزاجه مما يؤدي لتمزيق السودان.