*٢٨ نوفمبر ١٩٢٤- ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ ١٠٠ عام على استشهاد الماظ ١٩٢٥- ٢٠٢٥ قوة دفاع السودان كل السلاح إلى جراب الدولة ياسر عرمان*

٢٨ نوفمبر ١٩٢٤- ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤

١٠٠ عام على استشهاد الماظ

١٩٢٥- ٢٠٢٥ قوة دفاع السودان

كل السلاح إلى جراب الدولة

ياسر عرمان

لأن عبد الفضيل الماظ كحل على رمش الوطن، فلنحتفي اليوم بمرور ١٠٠ عام على استشهاده الباسل في ضحوة الجمعة ٢٨ نوفمبر ١٩٢٤ في موقع مستشفى العيون حالياً، بعد ان خاض معركة النهر الثانية كما اسميها، ففي يومي الخميس والجمعة ٢٧-٢٨ نوفمبر كان الماظ أبن ٢٨ عاماً في وهج الشباب برتبة ملازم أول وهو يقود قوة من الضباط وضباط الصف والجنود السودانيين الاخيار والأحرار معاً ويوقع أكبر خسائر لحقت بالإنجليز منذ معركة كرري.
عبد الفضيل الماظ سليمان عيسى من جهة الأب ينحدر من النوير ومن جهة الأم من المورو والماظ سيد شهداء السودانوية ورأس مال معنوي لوحدة الجنوبيين والشماليين، والماظ يجسد مأزقنا الحالي بعد استقلال دولة جنوب السودان، فمن جرحه النازف حينما يعود الماظ مرة أخرى ونحن نعلم ان عودة الماظ أكيدة ليوحد الرايات والشعوب ويظل سؤاله قائماً ومشرعاً اي جواز سيحمل عبد الفضيل الماظ؟ من دولة السودان ام من دولة جنوب السودان؟ ام سنصدر له جوازاً جديداً بأسم الاتحاد السوداني؟ حتى نصحح أخطأنا وأخطأ التاريخ.
الاتحاد السوداني بين دولتي السودان ولكل علمه الخاص مثل الاتحاد الأوربي مع عملة واحدة وفضاء حيوي واحد يعطي حق التنقل والعمل والتملك من نمولي إلى حلفا ومن كرنوي والجنينة إلى بورتسودان، والحقوق سواسية للشماليين والجنوبيين، فالبلدان الفقيرة وبلدان الجنوب العالمي عليها ان تتحد لتواجه هذا العالم المضطرب الذي يقسو على الفقراء ولتكن وحدتنا مدامك لافريقيا من رأس الرجاء الصالح حتى القاهرة ومن اكرا إلى اديس ابابا.

عودة السلاح إلى جراب الدولة:

حينما غزا كتشنر السودان وهو أشهر وزير حربية بريطاني لاحقاً وكان بمعيته وينستون تشرشل كمراسل حربي ولاحقاً أشهر رئيس وزراء بريطاني حتى يومنا هذا، دمر كتشنر الخرطوم وخصوصاً ام درمان وحينما رجع لبلاده وفي مهامه اللاحقة لم يُعثر على جثته في الساحل الاسكتلنديّ حتى اليوم!
غزو السودان كان بثنائية الجيشين، القوى البريطانية- الاورطة المصرية / السودانية، والسودان دائماً على قدر مع الثنائيات من الهلال والمريخ والانصار والختمية والشمال والجنوب، انتهت الثنائية بتمرد السودانيين من ضباط وجنود الأورطة، وقام الإنجليز في عام ١٩٢٥ بدمج الجيشين في قوة واحدة هي قوة دفاع السودان وفي العام القادم ٢٠٢٥ سوف تمر ١٠٠ عام على انشاء قوة دفاع السودان التي تطورت للقوات المسلحة السودانية وهي الآن في مفترق الطرق ولازالت تعددية الجيوش تحيط بها من كل جانب وهي التي قامت بصنع معظهم حتى أورطة كسلا الأخيرة.
اصعب مهمة تواجه السودان منذ استقلاله هي كيفية بناء قوات مسلحة مهنية واحدة لا شريك لها وغير مسيسة وتعكس التنوع السوداني وعلى اساس المواطنة بلا تمييز ولا تخوض حروب الريف ولا تشهر أسلحتها ضد مواطنيها وتحترم خيارات المواطن والوطن. في يوم الاربعاء ١٣ ديسمبر ٢٠٢٣ نشرت مقالاً بعنوان (٩٩ عاماً على استشهاد عبد الفضيل الماظ-٢٨ نوفمبر ١٩٢٤ – ٢٠٢٣- ثنائية الجيش وقضية تأسيس القوات المسلحة). واعيد نشرها مرة أخرى حتى يعود كل السلاح الضال إلى جراب مؤسسات الدولة وينتهي اختطاف الإسلاميين للدولة ومؤسساتها ويتسع الفضاء والحكم المدني على طريق التنمية والنهوض والسلام المستدام.

مقالات ذات صلة