*عاطف: و التشكيك في قيادة الشيوعي زين العابدين صالح عبد الرحمن*

العنوان مستلف من “عنوان المقال السابع الذي نوه على نشره عاطف عبد الله، و هو عضو الحزب الشيوعي الذي نشر ست مقالات ينقد فيها القيادات الاستالينية القابضة على مفاصل الحزب الشيوعي، و يحاول عاطف أن يجدد أطروحة الخاتم عدلان ” أن أوان التغيير” و التي بموجبها خرجت قيادات، ثم تم طرد الشفيع و رفقاءه، و مجموعة من عضاء الحزب الفاعلين في القضايا الثقافية و الفكرية. و تم إبعاد هؤلاء قبل و بعد أنتهاء الحوار الذي كان قد فتحه الحزب بعد سقوط حائط برلين في بداية تسعينات القرن الماضي، و حسم لصالح القوى المحافظة في الحزب، و كما قال الخاتم عدلان أن القيادة الاستالينية بالمركزية الديمقراطية سوف تخرج التنتائج لصالحها ..
تابعت مقالات عاطف عبد الله التي نشرت في ” سودانيزاولاين و سودانيل” و عاطف ليس كاتبا مراقبا من خارج الحزب.. بل هو عضو في الحزب، و لكن بكتابة هذه المقالات التي تعرض فيها للعديد من القضايا الفكرية و التنظيمية، سوف تعرضه لذات العقوبات التي كان قد طالت الذين من قبله.. لكن تظل القضايا التي أثارها هي قضايا فكرية تفتح بابا أخر للجدل الفكري حول النظرية و الحزب – جدلية الصراع – المؤتمر السادس و العودة إلي ” المركزية الديمقراطية” – الصراع الشخصي و استقلالية النفوذ بأسم المركزية الديمقراطية – سمات الصراع الشخصي و أسس الصراع الفكري – صعود البيروقراطيين التنفيذين الذين كانوا يعملون في النشاط الداخلي للحزب إلي قمة الحزب و أثر ذلك على جمود و عدم فاعلية الحزب – غياب الكادر الجماهيري الذي يكتسب في حواره مع الجماهير المرونة و زيادة المعرفة و الثقافة و غيرها التي تجعل الحزب فاعلا و ذو أثر ثقافي و إنتاج معرفي..و هناك العديد من القضايا التي تناولتها المقالات.. لكن تطرح أسئلة كيف سوف يتعامل الحزب مع قضايا خلافية؟ و هل يسمح أن يفتح فيها حوارا؟ أم يعتقد أن صاحبها قد تجاوز اللوائح و دخل في الممنوع، و يجب أن يفتح له الباب الذي فتح من قبل للخوارج؟..
كنت ذكرت من قبل أنني التقيت بالخاتم عدلان عدة مرات، و حاورته في أطروحته، و إلي أين تسوقهم؟ في ذلك الوقت ما كان الخاتم قد خرج من الحزب، و كان قادما من الأمارات إلي القاهرة، ثم سافر إلي بريطانيا.. و في لندن خرج الخاتم من الحزب و معه مجموعة كبيرة من الحزب، ثم جاء مرة أخرى للقاهرة، و أقمت له ندوة في ” المركز السوداني للثقافة و الإعلام”.. و في المرة الثانية أيضا جاء و معه الدكتور الباقر العفيف، و أقمت لهما ندوة في المركز.. و عندما ناقشت الدكتور الشفيع خضر وجدته هو أيضا ليس ببعيد عن الخاتم عدلان، و يختلف معه في قضية الخروج من الحزب.. كان الشفيع يريد أن يكون الحوار داخل الحزب.. ثم أقمت للإثنين الخاتم و الشفيع مناظرة في المركز.. كان الخاتم يردد أن القيادات الاستالينة التي في الحزب ليس عندها أي استعداد للحوار، و هي تعلم تماما أن الدييمقراطية سوف تجردها من قبضتها و سلطتها لذلك تصبح نتائج الحوار معروفة سلفا…
