*سمية سيد ..تكتب سوريا .. جرس انذار لحميدتي وليس للبرهان*

تحت عنوان ( سوريا جرس انذار للبرهان ) كتب الصحفي عثمان مرغني مقالا حاول فيه ان يسقط التغيرات السريعة بالاطاحة بنظام الاسد وهروبه الى جهة غير معلومة على مجريات الحرب في السودان ..وكانه اراد ان يقول للبرهان ستجد نفس مصير الاسد ان لم تسرع في مفاوضات تنهي الحرب.
الاستاذ عثمان مرغني وبكل يقين يهدد بان اي تاخير في عمليات التفاوض ستقود الى ترتيبات اقليمية ودولية لترسيم اوضاع جديدة في السودان تتجاوز البرهان
فات على عثمان مرغني وهو المحلل السياسي الحصيف ان السودان ليست سوريا بالنظر الى الاختلافات الجوهرية المعلومة بالضرورة فيما يتعلق بالحرب التي اشعلها المتمرد حميدتي بمساعدة عدة دول من الخارج .وعدد من القبائل والاثنيات بالداخل .. وبين هبة شعب لتغيير نظام دكتاتوري استمر ما يقارب ٥٥ عاما ما بين الاسد الاب والاسد الابن ، اذاق فيه الشعب السوري كل اصناف القتل والتنكيل والسجن والتشريد .
ان مصلحة السودان التي يتحدث عنها الاستاذ عثمان
التحذير من مصير الديكتاتور حافظ الاسد لمن؟
البرهان الذي يقاتل في الميدان ليقضي على مليشيا متمردة اعتدت على الدولة .؟ ام حميدتي الذي اجرم في حق الشعب السوداني ؟
سقوط الاسد لم يكن فقط بسبب الترتيبات الدولية بحسب راي عثمان مرغني اذ ان ارادة الشعب السوري الذي ظل رافضا له مستمرا في المقاومة كانت اقوى من كل القوى الاقليمية والدولية الداعمة للنظام .ولم ينفعه حتى عودته للجامعة العربية عبر رافعة شيوخ الامارات .
اعتماد سياسة التفاوض مهمة ليس لانهاء الحرب …فالحرب انتهت وفي خواتيمها .واذا قبل البرهان بالتفاوض مع حميدتي او القوى السياسية الداعمة لمشروعه الاستيطاني فلن يقبل الشعب السوداني الذي ذاق مرار الحرب ..لذلك من المهم تاجيل اي حديث عن الحوار وعن التفاوض الى ما بعد وقف الحرب والى عودة الشعب السوداني الى وطنه بكرامة المنتصر لا باضطرار المهزوم .
التفاوض سيتم بعد الحرب باياد وطنية لا برغبة اللاعبين الدوليين ولا لتنفيذ اجندة الشرق الاوسط الجديدة ..تفاوض بين المكونات السياسية والمجتمعية لتعزيز مبدا التعافي الوطني بين مكونات الشعب السوداني ..لبناء دولة العدالة والقانون والحقوق. والمساواة .لبناء دولة مدنية حديثة .وعهد جديد من الاصلاح السياسي والاجتماعي..حوار حول القضايا المصيرية . .لا حوار من اجل اعادة انتاج الازمات بنفس القوى السياسية التي تسببت في الحرب ولازالت اياديها ملطخة ب
مدماء الشعب وهي تجتمع وتتحاور مع قيادات مليشيا الدعم السريع .
فات على قلم عثمان مرغني ان الفرق بيننا وسوريا هو ان الشعب السوداني كله جيش .. متمسكون بالمؤسسة العسكرية كصمام امان للوطن ضد التقسيم وضد مشروع حميدتي وضد التامر الاقليمي و الدولي على السودان.

مقالات ذات صلة