*قيل في الشُكر:*
قد قُلتُ للعَبَّاسِ مُعتَذِرًا
مِن ضَعفِ شُكْرِيه ومُعتَرِفَا …
أنت امرُؤٌ جَلَّلْتَني نِعَمًا
أوهَتْ قُوى شُكْري فقد ضَعُفا….
فإليكَ بعدَ اليومِ تَقدِمةً
لاقَتْك بالتَّصريحِ مُنكَشِفَا….
لا تُسْدِيَنَّ إليَّ عارِفةً
حتَّى أقومَ بشُكرِ ما سلَفَا ….
تُعد المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية في مختلف دول العالم ، حيث دأبت على مد يد العون والمساعدة الإنسانية للدول العربية والإسلامية والصديقة، للإسهام في التخفيف من معاناتها ، جراء الكوارث الطبيعية، أو الحروب، حتى سجلت أولوية بمبادراتها المستمرة في المساعدات والأعمال الإنسانية على مستوى العالم، بحسب التقارير الصادرة من منظماتٍ عالمية مهتمة بهذا الصدد.
وبحكم مكانة المملكة الإسلامية فقد كانت خدمة الإسلام والمسلمين في جميع أقطار العالم في أعلى درجات سلم أولوياتها، وبذلت بسخاء جميع أنواع الدعم الذي استفادت منه جميع الدول العربية والإسلامية، وقامت بإنشاء المساجد ودور العلم، وتزويدها بملايين النسخ من المصحف الشريف، والمراجع ذات العلاقة بتبصير المسلم بأمور دينه ودنياه، بما يضمن عيشه بسلام وفعالية لمجتمعه.
وانطلقت المملكة في هذه الأعمال الخيرة من كتاب الله تعالى وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، اللذين تنتهجهما دستوراً وشريعة حياة، فأخذت من قوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى )، وقول الرسول الكريم على الصلاة والسلام: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً) ، نبراساً ومبدأً للعمل باتجاه الخير، واستشعارا لدور المملكة العربية السعودية الخيري والإنساني والريادي تجاه المجتمعات المنكوبة في شتى أنحاء العالم ، وأهمية هذا الدور المؤثر في رفع المعاناة عن الإنسان ليعيش حياة كريمة ، في السياق بادرت المملكة بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ، ليكون مركز للخير وإعانة الصديق والجار، والذي دفع بدوره بعملها الإنساني العالمي لمزيد من العطاء والبذل، وفق أسلوبٍ تنظيمي يضمن دقة وصول المساعدات لمستحقيها وبصورةٍ عاجلة بدءاً بالدول العربيه والاسلاميه وما لا نهايه لكل المحتاجين في العالم، سيما في السودان ، حيث ان مركز الملك سلمان للاغاثه والأعمال الانسانية كان اول مركز تم تفعيله لتقديم المساعدات الانسانية من مواد غذائيه وإيوائيه وصحيه وحفر آبار للسقيا دعماً للشعب السوداني قبل وبعد الحرب محبة واخاء للشعب السوداني الشقيق ، وهو ما دأبت على فعله حكومة المملكة الرشيدة طوال تاريخها الإنساني والإغاثي، بتكفلها بالمصاريف الإدارية وأجور النقل، بالتنسيق مع الحكومة السودانية ، بجانب توليها أجور النقل في الداخل واستئجار المستودعات في المناطق المستهدفة من العملية الإغاثية والإنسانية، لتصل المساعدات المعلن عنها كاملة للمتضررين، بدقة وسرعة وشفافية ووضوح ، إضافة إلى ما وجه به خادم الحرمين الشريفين وولي عهده حفظهما الله ، ومتابعة لصيقة من سفير خادم الحرمين الشريفين علي بن جعفر حسن رعاه الله وحفظه ، من تخصيص ما يتجاوز مليار ريال استجابة للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب السوداني الشقيق.
علي الصعيد السياسي وإدراكًا لواجبها تجاه السودان بذلت المملكة جهودًا حثيثة منذ بداية الأزمة الإنسانية لإيجاد سبل لإعادة الأمل للسودانيين، وأولها إعلان جدة الذي استهدف ضمان حماية المدنيين ووصول المساعدات الإغاثية العاجلة لهم، كما ساعدت جهود مجموعة «العمل من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان» في الوصول إلى آلاف المحتاجين، رغم قساوة الظروف الأمنية ، في السياق قدمت المملكة دعمًا للسودان بأكثر من 3 مليارات دولار أمريكي، شملت مساعدات إنسانية بلغت قيمتها 132 مليون دولار أمريكي موزعة على العديد من المناطق الجغرافية والقطاعات الإنسانية، كما تحولت جهود مركز الملك سلمان للإغاثة قبل اندلاع الأزمة في أبريل 2023 نحو تنفيذ تدخلات أكثر استدامة، حيث نفذ منذ أبريل 2023 أكثر من 70 مشروعًا إنسانيًا بتكلفة تجاوزت 73 مليون دولار أمريكي بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى ، و تتابعت الجسور الإغاثية السعودية الجوية والبحرية من خلال المركز لمواجهة التحديات المُلحة، التي يتم تمويلها عبر الدعم الحكومي والشعبي من خلال إطلاق المركز «الحملة الشعبية لإغاثة الشعب السوداني» التي بلغت التبرعات من خلالها أكثر من 125 مليون دولار .
غير أن المملكة من اوائل الدول التي احتوت الأُسر السودانيه ، ومنحتهم مزايا لم تمنحها لغيرهم ، وقدمت لهم الغذاء والدواء دون مَنٍ ولا اذي …
ألا تستحق المملكة أن نقول لها ( شكراً) ، من باب من لا يشكر الناس لا يشكر الله !؟
ألا تستحق المملكة أن نُسمي مكاناً باسمها عرفاناً وأمتنانا !؟؟
# إذا المرءُ لم يَشكُرْ قليلًا أصابه فليس له عِندَ الكثيرِ شُكور……
ومن يَشكُرِ المخلوقَ يَشكُرْ لرَبِّه
ومن يَكفُرِ المخلوقَ فهْوَ كَفورُ ….