كتبت :انتصار فضل الله
لم تكن زينب حامد ترغب في العودة إلى منزلها في حي الموردة بمحلية امدرمان؛ بعد المعاناة التي عاشتها وأسرتها قرابة ثمانية أشهر بسبب تواجد مليشيات الدعم السريع المتمردة وفرض سيطرتهم بقوة السلاح
ذات يوم تفاجأت بقوة من المليشيا تقتحم منزلها بنية السرقة؛ خافت كثيرا على صغارها وابنها الكبير الذي تعرض للضرب أمام نظرها؛ جهشت بالبكاء وطلبت منهم الرأفة وسمحت لهم بأخذ ما يريدون من مقتنيات
قبل شروق شمس يوم جديد تمكنت من الخروج بصعوبة بالغة؛ دفعت في سبيل ذلك كل المال الذي كان بحوزتها
؛ ثم رحلت كنازحة إلى مدينة الثورة ومنها إلى عطبرة ثم عادت مجددا بعد تحرير أمدرمان لتقطن الثورة مدينة النيل
تقول زينب ل” سودان فور نيوز “؛ منذ القضاء على “الدعامة” في معركة أمدرمان التي خاضها الجيش السوداني9 رجعت منزلي مرة واحدة فقط بغرض تفقد الأوضاع، لم أجد سوى الركام وعدد قليل لا يحسب من السكان الذين كتب الله لهم عمر جديد؛ تجولت وقتها في الشوارع باطمئنان وفي غرارة نفسي عدم العودة الا بعد الانتصار؛ بالأمس ذهبت وجارتي إلى حي الشهداء لزيارة إحدى المعارف؛ تفاجأت بمظهر الشوارع التي أصبحت تضج بحركة المواصلات؛ وطغت عليها مظاهر النظافة فعلمت أن هناك حملة اصحاح بيئ تقف عليها إحدى المنظمات بالسودان استهدفت أحياء أمدرمان بما فيها حي الموردة
تتابع زينب حديثها :قررت لحظتها الوصول إلى الحي وإلغاء نظرة؛ فكان التعجب سيد الموقف بسبب التغيير الذي طرأ جراء عمليات النظافة التي تمت حتى على مستوى بعض الشوارع الفرعية ولم يتبقى سوا “أكوام” نفايات في انتظار نقلها بواسطة عربات المحلية.
صرحت زينب وبكل ثقة انها “راجعة راجعة”، فالوضع الان اختلف تماما لأنها شعرت بالأمان بعد أن خرجت وسط الشارع الرئيسي والتقت بعض عمال الحي الذين ادخلتهم المنظمة دائرة العمل عبر مشروع “النقد مقابل العمل ”
زينب واحدة من ملايين النازحين الذين يؤمنون بالعودة إلى الديار
أمس الخميس 21 نوفمبر؛ هدأت أنفاس العاملين في النظافة من المواطنين الذين استهدفتهم منظمة “هيومن أبيل” لتوقيع بصمتهم في سطح الشوارع التي تربط أحياء عريقة وتكشف عن الوجه الحسن
هذه المرة بدأ العمل بوتيرة مختلفة مطلع الأسبوع الماضي؛ ووجه الاختلاف أن القطاع الذي شهد انتشارا واسعا للعاملين في الشوارع هو القطاع الجنوبي لامدرمان الذي يضم أحياء “العباسية شمال – جنوب – وسط – غرب؛ والموردة – و الأمراء – الهاشماب شارع الأربعين الممتد من صينية ” التجاني الماحي” حتى كبرى” ابو عنجة “والذي عرف بالتدوين المستمر للمليشيا في بعض المناطق ؛ رغم ذلك كان هناك ثبات ولم يخشى الواقفين على التنفيذ المخاطر المتوقعة
بذات الشغف ينتظر مواطنين آخرين نصيبهم غدا السبت 23 نوفمبر /2024؛ حيث ينتقل المشروع إلى مرحلته الاخيره مستهدفا أحياء جديدة . وبهذا ربما تكتب نهايته التي قدم خلالها الكثير في احياء أمدرمان القديمة منذ سبتمبر 2024م؛ وربما يكتب له ميلاد جديد في مناطق جديدة وفقا لرؤية المانحين” UN”