نتابع في تنظيم الصحفيين الاشتراكيين، الصراع الذي يدور داخل أروقة الجسم المسمى نقابة الصحفيين السودانيين، وموقفنا من هذا الصراع جليا بينا متسقا مع رأينا في النقابة منذ بدايتها ومع تحليلنا لأنشطتها منذ ذلك الزمن.
إن نقابة الصحفيين السودانيين، جسم ليبرالي لا يمثل الصحفيين الذين انتخبوه، وذلك باتجاهها ناحية المنظمات المانحة والداعمين والبعد كل البعد عن دورها المطلوب وسط الصحفيين بالدفاع عن حقوقهم المهضومة من الملاك والسلطات، واتجهت ناحية التمثيل السياسي في جبهة تقدم.
إن الصراع الحالي بين الكتل داخل النقابة هو نتيجة حتمية للخط الذي رسمته تلك الكتل للنقابة وإصرارها عليه، فبولائها جميعا للقوى الليبرالية منذ البداية قطعت الطريق على أي محاولات لاستعادة المسار السليم للعمل النقابي، خاصة في فترة تم تشريد الصحفيين فيها وخسروا وظائفهم وتم التنكيل بهم بل وقتلهم في كثير من الأحيان، في ظل كل هذا لم يكن يهم النقابة مما يجري للصحفيين سواء إصدار بيانات هزيلة لحفظ ماء وجهها، ولهذا برزت أصوات عديدة لسحب الثقة منها والمطالبة بخروجها من تنسيقية تقدم، الأمر الذي اتفقت عليه تلك الكتل المتصارعة حاليا.
إن الاختلاف حول الدعم المقدم للنقابة، دفع مجموعات إلى فضح النقابة تذرعا بتجاوز إجراءئي غير مستند على النظام الأساسي للنقابة، وهذا ما قاد لظهور الاختلافات بين متسنمي النقابة، في الوقت الذي تتفق فيها تلك الأجسام على الإصرار على اختطاف صوت الصحفيين المغلوب على أمرهم وتسول المنظمات والداعمين باسم الصحفيين، والتواجد في تحالف تنسيقية تقدم بكل ما هو معروف عنها.
لذا نرى في تنظيم الصحفيين الاشتراكيين، أن الصراع الحالي صراعا ثانويا لا ينفذ إلى عمق القضية ، وإنما يوضح أن المختلفين الآن يتفقون في كثير من الاهداف التي جمعتهم تحت اللافتة المسماة نقابة .
تنظيم الصحفيين الاشتراكيين السودانيين