سياسة الردع المتوازي بقلم / *محمد أبوزيد مصطفى*

تتسابق الخطا والايدي الممتدة للاستثمار في اعمار الدمار الذي خلفته الحرب اللعينة المعدة مسبقاً للخراب..
الدول الكبري كل واحدة منها تريد الانفراد والاحتواء بل والاحتكار دون سواها من المتنافسين، ليكون السودان مركز نفوذ. وكذا الدول الغنية الممولة اصالة أو نيابة، والشركات الكبري المتخصصة هي الأخري تزدحم للفوز بالفرز لتكسب الرهانات والعطاءات المربحة حد الاسالة للعاب.
وما دامت مراكز القوي بكل أشكالها تمور كما السياسة ذات الرمال المتحركة، وفي ذات الوقت تحدثنا المجريات ان الاستهداف ما زال قابعاً في اضابير الطامعين الامبرياليين ، يفتشون عن حيلة أخري للاحتواء والاستيلاء، مستفيدين من دروس الهزيمة النكراء، والتي اعدوا لها عدة امتدت لسنوات يقلبونها ذات اليمين وذات الشمال حتي استوت، ولكن خاب سعيهم.. الا انهم كما وصفهم الصحابي الجليل عمرو بن العاص حين قال : {وأسرعهم آفاقة بعد مصيبة}..فتاريخهم القريب يحدثنا عن هذه الميزة أكثر من ماضيهم البعيد.
فإن كان ما نحدث عنه وننبه إليه [الا نضع بيضنا كله في سلة واحدة]، وإنما نوزع القطاعات الي اكبر عدد من المتنافسين، مع مراعات الميزات النسبية لكل جهة، ولنجعل لكل فئة نصيب دونما ارتهان لدولة، وإنما نقف علي مسافة واحدة من الجميع، ومع ذلك يمكن أن نعطي ميزات تفضيلية لأصحاب المواقف الإيجابية النبيلىة إبان حرب الكرامة، من باب (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل، أولئك أعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا).
وكذا في المنهج الجديد للعلاقات الخارجية الا نتحيز الي معسكر دون آخر، لئلا نفقد حيادنا واستقلالنا، ولكن للضرورة أحكامها الظرفية الانتقالية الخاصة، فقد يندرج المحبوب في المبغوض، والمبغوض في المحبوب،،، و{احبب حبيبك هوناً ما، عسي أن يكون بغيضك يوماً ما، وابغض بغيضك هوناً ما، عسي أن يكون حبيبك يوماً ما} ..
وأما الخائن فلا امان له (فأما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم علي سواء، إن الله لا يحب الخائنين).

اما سماسرة الاستوزار والمتكئين علي ارائك السلطة ومدمنيها الذين لا يَملّون من التردد علي المنابر والمحافل ضغطا وبحثاًعن منافذ، استقواءاً بالاجنبي، أو شعبوياً، دونما مراعاة لمصلحة وطنية غالبة، هؤلاء يشكلون ازمة هي الأخري تحتاج للوقاية منها قبل أن تتواطأ وتتآمر.
والفصائل المسلحة التي يردع بعضها بعضاً ان لم تُدمج في منظومة القوات المسلحة تحت قيادتها الموحدة سوف تشكل تحدياً مستقبلياً تتلقفه الجهات الخارجية المتربصة،وكذا الأحزاب المصطرعة والمتشرنقة تمثل هي الأخري نموذجاً للارتماء في أحضان الأجنبي، والتاريخ ملئ بالأمثلة والتجارب المرة.
ولذلك فالحذر الحذر من انفراط العِقد الذي انتظم وانعقد بتوفيق الله..

مقالات ذات صلة