*الممشى العريض خالد أبو شيبة وليك يا معلم يا سيف الفدا المسلول*

لن تسقط عن الذاكرة ابدأ تلك المباراة التي وصفها أستاذي الرشيد بدوي عبيد ب “مباراة الشهد والدموع لجماهير الهلال” الشهد بذلك الانتصار الباهي الذي حققه الفريق على نده التقليدي المريخ والدموع بسبب إصابة محبوب الجماهير والي الدين محمد عبدالله؛ تلك الإصابة التي كانت سببٱ في رحيله عن الحياة .. كان الند التقليدي في قمة جاهزيته على نقيض الهلال الذي عانى وقتها من بعض المشاكل التي اضعفت استقراره وجاهزيته ورغم رهان الإعلام المريخي الذي وصل لمرحلة الجزم بالفوز وبكل سهولة، كان الأسد فوزي المرضي رحمة الله عليه يبعث برسائل الإطمئنان لشعب الهلال بمقدرة الأزرق على وضع المريخ في حجمه الطبيعي قالها الأسد عقب التمرين الختامي وكنت رفقة الزملاء حسن فاروق، عمر طه، عبد اللطيف الهادي.
الزميل الرشيد علي عمر كان يراهن على المعلم خالد بخيت ويطالب الأسد بمنحه فرصة المشاركة ولا يمل عن هذه المطالبة في كل المقالات التي يكتبها واذكر تماماً يوم المباراة كتب مزمل ابو القاسم مستخفٱ بالرشيد والمعلم ” مستوى أداء اللاعب خالد بخيت مثل مستوى كتابات الرشيد علي عمر لا نجاعة ولا أثر ولا تأثير” بدأت المباراة ولم يكن المعلم ضمن المجموعة التي نزلت الملعب وشاءت الأقدار أن يتعرض النجم الخلوق والي الدين محمد عبدالله للإصابة التي حرمته من المواصلة لتاتي الفرصة للمعلم صاحب الموهبة والإمكانات العالية والذي فعل العجب في تلك المواجهة حيث أرهق دفاع المريخ واماط اللثام عن قوة الاحمر المزعومة ووصل للشباك مرتين ليقود الفريق وبكل جدارة إلى الإنتصار والحق أن المعلم كان فريقٱ بحاله في تلك المباراة.
لا أنسى ابدأ ونحن على وشك إعداد الصحيفة والذهاب بها إلى المطبعة اتصال الرشيد علي عمر بالتلفون الثابت أكتب : غداً شرايين رياضية .. الرشيد علي عمر يكتب ويقول وليك يا معلم يا سيف الفدا المسلول” وفي اليوم التالي كتب الرشيد مقالٱ لم أقرأ في حياتي أجمل وأصدق منه وصفه استاذنا الراحل طلحة الشفيع بأنه أشد قساوة والمٱ على أهل المريخ من هدفي المعلم وكنت قد حضرت يوم نشر المقال إلى صحيفة “عالم النجوم” عند الساعة التاسعة صباحاً فوجدت الكثير من عشاق الهلال يتجمهرون خارج الصحيفة يطالبون بالعدد بعدما نفد مبكراً من المكتبات رغم زيادة المطبوع.
خالد بخيت واحد من أمهر اللاعبين الذين ارتدوا شعار الهلال وتلك حقيقة لا يتجادل فيها اثنان فقد تميز بجانب الموهبة بالذكاء والثقافة العالية والشخصية الكارزمتكس تلك الشخصية التي جعلته مطلوباً للعمل بجانب الأجهزة الفنية بالمنتخب الوطني والهلال ولا انسى ابدأ قيادته للهلال قبل مباراة الأهلي شندي عندما كان الأهلي في قمة توهجه إذ لم يسبق أن خرج الهلال أمامه بشندي حتى بنقطة التعادل وقد ظن الجميع أن الفريق سيعود بالخسارة إلا أن المعلم أوفى بما وعد وهو يؤكد قبل المباراة أن الأزرق سيضع حدٱ لتطاول الأهلي وسيهزمه بعقر داره وقد كان وتلك أول مباراة يحقق فيها الهلال الفوز على النمور.
الآن يجد المعلم نفسه في ذات الموقف الذي وجده فيه أيام البرير بعد أن قرر مجلس الإدارة التخلي عن فلوران والفريق مجابه بدوري النخبة وفي ظل ظروف بالغة الدقة والصعوبة والتعقيد حيث سيغيب عدد كبير من اللاعبين المحترفين الذين ظلوا طوال السنوات الفائتة يشكلون قوام الفريق بجانب ضعف الجاهزية الفنية إذ لم يكتمل تجمع اللاعبين حتى الآن ومع ذلك يظل الرهان كبيراً على المعلم لقيادة الهلال بالشكل المميز ووضعه في مكانه المميز .. كامل الدعم لإبن الهلال خالد بخيت المعلم الذي ما خيَّب رهان من راهن عليه منذ أن تسربل بالرداء الأزرق ولاولئك المشفقين نقول أن الهلال محمي بأبنائه الأوفياء الذين لا يقبلون بالمساس أو التلاعب في اسمه ومكانته وسمعته.

مقالات ذات صلة