‘واجه انتقادات لاذعة وحملات إدانة واسعة،، الحلو والميليشيا ،، تحالف (التعيس وخائب الرجاء)*

واجه انتقادات لاذعة وحملات إدانة واسعة،،
الحلو والميليشيا ،، تحالف (التعيس وخائب الرجاء)..

كيانات مجتمعية تطالب بعزل الحلو وطرده من قيادة الحركة الشعبية..

رفض قاطع لدخول الجنجويد إلى الجبال، وتأكيدات على وحدة أمة النوبة..

تصاعد المخاوف من نقل الحرب إلى جبال النوبة وإعادة سيناريو العنف..

مطالبات بتنسيق الجهود والتحرك السريع لإيقاف مخطط الحلو في الجبال..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو.

استنكرت شبكة المنظمات الوطنية العاملة في ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، ومجلس عموم النوبة ووحدة الكيان، واتحاد عام النوبة، والإدارات الأهلية، مشاركة قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال عبد العزيز الحلو في التوقيع عل ميثاق السودان التأسيسي مع ميليشيا الدعم السريع الذي تمت مراسمه في الثاني والعشرين من فبراير الماضي 2025م، بالعاصمة الكينية نيروبي، حيث يمهد هذا الميثاق السياسي لتشكيل الحكومة الموازية، وأكد متحدثون باسم الكيانات المعنية خلال مؤتمر صحفي عُقد في مدينة بورتسودان، أن النوبة أمةٌ غير قابلة للتجزئة، متناولين أهمية المرحلة المقبلة، وضرورة الحفاظ على مجتمع جبال النوبة والنأي به عن كل البرامج التي تدعوا إلى التجزئة، معتبرين أن ما تم في نيروبي قرار فردي لعبد العزيز الحلو لا يعبِّر عن إنسان جبال النوبة، مطالبين بعزله وطرده من قائدة الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، ومنع الجنجويد من الدخول إلى جبال النوبة.

غبار كثيف:
وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة عبد العزيز الحلو قد وقعت على ميثاق السودان التأسيسي مع الدعم السريع بالإضافة إلى حزب الأمة القومي، والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، والجبهة الثورية، وحركات مسلحة أخرى، وقد أثارت مشاركة عبد العزيز الحلو في مراسم التوقيع غباراً كثيفاً، وجدالاً واسعاً في ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، قبل أن يهزَّ بنية الحركة الشعبية التي شهدت عدة استقالات تقدم بها عدد من قيادات الحركة الذين انتقدوا ارتهان الحلو إرادته لدولة الإمارات، وطالبوا بعزله، مبينين أنه وبتنسيق جهوده ومواقفه مع ميليشيا الدعم السريع، يكون عبد العزيز الحلو، قد حاد عن (منفستو) الحركة الشعبية ووضع يده في ميليشيا الدعم السريع ذات التأريخ الأسود، والسجل المظلم وسيئ السمعة في مجال حقوق الإنسان مع شعب جبال النوبة والشعوب الأصيلة الأخرى بما فيهم قبيلة المساليت التي ينحدر منها الحلو نفسه، حيث سعت ميليشيا آل دقلو بشكل مستمر من أجل تهجيرهم قسرياً، ومحاولة إحداث تغيير ديمغرافي يتيح لعرب الشتات الاستيطان في أراضي الشعوب الأصيلة سواءً في دارفور أو كردفان.

مفارقات عجيبة:
ولعل من المفارقات العجيبة أن عبد العزيز الحلو الذي امتدح في نيروبي مواقف قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، ووصفه بالرجل الذي جرَّد المركز الحاكم للسودان من جميع الأدوات التي استخدمها منذ استقلال البلاد، هو الحلو نفسه الذي كان قد اعترض في أغسطس من العام 2020م، على قيادة حميدتي لوفد الحكومة الانتقالية الذي ذهب إلى جوبا للتفاوض مع حركات الكفاح المسلح، حيث سحب الحلو وفده المفاوض بعد بيان اتهمت فيه الحركة الشعبية، قوات الدعم السريع بارتكابها انتهاكات وصفتها بـ”البشعة ” ضد المواطنين الابرياء والعُزَّل في مدن و أرياف السودان، الأمر الذي يجعل قائد قوات الدَّعم السريع مفتقداً للحياد وغير مؤهَّل لقيادة وفد التفاوض، وزاد بيان الحركة الشعبية: “نحن لا نقبل بقيادة قائد قوات الدَّعم السَّريع ورئاسته لوفد الحكومة الانتقالية” حيث غادر وفد الحركة قاعة التفاوض دون أن يلتفت إلى رجاءات وساطة دولة جنوب السودان برئاسة توت قلواك، ومساعده السلطان ضيو مطوك.

