الفشقة : حسن محمد علي
المسافة ليست بعيدة كما كان في السابق حتى تصل للقرية (2) في أعماق الضفة الشرقية لنهر العطبراوي، إن الانتشار الكثيف لحاميات الجيش، وإرتكازاته قرًبت المسافات فعلآ، كما أن عمليات التنمية التي خلقها واقع سدي أعالي نهر عطبرة وسيتيت لعبت دوراً آخر في استقرار تلك المناطق، ولم تعد لقمة سائغة لمن يحاول اغتصابها، الآن ومع كل تلك الوقائع الجديدة، تظهر “العمل الخاص” بقيادة العمدة صالح، وهو واحد من المقاتلين المعروفين منذ التسعينات، كعامل هام في تأمين منطقة الفشقة وقراها، والمشاركة في معارك كامل الشريط الذي يضم القضارف وسنار وحتى النيل الأزرق بما تمتلكه من قوة تقاتل، بجانب القوات المسلحة.
كان واضحاً الدور الكبير لـ “العمل الخاص” بقيادة القائد الميداني النقيب محمد يوسف، والقيادة السياسية والعسكرية المُلهمة التي يمثلها عمدة صالح أبكر كوري، مما دعا قائد شعبة الاستخبارات بالفرقة الثانية العقيد ركن مهندس عبد العال الأمين لمرافقة الوفد إلى مناطق الفشقة، ومخاطبة الحشود الجماهيرية التي استقبلت الوفد الذي يقوده العمدة صالح في القرية (11)، وكذلك في القرية (2) بمنطقة شرق العطبراوي، لقد ظهرت الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها العمدة صالح، وصلابته وحكمته وكذلك قوة شكيمته في القتال، كما أنه لقى تقريظا هاما وواجبا من جانب العقيد عبد العال لأدواره التي لعبها في ميدان المعركة ومعركة الكرامة على وجه الخصوص.
العمدة صالح أبكر كوري رأى أن الوقت الآن لمساندة القوات المسلحة في معركة الكرامة وأضاف لدى مخاطبته الحشود الجماهيرية التي استقبلته “الأحد” بقرية (11) إن الوقت للعمل، وردد العمدة صالح بقوله “لو ما دخلنا مدني نحن ما عملنا حاجة”، ودعا صالح لعدم الإصطفاف خلف القبائل، وإنما خلف راية السودان، وأردف يقول” نحن سودانيين ورايتنا هي علم السودان بينما هم نفيرهم قبائل ونحن نفيرنا وطن وجيش”، وشدد صالح أن كل القبائل مع بعضها البعض وأن الجنجويد ليس لهم قبيلة، محذراً مما أسماهم بالخونة والخلايا النائمة وهدد بتفتيشهم فرداً فرداَ، بينما جاءت كلمة العمدة صالح مختصرة رغم الحشود الأضخم التي استقبلته في قرية (2)، حيث قال إن الفشقة كانت بها مشكلة وتم حلها، والجاهزية الآن لقتال الجنجويد، وأرسل عمدة صالح رسالة للجنجويد قائلاً ” لو في مدني أو الغرب بنشاب نحن بنقدر عليكم”، ووعد بتجنيد عدد عشرة ألف مقاتل للمشاركة في معركة الكرامة، وأردف بحزم “لن نترك شبر من أرض السودان لأحد”.
من جانبه قال العميد خالد قائد اللواء الخامس” امباركيت” “إن القبيلة لنصرة الحق وليس للسلب والنهب”، مؤكدا قدرة أهل الشرق على نصرة المظلومين، وأضاف “عندما قامت الحرب لجاوا للشرق، ووجدوا فيه الغذاء والأمن، ونوه إلى أن أهل الشرق هم سند للقوات المسلحة وحققوا شعار شعب واحد وجيش واحد وهم دائما يحرسون الحدود، وحيا مجاهدات العمدة صالح معلنا الترحيب به في الشرق” وناشد العميد خالد الجميع بقوله : “يجب أن نكون على قلب رجل واحد ونشارك في تحرير جميع مناطق السودان”
قائد الإستخبارات العسكرية بالفرقة الثانية مشاة العقيد ركن مهندس عبد العال الأمين بدأ أكثر سعادة بزيارة منطقة الفشة، ووسط مناطق وأهل العمدة صالح، وأعلن عن ذلك بنفسه عندما قال مخاطبا جماهير قرية (11) : “الأهل الكرام يطيب لي أن ألتقيكم وحرصت على حضور اللقاء وانتم تستحقون تلبية الدعوة”، وأضاف من أول لقاء وزيارة أكتشفت أن العمدة صالح هو رجل وطني ومخلص ويستحق الدعم، ونوه ايضا “لم يخيب ظن الناس فيه فقد أسهمت قواته لولاية القضارف، وقدمت أساليب قتال مشابهة لأسلوب العدو من حيث خفة الحركة والمهارة والتحرك الليلي وإستخدام “النشاب”، مشيرا لدور “العمل الخاص” بقيادة عمدة صالح في تطهير قرى -) (بنزقة ، اللكندي ،وسامراب، وفرش) بمنطقة الدندر، وقال الآن أكثر ما يخشاه العدو هو العمل الخاص.
