*الميليشيا في بياناتهم..أبراهيم عثمان*

▪️ *لا يبذل قادة “تقدم” أي جهد لنفي وجود “تحالف سياسي” بينهم والميليشيا، ونستطيع أن نقول إنهم يسلمون بوجوده، لكنهم يبذلون جهداً كبيراً لنفي وجود “تحالف حربي”، إن جاز التعبير. هذا الوضع يجعلهم يواجهون معضلتين: إقناع الناس بإمكانية “الحياد الحربي” بين الجيش والميليشيا، وإمكانية “الانحياز للمواطنين” ضد الميليشيا، في ظل وجود هذا التحالف السياسي مع الميليشيا.*
▪️ *تكشف المتابعة لسلوكهم أنهم يحاولون معالجة المعضلتين بشيء واحد فقط، وهو أن التحالف السياسي لم يمنعهم من الانحياز للمواطنين المدنيين وإدانة الميليشيا بجرائمها. لكن عامة مواقفهم، وبياناتهم بخصوص جرائم الميليشيا تكشف أنه من المستحيل ألا تتأثر تأثراً كبيراً بالتحالف السياسي، وأن تخلو من الانحياز للميليشيا ضد المدنيين*:
١. *رغم إدمان “تقدم” لإصدار البيانات تقصر بياناتها بخصوص الميليشيا على الجرائم، وتخلو من أي اتهامات سياسية، وتخلو من الاتهامات الرئيسية الأخرى، المتعلقة بالحرب، التي اعتادت على مواجهتها بالدفاع عن الميليشيا.*
٢. *وحتى بخصوص الجرائم تهمل معظم الجرائم ولا تصدر بيانات بخصوصها، وتقصر البيانات على المذابح الكبيرة إذا أصبحت “ترنداً” شعبياً يصعب تجاهله.*
٣. *يمتنع قادتها ونشطاؤها عن المساهمة في صناعة هذا الترند، ويصمتون إلى أن يجبرهم الترند الشعبي على إصدار بيان.*
٤. *عند الاضطرار لإصدار البيان يتجنبون عادةً المساس بقيادة الميليشيا واتهام دوافعها ونواياها وتجريم خططها.*
٥. *ويتجنبون المساس بداعمي الميليشيا من الداخل والخارج.*
٦. *ويتجنبون كلمات ( إرهاب، مجزرة، مجازر، مذبحة، مذابح، ممنهجة، تشريد، تجويع، حرب أهلية، تجييش قبلي ) أو أي كلمات يمكن أن تصف الجريمة موضوع البيان، أو عامة سلوك الميليشيا.*
٧. *ويخلو البيان عادةً من شكوى الميليشيا للمجتمع الدولي.*
٨. *ويكتفي قادتها ونشطاؤها بذلك البيان، ولا يكتبون في صفحاتهم على مواقع التواصل عن الجريمة موضوع البيان. ولا يتداولون فيديوهاتها، ولا ينظمون، ولا يشاركون في، أي حملة إعلامية لفضح الميليشيا.*
٩. *ويقحمون في بيانهم بخصوص المذبحة التي قامت بها الميليشيا إدانة للجيش بأي شيء يرونه حتى لا يكون البيان خالصاً لإدانة الميليشيا.*
١٠. *ويقحمون فيه إدانة للمواطنين “بتهمة” مقاومة الميليشيا، ولا يدينون التعاون مع الميليشيا.*
١١. *ويتجنبون فيه إدانة الحديث عن مسيرات الميليشيا التي تستهدف المرافق المدنية كمحطات الكهرباء.*
١٢. *ويحددون بدقة طلبهم الرئيسي من المواطنين وهو عدم كراهية الميليشيا وعدم الشعور بالغبينة تجاهها، وعدم الوقوف ضدها، وعدم الوقوف مع الجيش.*
١٣. *ويتخذون من المذبحة مناسبة لختام البيان بالتشديد على التفاوض مع الميليشيا بشروطها، ومقايضة “سيطرتها” القذرة القائمة على التشريد المذابح بمكاسب تفاوضية.*

إبراهيم عثمان

مقالات ذات صلة