*حكومة إل دقلو عبر هيئة “تقدم ” ومشروع سلطوي للمكون العسكري بصناعة المليشيات* محمد الماحي الأنصاري*

بعد انتهاء اجتماع الهيئة القيادية لتنسيقية تقدم غادر تيار الجنجويد بداخلها كمبالا ألى نيروبي للاجتماع مع عبد الرحيم دقلو للتشاور معه حول تكوين حكومة في مناطق سيطرت المليشيا،دار نقاش حول الخطوة و الشخصية التي يمكن ان تقود الحكومة بعد رفضها من حمدوك وتكتيك تيار الاحزاب في الهيئة القيادية ” الامة القومي، الموتمر السوداني، التجمع الاتحاديّ واخرين ” الذي قرر سجن الموضوع في الالية السياسية حتى يستعجل تيار الجنجويد ويمضي في مشروعه وبذلك تكون تقدم تخلصت من الموضوع برمته ويبقى لها طموحات عرمان ومذكرته الاصلاحية وهذا مقدور عليه.
الغريب جداً ان مبارك سليم الوزير في نظام البشير الذي كان حاضراً اجتماعات الهيئة القيادية لتقدم باعتباره عضو هيئة من المنسقين الرئيسيين بين قيادة المليشيا وتيارها داخل الهيئة القيادية الذي وصل عدد اعضائه إلى نصف المجتمعين، بل ان ثقل سليم جنجويدياً يساوي ثقل التعايشي وعبدالباري ونقد وابراهيم الميرغني.
صحيح ان المليشيا اخترقت الهيئة القيادية وحصلت على نسبة كبيرة جدا وساعدها في ذلك طبيعة التكوين لهياكل تقدم التي اعتمدت ٧٠٪؜ للمجتمع المدني والشخصيات الوطنية و٣٠ ٪؜ للأحزاب ولكن الثقل السياسي والصوت العالي والتايد الجماهيري تمتلكه الاحزاب لذلك لن تستفيد المليشيا من الشخصيات والمنظمات التي حشدتها الاحزاب عندما كونت تقدم في ايطار الصراع السياسي لتقول انها اكبر كتلة مدنية ومؤهلة لاستلام السلطة، وطالما تيار الجنجويد في الهيئة القيادية عبارة عن حشد قامت به الأحزاب تستطيع ان تحشد غيرهم بعد التخلص منهم.
في تقديري انتهت فترة الكتل والتحالفات السياسية التي كانت قائمة منذ ٢٠١٩ والغرض الأساسي منها الصراع حول السلطة خصوصاً مع غياب وسيلة متفق عليها لتداول السلطة غير الشراكة والاتفاق مع العسكر،والذي دفع الحركة السياسية للتكتل المحاور الإقليمية فنجد في تلك الفترة رعاية من الرباعية والثلاثية لتكتل معين ثم تتدخل مصر وتقدم رعاية لتكتل مضاد بسبب إقصائها من الملف السوداني منذ ٢٠١٩ ونجد الاتحاد الاوربي مسانداً لمصر تحت دعاوي ان الاتفاق الاطاري فاشل ولن يحقق الاستقرار في السودان وهدفه مواجهة دول الترويكا التي عملت على إبعاده مثل مصر
المرحلة الحالية مرحلة الاتفاق على الأجندة الوطنية لوقف الحرب ووقف التقسيم ومنع انهيار الكيان السوداني والتخلص من الكتل والمشاريع السياسية السلطوية، والذي يعيق ذلك المكون العسكري في مجلس السيادة لانه يريد الاستمرار في الحكم من خلال الاستثمار في الحرب لتمرير مشروع سلطوي بخلق بديل ل “ال دقلو ” من خلال صناعة مليشيات اخرى تحت دعاوي التحرير،واحياناً يعبر قادة المكون العسكري صراحاً عن طموحهم السلطوي مثل ياسر العطا الذي منح البرهان اربعة دورات،اما البرهان يمتكلك قدر من الحصافة فيراهن على عدم اتفاق القوى السياسية لاستمرار حكمه لذلك ظل يصرح بستمرار “لن نسلم السلطة إلا لقوى سياسية متفقة” ويستخدم ادوات وتكتيكات متعددة لعدم اتفاقها بل حتى القوى السياسية التي وقفت مع الجيش حصر على جعلها جزر معزولة من بعضها،واضحت قاعات الفنادق والوزارات في بورسودان مكاناً “لبازارات “التحالفات والكتل السياسية المدعومة من السلطة.
اعزائي تيار الجنجويد داخل وخارج تقدم
ان مليشيا ال دقلو بعد ان فشلت في مخطط الاستيلاء السلطة في ١٥ ابريل وفشلت في كسر الجيش من خلال احتلال معسكراته الرئيسية في الخرطوم تحولت الى عصابات ارهابية مثل بوكو حرام في نيجيريا وداعش في الموصل تجتاح المدن والقرى لتمول حربها من قوت وممتلكات المواطنين واصبحت بلا هدف غير الترويع والسرقة وتهجير الناس ومنع الطرف الاخر من الاستقرار والحكم، ووصلت إلى قناعة انها فاقدة للصلاحية شعبياً ودولياً لذلك ذهبت إلى المنامة وجدة بخطة واحدة وهي منع الطرف الاخر من الحكم لذلك نجد كل الاتفاقيات انحصرت في سقف عسكري فقط ولم تعطي المليشا اي دور سياسي ولا حتى وضع مقابل للجيش ونصت على الحكم المدني والجيش الوطني الواحد، لذلك سيصبح مناصري المليشيا اصحاب مقترح الحكومة موظفين عند ال دقلو مثل صديق موية والباشا طبيق

مقالات ذات صلة