ولفت العقيد عبد العال لمساهمة قوات العمدة صالح “العمل الخاص” في “نضافات” مدينة سنجة، حيث كشف عن دور كبير لقواته بشغل العدو في معركة جبل موية حتى لا يتمكن من الفزع، وأضاف أن أي معركة كانت لديه فيها إسناد، وناشد عبد العال جماهير منطقة الفشقة بقوله “لا تدعو الفضل يفوتكم بتقدم القوات المسلحة وقوات العمدة صالح”، وأشار إلى أن انهم يصبحون يوميا على انتصارات تثلج الصدر، داعيا الشباب بالانخراط في المعسكرات وردد “دايرين خلال اسبوع نستلم معسكرات التدريب في المنطقة”، وعاد قائد الاستخبارات للتذكير مرة أخرى بأدوار قوات العمدة صالح في تطهير قرى “بنزقة ، اللكندي”، ثم المشاركة أيضا في معارك تحرير مناطق “دونتاي وكركوج”، كاشفا عن مشاركة قوات في تلك المعارك تحركت من منطقة “امدرمان فلاتة” بالفشقة، وقال إن القوات المسلحة كانت في وضع الدفاع والآن هي من يمتلك زمام المبادرة داعيا الشباب في المنطقة للمشاركة الفورية في معارك التحرير الاخيرة وردد عليهم قائلا “زمن زي ده أي زول يشيل زمزمية وتمر في الجيب وسلاحكم”، وأرسل العقيد عبد العال الشكر الجزيل لرئيس مجلس السيادة والقائد العام لقوات الشعب المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ولأعضاء مجلس السيادة وهيئة الاركان، والجنود المرابطين لعامين متاليين دون كلل أو ملل، وأردف يصفهم بقوله : “ليهم سنتين قاعدين دون كلل او ملل فرحانين انهم بزودوا عن شعبهم” .. وردد أمام الحشود خاتما حديثه بالقول “الجيش شُغل بختلف”
من جانبه أمتدح قائد العمل الميداني بالعمل الخاص النقيب محمد يوسف دور الإدارات الأهلية بالمنطقة، بوقفتهم الصلبة مع القوات المسلحو وردد “ديل رجال عندهم غيرة على الدين والعرض”، وأمتدح دور العمدة صالح وقال إن الكلمات لن تفي حقه، وأشار إلى أنهم يمثلون السودان وجيش ومواطن السودان، وأنهم شوكة ودانة في عين العدو، وشدد يوسف على إستمرارهم في العمل لتحرير أخر شبر في البلاد.
وجاءت كلمات عبد الكريم محمد صالح مدير مكتب القائد عمدة صالح تحمل بشريات كبيرة، حيث أعلن عن فتح معسكرات للتدريب بمناطق شرق العطبراوي، وقال عبد الكريم لدى مخاطبته الحشود الجماهيرية التي استقبلت العمدة صالح بمنطقتي القرية (11) والقرية (2) إن المنطقة الواقعة شرق العطبراوي بجميع مناطقها وقراها تعلن نفسها معسكرا كبيرا للتجنيد للقتال مع القوات المسلحة ضد أي عدو، لافتا إلى أن المعسكر الأول سيضم (ألف) مقاتل، وحيا عبد الكريم الضيوف الكرام الذين شرفوا المنطقة بالحضور وعلى رأسهم قائد شعبة الإستخبارات بالفرقة الثانية مشاة العقيد ركن مهندس عبد العال الأمين الذي وصفه بالمقاتل الذي أظهر وقفة صلبة مع قوات العمدة صالح “العمل الخاص”، والنقيب محمد يوسف قائد العمل الخاص، مؤكدا أن الحرب جاءت لتمييز الخبيث من الطيب، مؤكدا أن “العمل الخاص” لن تقف على المناطق الشرقية لنهر العطبراوي وانما ستقدم الدعم للقوات المسلحة في ولاية الجزيرة والخرطوم وحتى دارفور.