في ذلك الوقت نشرت جريدة الخرطوم مقابلة أجرتها مع التجاني الطيب مسؤول العمل الخارجي للحزب الشيوعي.. قال التجاني إذا 85 % من عضاء الحزب قبلوا بتغيير أسم الحزب و أن لا تكون الماركسية مرجعية أساسية للحزب، بل تصبح واحدة من مرجعيات متعددة.. أن 15% يمكن أن يواصلوا عملهم بالحزب الشيوعي.. و اتصل بي الخاتم و سألني أن كنت قرأت جريدة الخرطوم قلت نعم.. و سألت التجاني الطيب شخصيا و لماذا الحزب مصدر جريدة بعنوان ” قضايا سودانية ” في الخارج بهدف الحوار مادام المسألة محسومة.. قال لا إذا 15 قالوا نحن سوف نسير بالحزب، لا اعتقد أن هناك من يقف ضدهم..قلت له و لكنه لا يعد عملا ديمقراطيا أن 85% هؤلاء هم أصحاب تاريخ الحزب، و هو يمثل مرجعيتهم النضالية تاريخيا و بالتالي لا يمكن أن يتنازلوا عنها إلي 15%..
بعد رحيل محمد إبراهيم نقد نجد أن الحزب الشيوعي يعاني من إشكالية في الحضور السياسي، كل الأحداث التي تمرت و الأزمات و تطوراتها أن الحزب الشيوعي كان خارج المعادلة السياسية، قيادة الحزب صنعت لها تحالفا يضم الحزب و واجهاته، و قالت هؤلاء سوف يحققون الجذرية.. و ماهي الجذرية ؟ لا أحد يعرف من الذين يسأل.. أو حتى يتم طرح لمثل هذا السؤال.. و صحيفة الميدان الصادرة يوم 15|9| 2024م نشرت ” قوى ثورية تؤكد العمل على بناء الجبهة القاعدية” و ماذا تريد الثورية أن تفعل بالبلاد التحضير لثورة جديدة…!
أن القيادة الاستالينية يجب أن تراع إلي قاعدتها و عضويتها التي أصبحت فراجة لا يستطيعون البت في أي قضية الآن، و لا يدخلون في حوار حول الأحداث الجارية أنتظارا لبيانات إرشادية تنشر لهم.. و كما قال الدكتور محمد جلال هاشم في نقده لبيان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي و نشر في جريدة الأحداث 11 سبتمبر 2024م ( أن ينظر الحزب إلي الغالبية العظمى من منسوبي الحزب قد تماهت مواقفهم في السوشيال ميديا مع مواقف القحاته الجنجويدية) كنت اعتقد أن أعضاء الحزب الشيوعي يتناولوا مقالات عاطف عبد الله بالنقد، ويفتحوا حوارا في القروبات التي يتواجدون فيها حتى يحولوا القضيية لحوار فكري مفتوح بين التيارات الفكرية الأخرى يرتقوا بالحوار.. لكن للأسف أخذتهم السوشيال ميديا لمساندة إعلام الميليشيا في رفع كل ما ينشره إعلامهم في اعتقد أن هذا هو العمل الثوري المطلوب.. اليس عبد الخالق محجوب في ” إصلاح الخطأ” قال ( من مظاهر الاتجاه البرجوازي الصغير في تعليم الماركسية توخي كل ما هو سهل و تحاشى وعورة التفكير و مقابلة النظرية بالواقع و من ثم الهجوم على التعميم) و هي معضلة القيادات التنفيذية التي لا تجد في لوائحها ما يدلها على الحل، من أين تأتي بخبير في فلسفة الماركسية و أغلبيتهم أبعدتهم لتظل قابضة على مفاصل الحزب.. ردوا على عاطف.. نسأل الله حسن البصير..

مقالات ذات صلة