أمريكا حظرت دخوله وأقاربه .. واستهدفت شركاته بتهمة توريد اسلحة
معاقبة (حميدتي) ..
المطلوب من الحكومة!!
واشنطن تعتزم التعامل بشكل جديد مع ملف السودلن في حقبة ترامب..
العقوبات الجديدة على قادة الميليشيا ستقوي موقف الحكومة..
الخطوة الأخيرة لواشنطن تشجع دول على مواصلة الضغط على الميليشيا
على الحكومة استثمار العقـــــوبات وفرض شروطهــــا لانهاء وجود التمرد
الموقف الأمريكي بمثابة (عصــــا) مرفوعة بوجه داعمي “حميدتي”
يجب مواصلة الضغط لتصنيف (الميليشيا) جماعةً إرهابية
تقرير ـ محمد جمال قندول
واصلت الولايات المتحدة الأمريكية، تضييق الخناق على ميليشيا الدعم السريع وقياداتها.
وبعد أن طالت العقوبات الميليشي عبد الرحيم دقلو وشقيقه القوني، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية أمس (الثلاثاء)، عقوباتٍ على قائد التمرد محمد حمدان دقلو وشركات تتبع للميليشيا، بتهمة توريد أسلحة وملحقات، ساهمت بشكل كبير فى إشعال الحرب في السودان.
الجرائم المروعة
إنّ فرض العقوبات على المتمرد حميدتي شخصيًا، تطورٌ جديد في قراءة واشنطن للمشهد السوداني، بعد أن ظلت تغض الطرف عنه منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، سيما وأنّ الحكومة السودانية طالبت مرارًا بتصنيف الميليشيا كجماعةٍ إرهابية، وفرض عقوبات على قائدها “حميدتي”.
ويبدو أنّ أمريكا في حقبة الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب، الذي سيتولى مهامه رسميًا في خواتيم الشهر الجاري، تعتزم التعامل مع ملف السودان بشكلٍ جديد، واتخاذ مواقف أكثر صرامةً تجاه ميليشيا الدعم السريع، وذلك لأنّ القضية السودانية باتت واضحةً للجميع ولم يعد هنالك مجالٌ للإنكار أو المداراة بشأن الجرائم المروعة والشنيعة التي ارتكبتها “عصابات حميدتي” ولا تزال، خاصةً في ولاية الجزيرة. وبالتالي أصبحت الإدارة الأمريكية في مواجهة مع الشعب الأمريكي ومنظمات المجتمع المدني حال لم تتخذ قراراتٍ صارمة ورادعة في مواجهة المتمرد “حميدتي”.
إنّ التطور الجديد فى الموقف الأمريكي بمعاقبة المتمرد “حميدتي” والشركات التي تتبع له، بمثابة عصا مرفوعة في وجه داعمي “حميدتي” من دول المنطقة بشكلٍ عام، والإمارات على وجه الخصوص، مما يجعل أبوظبي في مواجهة مكشوفة مع واشنطن، بعد أن تكشفت الحقائق وعلم الداني والقاصي أنّ “حميدتي” وعصابته مجموعاتٍ إرهابية وإجرامية تضم مجموعةً من القتلة.
المبادرة التركية
العقوبات الجديدة على قادة الميليشيا، ستصب في مصلحة السودان وتقوي موقف الحكومة فيما يلي المبادرة الأمريكية التي تحاول من خلالها واشنطن أن تخفف عن نفسها الهجوم الإعلامي الكثيف من جانب قوى سودانية والمؤسسات غير الرسمية (الصحافة والإعلام).
وستسعى أبوظبي بعد فرض العقوبات على “حميدتي”، لتجميل صورتها وتوسيع المسافة بينها وبين الميليشيا، وهذا لن يتأتى إلّا عبر “المبادرة التركية”، التي ستسعى من خلالها لحفظ ماء وجهها.
ولكن بالمقابل، على الحكومة استثمار هذه العقوبات وفرض موقف أكثر قوةً وصلابةً فيما يلي “المبادرة التركية”، وأن تفرض شروطها وفي مقدمتها: أن تختفي الميليشيا وقاداتها من المشهد السياسي، والخروج من الأعيان المدنية ومنازل المواطنين، وقطع الطريق أمام أية محاولاتٍ لإعادة (قحت) للساحة السياسية، وذلك لأنّ ما تواتر من معلومات، أن من ضمن مقترحات الإمارات عودة (قحت) في نسختها الجديدة (تقـــدم) للمشهد مرةً أخرى، وربما لذلك تحتضن عبد الله حمدوك.
تشجيع الآخرين
الخطوة الأخيرة لواشنطن، التي تعد آخر قرارات “إدارة بايدن” تجاه السودان، قد تشجع بعض الدول لمواصلة هجومها على الميليشيا وفضحهم أمام المجتمع الدولي، وقد ترهب دولًا مثل (كينيا، وتشاد، ويوغندا)، الذين يدعمون الميليشيا ويتجول قادة التمرد في عواصمها.
ويرى مراقبون، بأنّ فرض عقوباتٍ لأول مرة على الميليشي “حميدتي” تحديدًا، تستدعي أن تستثمر الحكومة هذه الفرصة عبر مؤسساتها الرسمية والدبلوماسية والإعلامية، في مواصلة الضغط على الميليشيا وفضحها في كل المناسبات ولقاءات المسؤولين، ومواصلة الضغط لتصنيفها (جماعةً إرهابية)، خاصةً وأنّ الحكومة في وضعٍ عسكريٍ ممتاز، كما أنّها خلقت تواصلًا خارجيًا جيدًا خلال الأشهر الماضية، كما يتواصل الالتفاف الشعبي حول الجيش الذي يتقدم بانتصاراتٍ كاسحة في كل المحاور.