*الإمارات والسودان : صدمة غير متوقعة قلبت الحسابات*: انس مالك *

.

لم تكن دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي واحدة من أكثر الدول تدخلًا في شؤون المنطقة، تتوقع أن يصطدم مشروعها التوسعي بمقاومة حقيقية كالتي واجهتها في السودان. فمنذ سنوات ، دأبت الإمارات على التدخل في شؤون دول عديدة ، إما عبر الدعم العسكري ، أو التمويل السياسي ، أو عبر أذرع إعلامية ضخمة تساهم في توجيه الرأي العام وتغيير مسارات الأحداث لصالحها، كما حدث في ليبيا واليمن وحتى في بعض دول القرن الأفريقي. وفي أغلب هذه الحالات، كانت أبوظبي تنجح دون مقاومة تُذكر، مستفيدة من هشاشة بعض الأنظمة وضعف البنية السياسية أو الأمنية.

لكن السودان كان قصة مختلفة. فعندما اصطدم المشروع الإماراتي بإرادة وطنية متمثلة في الجيش السوداني وقطاع واسع من الشعب السوداني ، وجد صانع القرار الإماراتي نفسه أمام واقع غير مألوف. لم يعد هناك من يستجيب بسهولة، ولم تعد الأموال وحدها قادرة على اختراق القرار السيادي.

جن جنون أبوظبي ، وبدأت في حشد مئات المنصات على مواقع التواصل الاجتماعي ، من حسابات مموّلة وصفحات تُدار من الخارج ، لشن هجوم واسع على الجيش السوداني ومؤسسات الدولة . كان واضحًا أن الإمارات تحاول بكل وسيلة تشويه صورة الجيش ، ودفع الرأي العام السوداني إلى الانقسام والتشكيك ، بهدف إنهاك بنية الدولة من الداخل .

هذا التصعيد الإعلامي يعكس مدى الصدمة التي تلقتها الإمارات حين فشلت في فرض أجندتها في السودان ، كما فعلت في دول أخرى . فلأول مرة ، تجد نفسها أمام قوة نظامية ترفض الانصياع، وشعب يمتلك ذاكرة نضالية وخبرة في مقاومة محاولات التبعية والتدخل .

و معركة السودان مع الإمارات لم تكن معلنة رسميًا إلا اليوم ، لكنها على الأرض كانت جلية في تفاصيلها السياسية والإعلامية وحتى الاقتصادية . وبينما تواصل الإمارات استخدام أدواتها للضغط والتشويه ، يبقى رهان السودان الأكبر على وحدته الداخلية ، وعلى وعي شعبه بأهمية حماية قراره الوطني من كل تدخل أجنبي .

‫#العدالة_للسودان‬
‫#الامارات_تقتل_السودانيين‬
‫#السودان_يحاكم_الامارات_دوليا‬

بقلم : انس مالك .

مقالات ذات صلة