حيز التنفيذ:
ويبدو أن تنسيق الجهود والمواقف العسكرية المشتركة بين الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، وميليشيا الدعم السريع قد قطع شوطاً في حيز التنفيذ، حيث تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مقطعاً لفيديو داخل أحد معسكرات التدريب الخاصة والتي تضم قوات تابعة للحركة الشعبية ولميليشيا الدعم السريع، في وجود عساكر من الطرفين، يبدو أنهم ” تعلمجية” يخاطبون الجنود الجالسين على الأرض وهم يرددون بعض الجلالات العسكرية قبل أن يرفع المسؤول العسكري التابع للدعم السريع التمام للقائد العسكري تبع الحركة الشعبية الذي قام بدوره بمخاطبة الجنود، وقد حظي الفيديو بانتقادات واسعة وسخرية كبيرة من قبل النشطاء والمتداخلين الذين اعتبروا الخطوة بنهاية حزينة وكارثية لمنظومة الحركة الشعبية، متحسرين على موقف عبد العزيز الحلو وتماهيه مع ميليشيا الدعم السريع، وسخر أحدهم وقال” أعتقد أن القائد المؤسس للحركة الشعبية يوسف كوه مكي يتململ وجعاً في قبره جراء هذا المشهد”.

خطوة أولى:
ويرى مراقبون أن المؤتمر الصحفي لشبكة المنظمات الوطنية العاملة، ومجلس عموم النوبة ووحدة الكيان، واتحاد عام النوبة، يمثل خطوة أولى ومهمة على طريق تحرك الأجسام المجتمعية في ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة للتصدي المباشر لعملية التنسيق العسكري المشترك بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وميليشيا الدعم السريع، باعتبار أن الخطوة ستعيد إشعال فتيل الحرب في المنطقة، وإعادة السيرة الأولى لسيناريو العنف والاقتتال الذي تحاول جبال النوبة التعافي منه، وسبق تحرك هذه الجهات المجتمعية بيانات إدانة وشجب من بعض الكيانات المنحدرة من الحركة الشعبية، مثل الحركة الشعبية لتحرير السودان مؤتمر جوبا، واللجنة المركزية للحركة الشعبية قطاع حبال النوبة المتحد والتي رفضت تنسيق عبد العزيز الحلو مع ميليشيا الدعم السريع، وقالت إن الخطوة كشفت النقاب عن الوجه الحقيقي لعمالة الحلو بعد أن تنصل وحاد عن مشروع الحركة الشعبية النبيل في منطقة جبال النوبة، ووضع يده في يد ميليشيا الجنجويد ذات السجل الإجرامي الذي يجاهر دون حياء إلى إنشاء دولة العطاوة ذات العنصرية التي لا تعترف بأي إثنيات أخرى غير المكون العربي، المعروف باستهدافه لأبناء جبال النوبة، منوهين إلى الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها الميليشيا الإرهابية بإعمال القتل على أساس الجنس والنوع ضد قبيلة المساليت والقبائل غير العربية في الجنينة وعموم دارفور.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فإن لسان الواقع يقول إن عبد العزيز الحلو ماضٍ في تنفيذ مخطط التعاون والتنسيق مع ميليشيا الدعم السريع مما يعني نقل الحرب إلى ولاية جنوب كردفان- إقليم جبال النوبة، وهو موقف يتطلب من أبناء المنطقة والكيانات المختلفة سياسية ومجتمعية، أن تتماسك وتنهض بتوحيد الجهود من أجل التصدي لهذا المخطط الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام ميليشيا الجنجويد لتنقل انتهاكاتها وجرائمها إلى جبال النوبة، كما ينبغي على الحكومتين المركزية والولائية أن ترفع من درجات التنسيق العسكري والأمني لتفويت الفرصة على تنفيذ هذا المخطط الآثم، فمن اعتدى عليكم، فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم.

مقالات ذات صلة