من أغرب ما يحدث في هذا الزمن، أن يترك البعض معركتهم الحقيقية، من أجل الحرية،والبقاء، وحقوق الإنسان، وينسون مذابح الجنجويد، ودفن البشر أحياء، ولم يكتب اي واحد من هؤلاء كلمة واحدة عندما قتل الجنجويد ١٥ الفا من النساء والاطفال في اسبوعين في الجنينة، ولم نسمعهم قد ادانوا من قبل المجازر التي ارتكبها العسكر والكيزان والمجاهدون، في دارفور والجنوب وجبال النوبة، لم اسمع صوتا لاي منهم، طوال حرب الجنوب التي قتل فيها ٢ مليون من المواطنين، ولم اسمع لهم حسا طوال هذه الحرب الا خجلا وحمحمة.
وعندما كتبت من قبل عن الكنابي: لم يتفتح الله لهم بتعليق، لانهم في ذلك الوقت كانوا يعبدون ابوات العسكر، ويسبحون بحمد الكيزان.
في تحالف وتغازل وتعاضد ومحبة، بعضهم مساعد للسفاح عمر البشير، وبعضهم يعد لدخول الانتخابات معه لاقتسام كيكة السلطة؟
أين كنتم: عندما كانت كلمة حق تدخل الشخص بيت النمل او تنهي حياته او تشرده؟
سنوات من الحرب والانتهاكات والمجازر، سنوات من جرائم الحرب والإبادات الجماعية، والجرائم ضد الانسانية
أين كنتم؟!
لم لم تسمعوا صوتي حينها
لم لم تنتبهوا لصرخات الثكلي وانين الجرحي وبكاء الايتام
طوال هذه السنوات الدامية من عمر هذه البلاد؟
أين كنتم عندما كتبت عن مأساة دارفور
أين انتم عندما كتبت عن مأساة اهل الكنابي
أين انتم عندما تحدثت عن الجنقو وأحزانهم
أين انتم عندما وقفت ضد حكمومة الكيزان ٣٠ عاما ودخلت المعتقلات وشردت
مما يدهشني كيف استيقظتم الآن من قبور صمتكم، تصرخون : أين بركة ساكن؟!
أي بؤس وأي لؤم وأي متاجرة رخيصة بالدماء؟
اعلم انكم لا تهتمون لأمر أهل الكنابي، ولا يحرك موتهم وابادتهم فيكم شعرة
وبعد يومين، سوف تنسون كل شيء، وتعدون مع سفاح آخر لجرائم اخرى
بائس وتافه هذا التعاطف الموسمي الوقتي، ورخيص.
بركة ساكن