*الإصلاح مسؤولية أمة* !!✍️ أ . زاهر إبراهيم محمد*

هناك خلط بين في عمليات الإصلاح بين دور القائد ومسؤولية الأمة، إذ مع أهمية وجود القائد الملهم الجامع للصفوف، المتجه بالأمة نحو تحقيق رؤيتها المنشودة، وأهدافها الإصلاحية المأمولة.
فإن الجهد الأكبر في تحقيق عمليات الإصلاح يقع على كاهل الأمة بكافة أطيافها: علماء ومفكرين، شباب وفتيات، وجهاء وعامة.
فدور القيادة يتمثل بتحديد الأهداف وإيضاحها للناس، وجمع كلمتهم عليها وترتيب أولياتهم، ودفعهم للمسير نحوها وفق نهج واقعي راشد، يراعي الفرص والقدرات، ويسعى لتجاوز التحديات، ويتلافى المخاطر بقدر ما يمكن.
وليس من دور القيادة وحدها تحقيق الإصلاح نفسه، فذلك ما لا يمكنها تحقيقه، بل ومن التحميل لها ما ليس في وسعها.
فليس من المعقول مطالبتها بذلك، وباقي الأمة في غفلته ولهوه سارح، ولم يتوفر فيهم بعد صفات المصلحين، ولا سمات الأمة المتوثبة للتغيير، ولم يمتلكوا بعد الحد الأدنى من مطلوبات الإصلاح وأدواته!!
فالتغيير كما هو إيمان ورسالة، ورؤية وقيادة، فهو ممارسة مؤهلين واعين قادرين على تحقيقه، وإلا فإن دعوات الإصلاح عندها لن تتجاوز أن تكون حرثا في ماء، وسباحة في فضاء.
ولن تتمكن أمة من الأمم أن تتجه نحو تحقيق رؤاها الإصلاحية بصورة فاعلة، دون أن تدرك بأن الإصلاح كما إنه إرادة وقرار، وتنظيم وقيادة وجمع كلمة، فهو تأهل واستعداد وأخذ بقدر وافر من أسباب القوة، وهو خطوات من الممارسة متتالية، ولا يمكن الوصول إلى الخطوة الثالثة مثلا بحال قبل المرور قبلها بالخطوتين الأولى والثانية.
ولذا، فإن من الخير لأهل الغيرة والحرقة على واقع أمتهم وأحوال بلدانهم، أن يحددوا المرحلة التي أمتهم وشعوبهم قابعة فيها، ثم يتجهوا بها للخطوة التي تليها، فإن عصفورا باليد خير من عشر على الشجرة، وإن من استعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه، وإن للإصلاح عوائد وسننا لا يمكن المضي فيه دون مراعاتها وأخذها بعين الاعتبار، مهما بلغت درجة الحرقة، ومهما تاقت النفوس، وكثر التشجيع، وعظمت المطالبات.
والله الهادي.
✍️ أ . زاهر إبراهيم محمد

مقالات ذات صلة